[b]
من كتاب ايامنا الحلوة
يقول سامى السلامونى
مازلنا نحمل فى ذاكرتنا صورا ضبابية وان كنا لاننساها للاحتفال بعيد الثورة 23 يوليو كل سنة وحيث كان يقام غالبا احتفال كبير فى ذلك المسرح الكبير المكشوف فى نادى الضباط بالزمالك فكان عبد الناصر يجلس فى الصف الاول وحوله كل الاسماء الكبيرةحينذاك وكان وجهه يشرق دائما وهو يبتسم ونحن نتصوره رجلا قادرا على صنع اى شى وصحيح ان جوهر الحكم فى عهد عبد الناصر كان فرديا يملك سلطة القرار ولكنها كانت قرارات تستهدف صالح البلد وتنحاز الى الفقراء ولذلك كان الناس مبتهجين فى تلك الايام ومنتعشين بالاحلام وعلى الفور كان حليم يعكس لحظات الصحوة هذه فى اغنية وعلى مدى عدة سنوات كان هو نجم تلك الحفلات وبدات سلسلة اغانى اعياد الثورة الشهيرة التى يكتبها صلاح جاهين ويلحنها كمال الطويل ليغنيها حليم فتصبح فى اليوم التالى على السنة الرجال والاطفال ولتصبح اغانى شعبية
ولقد كانت اغانى ثلاثى جاهين والطويل وحليم اغانى عبقرية وكانت تجسيدا تلقائيا مباشرا وقويا جدا لحالة الصحوة العامة فى الحياة المصرية فى تلك الايام واستطاع جاهين ا ن يطوع اعقد المعانى السياسية واصعب الكلمات المنحوتة من الصخر لتصبح كلمات غنائية قابلة للحفظ والترديد بالحس الشعبى النادر عند كمالالطويل فى تطويعها من جانبه فى الحان نجد صداها على الفور فى الاذن المصرية البسيطة وبصوت حليم الذى كان قد سيطر على هذه الاذن تماما وبلامنازع ناقلا اياها بسهولة من مزاج الحب والهيام والعذاب الى مزاج الانشغال بقضايا وطنية فيما يشبه الاعجاز
سامى السلامونى- عبد الحليم حافظ - التفسير السياسى- الكواكب - العدد1652-1983