عبقري الموسيقي.. طفل شديد البراءة
إنسان مثالي وخجول وكريم وحنون و دبلوماسي إلي أقصي درجة و طيب الي درجة السذاجة, صفات التصقت بالراحل بليغ حمدي اكدها كل من عاصروه وأحبه الجميع وصفه الإذاعي الكبير وجدي الحكيم بأنه كان طاقة من الحنان والكرم والرقة,
والخجل الشديد بل أن خجله كان يصل إلي درجة الحياء وتحديدا في كل ما يتعلق بالأمور المادية بمجرد ما كان يشعر بشخص يريد أن يتناقش معه عن مستحقاته المادية مقابل عمله, كان يهرب منه فورا, حيث كان لا يحب ان يتحدث إلا عن الفن فقط
ويؤكد الموسيقار حلمي بكر أن كرم بليغ وصل لدرجة انه كان يفتح بيته لـكل من هب ودب وهو ما أوقعه في المشكلة التي تعرض لها قبل وفاته بخمسة اعوام, وإضطر بسببها ان يعيش بعيدا عن فنه ووطنه الذي عشقه, وكان يصرف امواله كلها علي المكالمات التليفونية التي يصرخ فيها لكمال الطويل ووجدي الحكيم ومحمد الموجي قائلا إزاي تسيبوا الغنوة المصرية توصل لهذه الحالة من التردي.
الموسيقار محمد نوح لاينسي موقف بليغ مع احدي فتيات الكورال التي رآها تبكي أثناء تسجيل احدي بروفاته في أستوديو نوح فذهب إليها وعندما علم بسوء حالة والدتها الصحية,وأنها اضطرت للنزول إلي العمل لتتمكن من توفير ثمن الدواء لها أعطاها كل ما في جيبه من أموال, وطلب منها الذهاب فورا لإحضار الدواء والجلوس مع والدتها حتي تطمئن عليها وبعدها طلب مني بليغ أن أعطيه خمسة جنيهات ليشتري جبنة وعيش عشان يتعشي لأنه جعان, هو ده بليغ.
وكشف الموسيقار ميشيل المصري ان بليغ كان يحرص علي إرسال الألحان له اثناء وجوده في باريس ليسوقها له, وخرج منها للنور اغنية بودعكلوردة, وأخري لم تري النور كالتي أنتجتها وغنتها إيمان الطوخي واذكر انها سافرت وراءه إلي اليونان لتستأذنه وتعطيه مقابل تنازله عن اللحن لها,إلا أنه كان يهرب منها حتي لا تتحدث معه في الماديات, وكنت شاهدا علي فرار بليغ منها في اليونان لمدة15 يوما
وويؤكد ميشيل علي ان أن طلبات بليغ من الدنيا كانت بسيطة وقليلة.