المرة الاولى كانت فى القاهرة رغم سببها حدث فى لندن عندما سافر الى هناك بحثا عن العلاج بعد ان تكرر النزيف ويومها قال له الاطباء بعد نهاية التحاليل والفحوص من الممكن ايقاف لنزيف وعدم تكراره ولكن لن نضمن لك استمرار احتفاظك بذاكرتك فقد اجريت لاكثر من مريض عملية جراحية مشابهة ونجحت جراحيا ولكنها انتهت بفقد المريض لذاكرته وعاد حليم بعد هذه الرحلة وهو فى حالة حزن شديدة وتحركت دموعه فى الحال
المرة الثانية كانت بسبب الام جلطة مفاجئة فى سمانة ساقه ولكنه صمم على ضرورة استمرار بروفات اغنيته الجديدة فاتت جنبنا لحسين السيد ومحمد عبد الوهاب الذى وافق على الانتقال لمنزل حليم لاجراء بروفات اللحن واستعد حليم بان ارسل فى شراء مقعد متحرك وما كاد حليم يتحرك من فوق سريره من اجل الوصول الى المقعد المتحرك حتى داهمته الالام فصرخ من الالم وكانت دموعه قد سبقته
وحقيقة ان دموع حليم التى شاهدها البعض كانت قليلة ولكن ذلك لم يمنع حليم من الضحك والسخرية وقد تعلم السخرية على يد الكاتب الكبير كامل الشناوى
ففى مرة من المرات قال حليم للمخرج المسرحى والتليفزيونى المعروف محمد سالم ان الكاتب الروسى تولستوى سيزور القاهرة غدا ويريد مقابلته وبالفعل صدق محمد سالم هذه الحكاية وذهب للقاء تولستوى فى مساء اليوم التالى باحد الفنادق وليلتها لم ينصرف حليم حتى وصل محمد سالم الذى كان واضحا عليه علامات المقلب الذى شربه
وبعيدا عن حكايات الدموع والضحكات فى حياة حليم فان ما كان يشده اكثر هى المواقف الانسانية التى يتخذها على مدى حياته للكثيرين الذين عرف منهم القليل فقط بينما ظل الاكثر مجهولا للجميع باستثناء شحاته ابن خالة حليم الذى كان يقوم شهريا بهذه المهمة كجزء من كرم حليم الذى لم يكن يعرف البخل يوما ما فعلى سبيل المثال كان حليم خلال سفرياته الى الخارج كثيرا جدا ما يتعمد وضع مبالغ كبيرة من النقود فى درج الكوميدينو تاركا للاصدقاء الذين يشاركونه الرحلة الحصول من هذا الدرج على مايريدون من نقود الى هذا الحد كان كرم حليم ولكن هذا لم يحوله فى يوم ما الى اانسان يمكن الضحك عليه فحدث اثناء وجوده فى لندن لطبع فيلم ابى فوق الشجرة ان اكتشف ان ما معه من نقود لن يكفى النفقات المطلوبة فاتصل باحد اصدقائه الامراء ووعد الصديق بانه سيرسل له تحويل بمبلغ يسمح له بتسديد النفقات وتم الاتفاق على ان تقوم صديقة كانت تقيم فى لندن بالذهاب الى البنك لتسلم المبلغ ولكن حليم ايقظ المصور وحيد فريد للذهاب معها الى البنك ولكن وحيد فريد اكتشف ان هذه الصديقة عقدت اتفاقا مع البنك من اجل الابقاء على جزء من المبلغ القادم فى حسابها ولولا ذكاء حليم وفراسته لفقد الجزء الذى فكرت الصديقة فى اختصاره من المبلغ القادم اليه
وعن اشهر المواقف الانسانية والتى تتسم بالشجاعة لحليم ان مصلحة الضرائب فرضت على الفنانين قواعد لم يكن معمولا بها من قبل فذهب حليم ومعه محمد عبد الوهاب لمقابلة لرئيس جمال عبد الناصر ونقلا اليه وجهة نظر الفنانين فى هذا الموقف وانتهى اللقاء بعد ان طلب عبد الناصر ضرورة ان تجد مصلحة الضرائب حلا يرضى الفنانين فى تحديدها لقيمة الضرائب المطلوبة منهم