بليغ حمدى يقدم رشوه لمحمد رشدى مقابل اشتراكه فى حفل الربيع مع عبد الحليم حافظ
محمد رشدي كتب في مذكراته: انتهى فريد الأطرش من تلحين أول وآخر أغنية لمحمد رشدي «عشرية» وبدأت البروفات، وفجأة وقبل الحفلة بأيام قليلة جاء بليغ إلى بيت رشدي في الواحدة صباحاً، جلس وأمسك بالعود ليغني أحدث ألحانه، فقال بليغ لـ رشدي «سوف أسمعك لحناً جديداً عندما تغنيه سوف يغنيه الشارع خلفك»، وأسمعه أغنية «ردوا السلام» التي غنتها عفاف راضي فيما بعد، ثم قال لي بليغ: «غنّي هذه الأغنية، ولا تشارك في حفل شمّ النسيم لـ فريد الأطرش!»
كانت مفاجأة غير متوقعة لمحمد رشدي ذلك أن علاقة حميمة تربطه ببليغ، ولكن في الوقت نفسه لم يكن يستطيع أن يتراجع أمام اتفاقه مع فريد. وأدرك رشدي أن صراع فريد لم يكن مع عبد الحليم فقط، ولكنه يمتد أيضاً إلى بليغ حمدي كملحن، ففريد سوف يغني له محمد رشدي، وهو مطرب له مكانة في حياة بليغ.
انصرف بليغ، ولم يغنّ محمد رشدي «ردوا السلام» التي جاءت كنوع من الرشوة حتى ينسحب محمد رشدي من حفل فريد، ورغم أن رشدي صديق حميم لبليغ وغنّى له عشرات الألحان، ولم يغنّ لفريد سوى لحن واحد فقط إلا أنه التزم بكلمته من أجل أن يكسب جماهير فريد الأطرش في تلك الليلة.
بعد سنوات عندما كان رشدي في المغرب مع عبد الحليم، ومعهما مجدي العمروسي الذي عاتب رشدي لأنه وقف يومها مع فريد الأطرش، وهو موقف لا ينساه عبد الحليم أو بليغ، على الرغم من أن رشدي غنّى في حفل فريد أغنيتين من ألحان بليغ حمدي، وهما «مغرم صبابة» و«عرباوي» دون أن يتدخل فريد في تحديد فقرة رشدي الغنائية. وكانت تلك الحفلة التي شارك فيها أيضاً فهد بلان وسعاد محمد هي آخر حفلات فريد الأطرش في شمّ النسيم