حديث مع الفنانه ...عفاف راضى
عفاف راضي إحدي الفنانات في تاريخ الأغنية المصرية، صوت له حضوره وشخصيته بكل المقاييس، ظهرت علي الساحة منذ أكثر من أربعين عاما وقتها كانت الساحة مليئة بالأصوات النسائية مثل: أم كلثوم وشادية ونجاة ووردة وفايزة أحمد ومع ذلك استطاعت عفاف إثبات موهبتها وسط هؤلاء العمالقة
حيث تبني موهبتها الموسيقار الفذ بليغ حمدي.. وأجرينا معها هذا الحوار:
< هل توقفت عفاف راضي عن الغناء؟
- لم ولن أتوقف عن الغناء.. قدمت في الفترة الماضية أغنيتين عن الثورة ضمن مشروع لإحياء الأغنية الوطنية عقب ثورة يناير وليس ذنبي أن هذه الأغنيات لم تذع بالقدر الكافي بالإذاعة ولم تذع في التليفزيون أصلا، ليس ذنبي اهتمام الإعلام المرئي بأنصاف وأرباع المطربين،الطرب الأصيل يعاني منذ فترة طويلة من الاضطهاد ولا أعرف لماذا؟ علينا أن نعترف أن الطرب الأصيل يمر بأزمة حقيقية.
< هناك من يقولون أن كبارالمطربين والمطربات تراجعوا أمام الموجة الجديدة للغناء؟
- لم يحدث تراجع أبدا ولكن الجو العام محبط ومع ذلك لم نتوقف عن العطاء، هاني شاكر ومحمد منير وعلي الحجار ومحمد الحلو رغم كل ما يحدث لكنهم دائما متواجدون، وتصور إذا كان هؤلاء محبطين. فماذا أفعل؟! أنا جاهدت كثيرا طوال السنوات الماضية في جو غنائي فاسد يفتح الطريق أمام أشباه العرايا وتتواري المواهب أمام الإثارة بكل أنواعها.
< هل الصوت الجميل وحده يكفي للنجومية؟
في هذا الزمن الرديء طبعا لا عندما ظهرت كان الصوت الجميل هو الأساس في النجومية وحاليا العري والنيولوك والبهرجة وأشياء بعيدة تماما عن الغناء.
< ما قولك لو عرضنا مقارنة بين عفاف راضي عندماظهرت، وحال الغناء الآن؟
- فرق هائل في كل شيء في عام 1970 كانت الساحة مليئة بالعمالقة في الغناء والتأليف والتلحين، كان عندنا أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وفريد ونجاة وشادية وبليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل. بالله عليك لو قارنت هذه الأسماء بالموجودين حاليا مؤكد سوف تشعر بإحباط شديد.. هل هناك مثلا مطرب في عُشر موهبة عبدالحليم حافظ، الحال كان مختلف تماما في كل شيء ولا ننسي أن المتلقي في هذا الزمن كان لا يقبل سوي بالفن الجيد المحترم. ولا أنكر أنني كان لدي حظ وافر وموهبتي احتضنها موسيقار بحجم بليغ حمدي.
< بماذا تفسرين قلة الأغاني التي تذاع بالتليفزيون لعفاف راضي؟
- سأذكر لك موقفا منذ سنوات قليلة ذهبت لمقابلة إحدي رؤساء التليفزيون وطلبت بشكل صريح ضرورة نقل تراثي الغنائي قبل أن يتعرض للتلف وذلك عندما شاهدت بنفسي الشرائط في حالة إهمال شديد والشرائط ليست لعفاف راضي وحدها بل للكثيرين من عمالقة الغناء في الزمن الجميل، ولكن لا حياة لمن تنادي وأقول للمسئولين بالتليفزيون حاليا: ماذا فعلتم في تلك الشرائط وعدم الحفاظ عليها يعتبر جريمة كبري فهل من المعقول أن نعبث بهذا التراث وتمتلئ الشاشات بالعاريات وأنصاف الموهوبين.
< هل ثورة 25 يناير وصلت للغناء؟
- لا طبعا الحالة الغنائية مازالت بنفس المستوي الرديء، والثورة لم تصل بعد ولا أعرف متي تصل الثورة للأغنية، علينا فقط أن ننتظر.
< ماذا تقولين عن تجربتك السينمائية الوحيدة في فيلم «مولد يا دنيا» 1975؟
- ياه.. فكرتني بالزمن الجميل كان فيلما رائعا بكل المقاييس تمثيلا وإخراجا وأغنيات واستعراضات وحتي الكوميديا كانت موجودة.
< هل من الممكن أن تعود السينما الاستعراضية؟
- هذا الأمر صعب جدا فلدينا مواهب في الغناء لديها القدرة علي القيام ببطولة فيلم استعراضي، ولكن أين المنتج الجريء طبعا لا يوجد، الفيلم الاستعراضي متوقف تماما منذ سنوات طويلة، وعلينا فقط مشاهدة أفلام الزمن الجميل لكي نشعر بالحسرة علي الفن الجميل الذي ذهب حتي الآن بل عودة.
< ماذا تقول عفاف راضي بعد أكثر من أربعين عاما من الغناء؟
- رغم حزني الشديد علي حال الأغنية المصرية وانحرافها عن المسار السليم فإنني أشعر بارتياح شديد عن مشواري في الغناء ويكفي أن أغنياتي مازالت تغني حتي الآن، الناس لسة بتسمع: «والنبي ده حرام، ردوا السلام، تساهيل، مصر هي أمي، يهديك يرضيك، كله في المواني» الحمد لله الناس لسة بتسمع وبتحب عفاف راضي.
< هناك مقولة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما ظهرتي قال لدينا فيروز مصرية، بعد رحيله هل تخلي النظام عنك؟
- أشعر بالفخر حينما أتذكر تلك الأيام الخوالي وبصراحة بعد رحيل عبدالناصر لم أشعر أبدا بأي تجاهل من النظام بالعكس حققت العديد من النجاحات بفضل من ساندوني بليغ وعبدالحليم حافظ ومحمد الموجي ومرسي جميل عزيز ومحمد حمزة، لن أنسي أبدا حفل الربيع 18 أبريل 1971 كان حفلا تاريخيا غني حليم رائعته «موعود» وغنيت «والنبي ده حرام» وغني محمد العزبي أشهر أغانيه لأول مرة «بهية» وغنت شريفة فاضل «آه بالمكتوب» هذا الحفل كان نقطة انطلاق بالنسبة لي ووقف حليم بجانبي بشدة في هذا الحفل، وعلي فكرة جميع أغاني هذا الحفل كانت من ألحان بليغ حمدي الغائب الحاضر دائما. وبعدها انطلقت للأسف كان قدري بعد ذلك أن أري الأغنية المصرية في هذا الحال، أشعر بحالة إحباط شديدة وأنا أشاهد بعض نجوم الغناء الحالي في هذا المستوي الرديء الذي لا يمت للغناء بصلة.
< متي تعود الأغنية لعصرها الذهبي؟
- هذا الأمر صعب ولكن من الممكن أن يحدث فقط في حالة الاهتمام بالمواهب الحقيقية ونبذ كل ما هو بعيد عن الغناء الأصيل، وأن يهتم الإعلام بكافة أشكاله بالغناء الأصيل والابتعاد تماما عن العاريات، تلك مجرد أحلام تحقيقها يبدو شبه مستحيل في هذا الزمن الرديء.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عفاف راضي: الثورة لم تصل للغناء