نوادر الست بقلم:حسن سعد حسن
تاريخ النشر : 2013-02-06
(نوادر الست )
بقلم
حسن سعد حسن
أم كلثوم سيدة الغناء العربى ،كوكب الشرق ،وصاحبة العد يد ،والعديد من الألقاب
(أم كلثوم )التى سحرت القلوب بأغانيها
كتب لها كبار الشعراء ،ولحن لها كبار الملحنين
ولكن القليل فقط من يعرف نوادر ،وطرائف ( الست ) التى كانت تتميز بسرعة البديهة، وخفة الروح ،والتلقائية الجميلة
نعم كانت خفيفة الروح ،وإليكم بعض نوادر ( الست ) التى لا يعرفها الكثير
(1)
كان الملحن القصبجي مع ام كلثوم في مرة من المرات في القطار
فأخرج قلما أسودا وأخذ يصبغ شنبه
فقالت :شوفوا الراجل رجع شباب بجرة قلم
(2)
كانت ذاهبة ذات يوم الى دار الاذاعة القديمة بشارع الشريفين ، و
اثناء صعودها سلم المبنى صادفت الشاعر احمد رامى الذى كان نازلا ، فتوقف
رامى و اخذ يد ام كلثوم بين يديه و ظل يرحب بها قائلا : ( ازيك يا روحى ؟ ايه اخبارك يا روحى ؟ انت طالعة تعملى ايه يا روحى ؟ ) و لما كانت ام كلثوم
فى عجلة من امرها فقد تدخل ابن شقيقها ابراهيم الدسوقى ، الذى كان يرافقها
و قال لاحمد رامى : ( جرى ايه يا استاذ رامى .. انت مش نازل ؟! فردت ام كلثوم بسرعة بديهية قائلة : ( و هو معقولة ينزل و هى روحه طالعة ! )
(3)
عرف عن ام كلثوم انها تكن تتخاطب مع
الجمهور على المسرح الا بالغناء ، لكنها كانت فى بعض الاحيان تستخدم كلمات
الاغنية ذاتها للتعليق على ما قد يقوم به الجمهور ، و اثناء احدى حفلات
الست التى غنت فيها اغنية ( الف ليلة و ليلة ) كان احد عشاق ام كلثوم الذى ظل يصرخ طالبا منها اعادة احد مقاطع الاغنية ، فاعادتها ام كلثوم عدة مرات لكنه استمر يصيح : اعد .. اعد ! لكن ام كلثوم
لم تلبى طلبه ، و انتقلت على الفور الى المقطع التالى الذى يقول : ( ما
تعذبناش .. ماتشوقناش .. و تعالى نعيش فرحتنا هنا ) . فصاح الرجل من جديد
: أعد ! فما كان من ام كلثوم الا ان نظرت اليه فى خنق و هى تغنى مكررة كلمة : ما تعذبناش ! فضج المسرح بالتصفيق و سكت الرجل الى نهاية الحفل .
و الى الآن ، حين تذاع هذا التسجيل يسمع الناس ام كلثوم و هى تغنى : ما تعذبناش ! فتلتهب الاكف بالتصفيق و لا يفهم من يستمع للتسجيل سبب ذلك التصفيق الذى يأتى قبل نهاية المقطع
(4)
اشترى بليغ حمدي سيارة صغيرة وأخذ صديقه الشاعر عبدالوهاب محمد وذهبا إلى
الست لتسمع آخر ما وصل إليه بليغ من تلحين اغنية ظلمنا الحب التى كتب
كلماتها الشاعر عبد الوهاب محمد، وأثناء جلوسهم لاحظت أمّ كلثوم أن بليغ يلعب بميدالية المفاتيح بشكل لافت ،
وعلى وجهه علامات الابتهاج ، فقالت له :
مالك يا بليغ ؟
قال : مش انا اشتريت عربية
قالت له : ألف مبروك ، هي فين ؟
فأشار لها قائلا : تحت
فنظرت أم كلثوم من النافذة
( وكانوا في الدور الثاني ) فوجدت السيارة صغيرة إلى درجة لافتة ،
فمالت إلى بليغ قائلة : حلوة يا ابني ..... ما طلّعتهاش معاك ليه ؟
رحم الله سيدة الغناء العربى التى أمتعتنا ،ومازالت.