الست ورياض السنباطى والخلاف بينهما على اغنيه الاطلال
هذا كتاب تقرأه فى جلسة وانت مستمتع بحكايات عمالقة الفن، وقد كنا نتصور كما ذكر استاذنا الكبير انيس منصور انه لم يعد هناك سر عنهم لم نعرفه، لكن الكاتب الصحفى شاعر الاغانى مصطفى الضمراني، فى كتابه ـ حكايات وراء الاغانى زمن الفن الجميل ـ اصدار الاهرام مركز الترجمة والنشر، يكشف لنا اسرارا جديدة منها ان ام كلثوم غيرت مطلع اغنية انت عمرى وكانت تبدأ بكلمة ـ شوقونى عنيك ـ وبعد تفكير اقترحت بدلا منها ـ رجعونى عنيك ـ.
لكن من اجمل الحكايات الخلاف الذى وقع بين ام كلثوم والملحن الكبير رياض السنباطى بسبب خاتمة اغنية الاطلال التى جلس السنباطى يدندن لحنها على العود لاول مرة، وما ان وصل الى الكوبليه الاخير الذى ينتهى بقول ابراهيم ناجى لا تقل شئنا، فإن الحظ شاء ـ حتى قالت ام كلثوم بانزعاج ـ لا يارياض القفلة عالية قوي.. لألأ ـ. وثار السنباطى قائلا : انت عايزه ايه يا ام كلثوم؟ قالت : عايزه. اغير القفلة. قال السنباطي : يعنى ايه؟ قالت : يعنى تكون من الطبقة الواطية. وعند ذلك وقف السنباطى غاضبا وقال وهو يغادر : انت المطربة وانا الملحن وانا عارف باعمل أيه.
وكانت قطيعة بين الاثنين استمرت اربع سنوات رغم تدخل الوسطاء وتأكيد السنباطى انه لن يغير جملة واحدة لانه يفهـــم صـــوت أم كلثوم جيــدا ويعـــرف مســـاحة صـــــوتها و ـ دى القفلة التى تناسب صوتها وهى قادرة على آداء اصعب من ذلك ـ.
واخيرا وبعد الحاح الاصدقاء وافقت ام كلثوم على عدم تعديل القفلة.
ولم يجد السنباطى بدا من العدول عن موقفه الذى انتصر فيه. وغنت ام كلثوم ـ الاطلال ـ فى الخميس الاول من اكتوبر 1966 وعند وصولها الى القفلة التى اثارت الخلاف استعادها الجمهور مرات ومرات.. وخرجت ام كلثوم من المسرح ولاول مرة لاتتجه الى بيتها كما تعودت، بل إلى بيت رياض السنباطى، وتفتح زوجة السنباطى الباب الذى يدق جرسه فى هذه الساعة المتأخرة لتجد ام كلثوم التى اندفعت مسرعة للداخل ترتمى فى احضان السنباطى وكلماتها تسابق دموعها وهى تعبر له عن اسفها لضياع اربع سنوات تعطلت فيه الاغنية وهى تقول : انت كنت فاهمنى اكتر من نفسى!