[b]#### اغنية ( حب أيه ) لها قصة في هذه الفترة أواخر عام 1959 – كانت تربط بليغ علاقة صداقة بشاعر شاب يبحث عن فرصة اسمه عبد الوهاب محمد.. وكان بليغ وقتها يحاول هو الاخر ان يثبت وجوده في الساحة الفنية خاصة بعد ان احتضنه كامل الشناوي اعترافا بموهبته وكان يقدمه لكل المجتمعات وكذلك كتب له مأمون الشناوي.
ولكن بليغ طول عمره غاوي حاجات غريبة حتي في الحانه ففي الوقت الذي اعتاد فيه الملحنون أن يقفلوا الغنوة باسلوب معين فعل هو العكس فكان يجعل ( القفلة) افتتاحية للغنوة..... فعل ذلك في العديد من أغانية مثل ( أي دمعة حزن لا)، وشعر الاثنان بنوع من التوحد والجاذبية وكأنا يعقدان جلسات عمل طويل فلما كتب عبد الوهاب محمد كلمات ( حب ايه ) وبدأ بليغ في تلحينها احتاروا في أمرها واختلفوا في تحديد المطرب الذي يغنيها، فمن وقتها من المطربين يقبل غناء مثل هذه الكلمات الجريئة والغريبة علي إذان المستمعين ووصل الجدل بينهما إلى الاتفاق على ركن الاغنية والبدء في اعمال اخري وفعلا بدءأ في أغان جديدة.
في هذا الوقت تعرف بليغ علي الموسيقار محمد فوزي وايقن فوزي بفراسته أنه امام موهبة فذة في التلحين وقرب بليغ إليه واحتضنه (نادرا ماتجد ملحنا يحتضن ملحنا ) ولكن ايمانه بموهبة بليغ جعله ينسي الغيرة وكل نوازع النفس البشرية ويقف وراءه ويساعده وكان فوزي من أصدقاء أم كلثوم المقربيين رغم أنه لم يلحن لها.. ورتب فوزي سهرة فنية يجمع فيها بليغ بالسيدة أم كلثوم وتمت السهرة في منزل أحد الأطباء المشهورين وقتها وهو د. زكي سويدان أحد عشاق ام كلثوم الكبار وجاء بليغ فأمسك فوزي بيده واتجه به ناحية ام كلثوم قائلاً في حماس:
- هاسمعك الليلة دي ملحن هايل هيكون له شأن في السنوات القادمة . وكان بليغ يعيش علي طبيعته وسجيته فجلس علي الارض كما اعتاد عندما يلحن وأمسك بالعود فنظر الحاضرون الى بعضهم البعض في استغراب ( يعني إيه الملحن اللي قاعدة زي مقرئي القران ده) ونظرا فوزي الى ام كلثوم وهو يشير بيده بما معناه ( سيبوه علي راحته)..
ويحكي بليغ بعد ذلك قصة هذا اللقاء الغريب الذي كان بداية تعارفه بالسيدة ام كلثوم وبداية انطلاقه الكبير ( ما أعرفش ليه لما مسكت العود وبدأت ضبط اوتاره ربنا ألهمني أني أغني ( حب أيه) رغم أني لما رحت السهرة لم تكن في بالي وعندما انتهيت من غناء المذهب لقيت أم كلثوم قاعدة جانبي علي الأرض وسط ذهول الحاضرين ومنذ تلك الليلة وضع بليغ قدمية علي اول سلالم المجد.
كانت السيدة أم كلثوم تقول عن بليغ:-
- بليغ ده نهر متدفق هادر من الأنغام الجميلة .. سيبوه يعمل أغاني عظيمة لكن الأغاني الوطنية وأغاني المناسبات عندكم ملحنين كتير يعملوها .. بليغ ثروة قومية حافظوا عليها .. وحاولو ما تزعلهوش ابدا!! قال عنه الأستاذ محمد عبد الوهاب :- بليغ ده محظوظ لأن ربنا بينعم عليه بجمل غنائية عبقرية قلما ينعم بها علي فنان كل 50 سنة!
لكن مشكلة بليغ أنه مش حاسس بقيمة العبقرية اللي عنده وهي دي مشكلته...... بليغ للأسف بيهدر وقته مع ناس مش مفروض يقعد معاهم ومع أصوات مش مفروض أنه يلحن لها..!