اقدم لكم اعزائى بعض من مقالات الصحف المصريه فى الذكرى 36 لرحيل حليم
ابداءها من جريدة الاخبار
عبد الحليم حافظ الغائب الحاضر في ذكرى رحيله الـ36
دعاء فوده
تمر الأيام وتتعاقب السنوات ويمضي 36 عاما على رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في 30 مارس 1977 ويظل هو الغائب الحاضر بأغنياته.. بكل كلمة حب قالها حركت مشاعرنا.
كان "حليم" تعود على زيارة منزل خاله الحاج متولي عماشة بقريته الحلوات بالزقازيق بمحافظة الشرقية فهذا المنزل الذي تربي فيه ويمثل مكانة كبيرة في نفسه...ومن وقت لأخر كان يقتنص أياما يقضيها هناك ليسترجع ذكريات طفولته مع الأهل والأصدقاء. ..كان يعتز بهذا البيت لأنه شهد مولد أعماله الغنائية الأولى مثل صافيني مرة، وعلى قد الشوق والتي كانت سببا في نجاحه وتألقه .
كان شديد الحرص على الاحتفاظ بالملابس التي ارتداها أثناء تصوير أفلامه ويمنع من في البيت من التصرف فيها ومن أقرب هذه الملابس إلى نفسه بلوفر أزرق برقبة بيضاء، ارتداه عبدالحليم في أول فيلم له «لحن الوفاء».
وعندما يشعر حليم بقسوة الحياة وآلام الوحدة كان يذهب مع سائقه مطلع الفجر إلى مقام السيدة زينب أو الحسين لكي يغتسل من همومه وآلامه النفسية ويقضي بعض الوقت بعيدا عن الحياة... يخلو فيها إلى الله طالبا منه عز وجل الصبر والرحمة وكان لهذه الزيارة أثر عميق في نفسه يعود بعدها صافي القلب قوي العزيمة راضي النفس.
كان شديد الحرص علي وضع نسخ من القرآن الكريم في كل ركن من أركان المنزل وكان أيضا يأتي بأحد الشيوخ يقرأ له بعض آيات القرآن يهديها إلى روح أمه وأبيه على مدار يومين في الأسبوع، كما أوصى قبل وفاته أشقاءه بأن يهدوا إلى روحه آيات قرآنية في نفس اليومين.
من موقع حياتنا
فى الذكرى 36 لرحيل العندليب.. عبد الحليم حافظ "حكاية شعب"
36 عاما مرت على رحيل العندليب الأسمر، ظهرت أجيال وأجيال وتطورت الموسيقى، ولا يزال عبدالحليم حافظ واحدا من أهم وألمع مطربى جيله ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة العربية، ولم يحتل تلك المكانة لجمال ودفء صوته فقط، ولا للنقلة والتطور الذى أحدثه فى الموسيقى على مستوى اللحن والكلمة والتوزيع والتى حققها مع رفاق دربه - محمد الموجى وكمال الطويل وصلاح جاهين ومرسى جميل عزيز وبليغ حمدى وعبدالرحمن الأبنودى وغيرهم - من الكتاب والملحنين ولكن لذكائه الشديد وقدرته على تطوير نفسه وأدواته الفنية وإدارته لموهبته من خلال علاقته بكبار الكتاب والصحفيين كان حليم يملك ملكات خاصة وأعطى لفنه الكثير ولم يبخل بشىء حتى صحته كان يعمل وهو فى أشد حالات المرض، يرفض الاستكانة والاستسلام ودائما ما كان يرفض أن يقهره المرض أو الموت.. خصوصا أنه كان يعرف أن عمره قصير لذلك كان عليه أن يعمل بجهد ودأب ليحى بيننا من خلال فنه وما تركه لنا من تراث غنائى شديد الثراء والتنوع، أدرك ابن الحلوات اليتيم صاحب الجسد النحيل الذى أنهكه المرض أن الإنسان ليس بعدد السنوات التى يعيشها ولكن العمر الحقيقى يقاس بما تركه للإنسانية، على مستوى الفكر والثقافة والإبداع وفى مجال العلم، بحسه الفطرى أدرك ذلك.
حليم ليس فقط مطرب الأغانى العاطفية، والذى غير مقاييس المطرب النجم، وولدت نجوميته مع ثورة سياسية كان هو أحد أبنائها المخلصين صدق فيها وآمن بمبادئها، لذلك غنى لها من روحه وصار صوته مرادفا للثورة وإنجازاتها وحتى نكستها فى 67.. عندما شدا بواحدة من أجمل أغنياته «عدى النهار».. والتى غناها بروح مذبوحة معبرا عن حال كل المصريين الذين كسرت أرواحهم بعد الهزيمة.. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن حليم أرخ لثورة 23 يوليو وما تلاها من أحداث تاريخية هامة بصوته وبكلمات صلاح جاهين وكمال الطويل وبليغ حمدى.. وحكوا معا حكاية شعب كان يحلم ويتمنى وانكسر وعاد للانتصار.
كثيرون هم من حاولوا رسم تفاصيل من حياة حليم الخاصة، البعض منهم يؤكد دوما أنهم يملكون الحقيقة المطلقة فيما يتعلق بقصص حبه وأوجاعه، ورغم كل ذلك فالباقى أكثر هو فن حليم وعطاؤه وكأنه لايزال يعيش هنا رغم مرور كل هذه السنوات على رحيله.. ويبقى أيضا ما يذكره أصدقاؤه المقربون عن مواقفه الإنسانية معهم وأذكر فى هذا السياق ما رواه لى مصوره الراحل فاروق إبراهيم فى حوار أجريته معه فى 2008 حيث كان حليم فى رحلة غنائية ببيروت.
وأمام مسرح «بن حمدون» حملت الجماهير عبدالحليم حافظ على الأعناق، ولما تجمهر كثيرون اضطرت الشرطة اللبنانية إلى تفريق الناس، وضرب بعضهم وكان بينهم مصوره الخاص فاروق إبراهيم، فما كان من «حليم» إلا أن ألقى بجسده فوق مصوره ليحميه من العصا الغليظة.. هذا التصرف التلقائى من العندليب الأسمر يعكس كم كان يحمل من الشهامة والمجدعة -على حد تعبير فاروق- وكانت صداقتهما عميقة ومخلصة.. وكم كان يحب مصوره ويأتمنه على أدق أسراره الخاصة حتى انكشف أمامه وتعرى وسمح له بأن يصوره فى لحظات ضعفه ومرضه، وما أكثرها ويروى فاروق أن آخر ما قاله له حليم قبل سفره لإجراء العملية الأخيرة بلندن «عارف يا فاروق أنا مش خايف من العملية.. خايف على صوتى ليتجرح من الحقن».. ثم سكت لحظة وقال وهو يبتسم: «فاروق.. لما أموت لو لقيتنى وحش أوعى تصورنى»!.. وهو ما يؤكد كيف كان العندليب يخشى على صوته، سر بقائه بيننا حتى الآن، وسيظل حليم حكاية حب.. وظاهرة لم تتكرر.
وهذه من الاهرام
رحيل وخلود في ذكري العندليب
كتب:عصام سعد
السبت القادم تمر الذكري الـ36 علي رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الذي لايزال خالدا في وجداننا ووجدان المجتمعات العربية باغانيه العاطفية والوطنية..
عبدالحليم حافظ يعتبر نهضة موسيقية وغنائية حقيقية أعلت من شأن الإبداع الفني بكل فروعه وأشكاله فقد ارتبط اسمه بالمتغيرات السياسية للأمة العربية حيث كانت الأغنية الوطنية تلعب دورا رياديا في قيادة الشعوب من خلال اسهامها في إثراء الوعي الثقافي والسياسي فقد جسد عبدالحليم حافظ بصوته سيرة البطل الشعبي أدهم الشرقاوي في فيلم صور مناهضة أدهم للاحتلال الانجليزي وعملائه وهذا الفيلم لاقي قبولا من الطبقات الشعبية التي يمثلها أدهم الشرقاوي.. احتل عبدالحليم حافظ موقع الصدارة عندما نشطت السينما المصرية في اعقاب ثورة يوليو وكان اول افلامه لحن الوفاء مع حسين رياض وشادية عام1955 ليضع قدمه علي أول سلم المجد كممثل, ثم تعددت نجاحاته بعد ذلك في أعمال سينمائية كبري, وكان بطل أول فيلم سكوب ألوان في فيلم دليلة عام1956 كما قام عبدالحليم بالإنتاج السينمائي وكون مع الموسيقار محمد عبدالوهاب ووحيد فريد شركة صوت الفن.. في بداياته الاولي رفض عبدالحليم الغناء لكبارالمغنيين وأصر أن يغني الاغاني الخاصة به, فكانت أول أغنية غناها للإذاعة هي أغنية لقاء.. غني عبدالحليم حافظ حوالي300 أغنية تنوعت ما بين الموال والأغنية الخفيفة والقصيدة والأغنية الوطنية وتميز بأغنيات افلامه علي غرار عبدالوهاب وفريد, ولكن عبدالحليم لم يكن مغنيا فقط بل كان أيضا ممثلا لعدد من الأفلام الرومانسية التي بلغت17 فيلما أشهرها ايامنا الحلوة عام1955 والوسادة الخالية1956 وويوم من عمري1961 والخطايا1962 وأبي فوق الشجرة1969 ومعبودة الجماهير1967 وكان آخرها فيلم اغنية الوداع,1970 وقد شاركته بطولة افلامه كل من فاتن حمامة وشادية وصباح وسعاد حسني ونادية لطفي ومديحة يسري وإيمان وزينات صدقي وزهرة العلا ولبني عبدالعزيز ومريم فخر الدين وزبيدة ثروت, وكذلك شاركه الفنان أحمد رمزي البطولة في أربعة افلام وقام بالتمثيل مع عبدالسلام النابلسي وعمر الشريف ويوسف شعبان والفنان عماد حمدي.