[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
لقد غضب حليم من مفيد عشرات المرات ولكن غضبه طال فى ثلاث مناسبات محددة تتعلق بالغناء
-غضب عندما كتب مفيد يقول انا لااتصور فنانا يصعد على المسرح ونعطيه اصغاءنا ليغنى فيقلد الصبية فى الشوارع والحارات ويستخدم فنه للتصفير هذا تهريج وليس بغناء ان للمسرح قداسة وهاهى ام كلثوم تقف امامنا ولاتنطق الاحين تغنى
-وغضب منه لمجرد فكرة المقارنةعندما كتب مفيد عن محمد نوح مع ان مفيد قال يومها اننى اقع فى خطا كبير اذا عقدت مقارنة بين حليم ومحمدنوح حليم عاصمة من عواصم الغناء العربى ونوح لايزال رغم التفاف الناس حول ادائه وليس صوته قرية فى محافظة الطرب ان حليم مدرسة فى الغناء وبرج ثابت راسخ امتحنته الاذن المصرية والعربية ونجح بتفوق ومحمد نوح يركب سفينة يغنى على ظهرها ورست على شاطئنا ولااحد يعرف كم من الوقت ترسو ان حليم بلبل مغرد فوق شجرة الغناء وفرض على كل الطيور ان تسمع تغريده ونوح تشعلق فوق الحان سيد درويش والتقى بالاذان المتعطشة للاصالة ان حليم مطرب من راسه حتى قدميه ونوح ممثل يغنى
-وغضب منه عندما اراد ان يرد على الذين هاجموه ايام زوبعة قارئة الفنجان واتهمه البعض انه اهان جمهوره وشتمه وكان مفيد من انصار عدم الرد وعدم الالتفات لماقيل فهذه عملية تكسير واطفاء كلوبات الفرح وهذا التصرف من اعمال البلطجةلايجب ان يحتل من راسه اية مساحة
وكان حليم مع اخرين ورطوه يريد ان يصدر بيانا صحفيا عن الازمة ومرة اخرى قال مفيد له نجاح قارئة الفنجان اكبر من هجوم البعض عليك ومع ذلك ذهب للتليفزيون وبكل عناد الاطفال وقف يرد
هذه المران الثلاث لانها مناسبات تتعلق بعشقه الازلى وهو الغناء كان فولت غضبه عاليا ولكن عمق مشاعر ححليم ومفيد فتت هذا الخلاف فى ال اى
رغم ان كمال الملاخ له راى فى حليم يقول ان لحليم موهبة لاتتبارى فى خسارة الاصدقاء لاتقل عن موهبته فى الغناء ورغم ان حليم سمع من مصطفى امين ان ثروة الفنان هم اصدقاؤه وهم دعايته غير المرئية ومع ذلك كان حليم يعرف الالاف ويجامل بشدة المئات ويتعاطف مع مشاكل العشرات ويبيع عمره من اجل الاصدقاء الحقيقيين وعددهم لايزيد على خمسة فقط