شاهد عيان واسرار جديدة : سعاد حسني قتلت وألقيت من الدور السادس
اكرم السعدني صباح الخير : 15/6/2011
وهي كممثلة أرتفعت سعاد حسني بمستوى الدهشة الى منحنى غير مسبوق في دولة الفنون وفي كل مجال ذهبت أليه صاحبتها بقعة ضوء عظيمة الشأن وفي الغناء هي أسعدتنا وادخلت السرور والحبور في نفوسنا وهي كممثلة أبدعت بما لا يتيح لاحد غيرها أن يرتفع الى قامتها وهي عندما رقصت .. رقصت معها القلوب بهجة وأنشكاحا ..
ويا سبحان الله عندما غادرت دنيانا رفضت ان تذهب في صمت أو تتركنا في هدوء ولكنها انسحبت من الحياة بعد أن احدث رحيلها مفاجاة وايضا فاجعة كبرى للقلوب التي أرتبطت بها .. ومن حسن طالعي أنني أقتربت من السندريلا كثيرا في سنوات الغربة وبالطبع لم يكن اقترابي منها لانني صحفي كبير لا سمح الله أو لأننا اصدقاء جمعتنا روابط المحبة والأخوة ولكن الامر تلخص في الولد الشقي محمود السعدني رحمه الله .. كان من أول خلق الله الذين ألقوا نظرة على سعاد حسني وهي لا تزال مشروع ممثلة رشحها العم عبد الرحمن الخميسي لتلعب بطولة فيلم
( حسن ونعيمة ) يومها طلب العم الخميسي من السعدني أن ياتي ليقيم هذه الأتية من عالم المجهول والتي ينتظرها مستقبل خطير في عالم الفنون والجنون , وكما قال عنها الخميسي للسعدني : دي فنانة عظيمة يا ابني .. دي هتبقى زي أم كلثوم كدة في دنيا التمثيل والرقص والطرب دي معجزة حقيقية يا سعدني لازم فنان مثلك يشوفها ويتعرف عليها ..
ولكن السعدني أضاف بأنه لو أتيح لها أن تخرج من قفص الخميسي وسجنه ستتمكن من التحليق في مدارات عالية وهو ما تحقق بالفعل بعد ذلك ..
ورغم نجوميتها كانت لا تزال سعاد حسني حافظة للجميل .. وأيضا علاقة الود والصداقة .. فبمجرد أن تواجهت سعاد حسني مع السعدني في عاصمة الضباب حرص كل طرف على التعرف على احوال الأخر وكانت الأتصالات الهاتفية هي الوسيلة التي جمعت الاصدقاء القدامى ..
وقد تدخلت في الخط وأستطعت أن احضى بثقة السندريلا وقد صارحتني بأشياء لم أفصح عنها من قبل .. ولكن ان الأوان لكي يعرف الناس الحقيقة ..
فقد روت لي السندريلا خلال اشهر الصيف التي كنا نقضيها في لندن حكايتها من الألف الى الياء وكنت حريصا على معرفة واقعة واحدة لا أكثر وهي علاقتها بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ..
وفي لحظة صفاء فتحت سعاد خزائن الاسرار وقالت لي أنها اثناء اقامتها في عاصمة النور باريس وهي خارجة من محطة المترو على السلالم وجدت فجأة أمامها الكاتب الكبير مفيد فوزي وهو أيضا من اصدقاء السندريلا القدامى وبالطبع من عشاق وأصدقاء العندليب المقربين ويومها كانت سعاد في قمة السعادة والبهجة لأن عملية الظهر التي أجرتها في العمود الفقري لزرع شريحة قد كللت بالنجاح شعرت سعاد ايامها بمعنى الاغنية التي طالما غنتها واستمعت أليها مرارا وتكرارا ( الدنيا ربيع ) اقول يومها أحست سعاد بمعنى الكلمات وعاشت ربيع الحياة المتجدد بعد أن عادت أليها حيويتها والى حركتها طبيعتها السابقة .
وانفتحت ابواب القلب على مصراعيها وباحت للاستاذ مفيد فوزي بالأسرار وكان سر الأسرار هو موضوع زواجها من عبد الحليم حافظ الذي حدث بالفعل .. ولكن سعاد غضبت بشدة عندما نشر الأستاذ تفاصيل اللقاء وطلبت مني أن أنشر على لسانها تكذيبا .. وبناء على رغبتها فعلت لانها في تلك الأوقات التي كنت وسعاد حسني على أتصال من خلال التليفون أدرت حجم ومرارة المأساة التي تعيشها .. فقد تكالبت عليها الامراض وفشلت الشريحة في أن تمنح سعاد حسني بدلا من الفقرات التي تأكلت أو عطبت ..
ورضغت لرغبتها في اخفاء سر زواجها من حليم وشعرت ان حالتها النفسية التي هي اهم عوامل الشفاء متوقفة على ما سوف اكتب .. ولذلك عارضت استاذي الكبير مفيد فوزي وقبلت أن أرضي سعاد حسني على حساب أرضاء الحقيقة خوفا عليها وحبا لها وتقديرا لتأريخها الفني الذي ليس له نظير في دولة الفنون ..
سعاد حسني كانت تجري عملية زرع اسنان وتحاول ان تعيد وزنها المثالي .. معنى هذا أن سعاد لم تفكر في الخلاص من حياتها.. خصوصا أن احوالها المادية لم تكن سيئة على الأطلاق ..
بدليل أن شيخا قطريا جاء ذات مساء الى الدكتور هشام العيسوي وقد لاحظ أهتمامه غير العادي بها .. فسأله من تكون هذه السيدة ؟ وعندما عرف أمرها عرض أن يقدم لها أي مساعدة تطلبها , لكن سعاد بأباء شديد رفضت العرض , وفضلت أن هي أحتاجت الى المال أن تكون بلدها ووزارة الصحة المصرية هي الأولى برعايتها والأنفاق عليها ..
وفي وقت من الأوقات كانت مسألة العودة للوطن هي الهاجس المسيطر على فكر سعاد حسني وقيل أنها أرسلت بالفعل اكثر من 12 شنطة سفر وضعت فيها كل ما تملكه في عاصمة الضباب من أغراض استعدادا للعودة نهائيا الى أرض الوطن .. وتزامن أن السندريلا عكفت على كتابة مذكراتها التي بالتأكيد فيها أدانة لأحد أركان النظام البائد ..
وهو الرجل الذي خرج علينا بعد ثورة 25 يناير قائلا : نحن شامخون !!!
واقفون , فتبين أنهم شامخون وهم واقفون وانهاروا واحدا بعد الأخر ..
هذا الرجل متهم في نظر كثير من المراقبين والمتابعين في عملية الخلاص من سعاد حسني ..
وفعلا حدثت الصدمة ووقعت المأساة ..
حيث جاءت جارتنا ايمان المغربية لتخبرنا أن صديقة لسيدة مصرية تقيم بالطابق السادس قد سقطت من شرفة المنزل .. وطلبت تحديدا من الطبيب محمد الوحش أن يقوم بعملية الكشف عليها , وتبين أنهم أبلغوا الأسعاف في البداية , حتى أن الممثلة السورية جومانا مراد التي حضرت الواقعة مع أنها تنفي تماما هذا الأمر , ولكن الحقيقة أنها حضرت الواقعة من أولها الى أخرها.
المهم أن مجموعة من رجال الطب الشرعي حضروا ووضعوا الجثمان داخل كيس أسود وانصرفوا بعد وقت طويل من السقوط .
وكان الشاهد الأوحد على عملية السقوط الطفل المغربي الصغير أحمد أبن جارتنا السيدة أيمان ... وأصيب أحمد بحالة هستيرية ..
وقد نصح طبيبه العام بأن يتم نقل أحمد وأسرته بعيدا عن موقع الحادث , وهو الأمر الذي تحقق بعد الحادث بأسابيع قليلة , وبالطبع خرجت أقاويل وحواديت ما أنزل الله بها من سلطان , وسمعنا من جيران نادية يسري التي أستضافت سعاد وسقطت من شرفة منزلها أن هناك خلافا حادا نشب في الليلة السابقة للحادث , ولكن أحدا لم يتبين ماهي حقيقة هذا الخلاف أو ما هي أسبابه .
ولكن ما أعرفه أن جريدة الشرق الأوسط كانت في ذلك الوقت تنقل الحدث , وكان أحد سكان المبنى الذي سقطت منه سعاد يعمل مراسلا لديهم فكانت الجريدة تغطي الحكايات التي تترد بين الناس .
وهو ما اثار دهشة الجميع , لكن الغريب أن المذكرة التي كتبت بعد ذلك على الكومبيوتر أختفت بقدرة قادر ولم يعد لها وجود وقيل أنه تمت السيطرة على هذه المذكرات وحفظها أحد الصحفيين في الجريدة المذكورة واستطاع أن يسلمها للمسئول الشامخ الواقف , وأن المكافأة التي حصل عليها هذا الصحفي كانت من العيار الثقيل , فتولى رئاسة قطاع شديد الحساسية في التلفزيون المصري ..
وقد حرصت على حضور المحكمة الشرعية التي نظرت قضية سعاد حسني وعلمت لأنها ليست بريطانية فأن أحدا لن يهتم بالأمر خصوصا أن الوفاة أكتنفها غموض رهيب .
وحتى هذه اللحظة لا يستطيع أحد أن يجزم بأن سعاد حسني ماتت منتحرة ..
ولكن تبقى ملاحظة الطبيب والصديق محمد الوحش أهميتها الكبرى في القضية فقد لفت نظر الوحش أن الجمجمة لم تصب بأي أذى ولم تتعرض لنزف لا من الأنف أو الفم أو الأذنين وهو ما يؤكد أن سعاد لم تنتحر وأنها توفيت قبل أن تتم عملية ألقاء جسدها من الدور السادس بمبنى ستيوارت تاور في لندن الذي شهد أكثر من عملية أنتحار من بينها اللواء ناصف قائد الحرس الجمهوري أبان حكم الرئيس السادات ..
رحم الله سعاد حسني ..
أجمل ما قيل في سعاد هو ما قاله الشاعر الكبير كامل الشناوي :
( ليس لعينيها جفنان بل شفتان تبتسمان )