[b]
وهذا الموضوع بمناسبة ذكرى رحيل العملاق كمال الطويل يرحمه الله اليوم وربنا يدخله فسيح جناتهمن كتاب ايامنا الحلوة
تعرف حليم على كمال الطويل فى بدايات عام 51 وكان الطويل يدرس فى قسم الاصوات فى حين كان حليم يدرس فى قسم الالات ليكون عازفا وقد كان الطويل يسبقه بعام فى الدراسة وعلى الرغم من التباين الواضح بين الاثنين سواء على المستوى الاجتماعى او الاقتصادى الاان صداقتهما استمرت ونمت على مر الايام
فالطويل رغم انه ينتمى الى الطبقة الارستقراطية الاانهما اجتمعا على امرين لاثالث لهما وهما حب الموسيقى واليتم لان الطويل كان يتيم الام ووجد فى حليم مالم يجده فى احد غيره وكذلك وجد حليم فيه نفس الشى لذلك بدات خيوط الود والمحبة تترابط بينهما فكانا يستذكران دروسهما معا فى بيت الطويل حليم يعزف وكمال يغنى وبعد انتهاء الدراسة عين الطويل فى هيئة التليفونات بالاسكندرية فى حين ظل حليم يتنقل بين الغربية والشرقية والقاهرة مدرسا للبنات وكانا ينتهزان فترة الصيفليقضيانه معا بالاسكندرية لان الطويل كان يملك هناك شقة فى سيدى بشر
وبعد فترة انتقل الطويل من هيئة التليفونات بالاسكندرية الى القاهرة للعمل فى وظيفة مساعد المراقب العام للموسيقى والغناء فسعى الى تعيين حليم عازفا فى فرقة الموسيقى بالاذاعة وبالفعل تم تعيينه
وعلى الرغم من التصال الدائم بين حليم والطويل الاان الطويل لم يكتشف جمال صوت صديقه الاعندما تعرض لمازق تمثل فى صياغته لحنا بعنوان اروح لمين واشكى وقد قام فؤاد الظاهرى بتوزيع هذا اللحن موسيقيا وغنته المطربة نادية فهمى ولكن تسجيله لم يكن على المستوى المطلوب فاراد الطويل اعادة التسجيل ولكن المطربة نادية فهمى رفضت ذلك فاحتار الطويل فيم يغنى هذا اللحن وبينما هو فى حيرته هذه كان يجلس بكافيتريا بلانكا بشارع عرابى مع حليم وفؤاد الظاهرى بصوته واخذ حليم يدندن بالاغنية فاعجب فؤاد الظاهرى بصوته واقترح على الطويل ان يغنى حليم هذا اللحن ولكن الطويل ظل مترددا لفترة الى ان بدا حليم حديثه بقوله يااخى جربنى ومش حتخسر حاجة وبالفعل استمع الطويل الى صوت صديقه بامعان لاول مرة ووافق على ان يغنى حليم اول الحانه ومنذ ذلك الحين اقتنع الطويل بصوت حليم واستمرت علاقتهما معا الى اخر يوم فى حياة حليم وحتى عندما سافر الطويل الى الكويت وطالت رحلته ارسل اليه العندليب يتعجل عودته وهذا ان دل فانما يدل على اشتياق حليم لصديق عمره الطويل جسدا وروحا ونتاج فكر وقد اثمر التعاون الفنى بينهما عددا كبيرا من الالحان المميزة لعل من ابرزها على قد الشوق ونعم ياحبيبى والحلوة وبينى وبينك ايه وفى يوم فى شهر وفى يوم من الايام وراح وسمراء واسمر ياسمرانى ولقاء وبلاش عتاب وصدفة وبيع قلبك وهذا غير الالحان والروائع الوطنية التى تغنت فى اعياد ثورة يوليو مثل بالاحضان واحنا الشعب وصورة وحكاية شعب وبعد نكسة 67 احلف بسماها وبترابها وبعد نصر اكتوبر خللى السلاح صاحى وصباح الخير ياسينا وغيرها من الروائع
واستمرت الصداقة بينهما وسارت بهم الحياة الى ان اصطدمت بصخرة الموت ورحل العندليب وبقى الطويل يبكى عندليبه الذى رحل عن عشه
يرحمهما الله العملاقين الكبيرين حليم وكمال الطويل