"رونالدو" واطفال فلسطين
23 نوفمبر 2012
----------------------------
جريدة الأيام الفسطينية
بقلم : محمود السقا
اللفتات الطيبة والكريمة والحافلة بالدلالات، بالضبط مثل البلسم الشافي، فان وقعها على النفس البشرية، التواقة بطبيعتها للتعاطف، رائع وله مردود ايجابي وافر.
من بين اللفتات، التي توقفت عندها مُحترماً ومقدراً ومُجلاً، تلك التي صدرت عن النجم البرتغالي ولاعب ريال مدريد الاسباني "كريستيانو رونالدو" رداً على مبادرته الحافلة بالمعاني والمغازي، حينما عرض جائزة الحذاء الذهبي، التي حاز عليها بالمزاد العلني في نادي ريال مدريد، وتم بيعها بمليون ونصف المليون دولار، وتبرع بقيمتها لأطفال فلسطين، الذين تُسفك دماؤهم على أيدي جلادي العصر، جيش الاحتلال الغاشم والمُنفلت.
مغزى اللفتة يفوق بكثير قيمتها المادية، وشخصياً فانني أرى ان المبادرة لا تُقدر بثمن ابداً، خصوصاً وانها تصب، في مجملها، صالح القضية الفلسطينية ولصالح اطفال فلسطين.
شيء عظيم أن يتحرك في هذا الاتجاه مشاهير الكرة، لا سيما وأنهم أضحوا يتقدمون في قوة تأثيرهم والتفاعل معهم، نجوم السينما من نوع سوبر ستار، وهذه حقيقة ولا شأن للمبالغة او التهويل فيها، فالكرة أشبه ما تكون بأفيون الشعوب، كل الشعوب، بما في ذلك التي لا تتعاطى بحماس مع الكرة.
عندما يتبرع لاعب يتبوأ مكانة مرموقة، مثل "كريستيانو رونالدو"، الذي يصطف في مقدمة طابور لاعبي الكرة، على امتداد مساحة العالم، بقيمة جائزته، وهي عبارة عن حذاء ذهبي، فان ذلك معناه: التعاطف المطلق مع اطفال فلسطين والشعور الصادق والمُخلص مع معاناتهم، وما اكثرها، والتجاوب الفوري والتام مع حجم المحن، التي يتعرضون لها، بفعل احتلال لا يرحم طفولتهم، بل يتلذذ، بكل ما
أوتي من سادية في عذاباتهم، والحرب المجنونة الاخيرة على غزة خير شاهد على التوسع في اغتيال براءة اطفال فلسطين والولوج في دمائهم الزكية والطاهرة.
الرد الأنسب والأمثل على مبادرة "كريستيانو رنالدو" ليس الاكتفاء بالشروع في صياغة كتاب خطي يتضمن تدبيج عبارات الشكر والثناء والعرفان والتقدير لشخصه ولمبادرته الأكثر من رائعة، بل تكريمه عن طريق الذهاب الى حيث معقل النادي الملكي بوفد رفيع المستوى، لأن مثل هذه الخطوة سوف تخدم القضية الفلسطينية من كافة جوانبها، فأضواء الاعلام المكثف والمُبهر سيرصد هذا التكريم وسوف يشبعه
تعليقاً وتحليلاً على مسمع ومرأى العالم.
نقلاً عن موقع كووورة