إنجاز الأهلي الكبير .. ومصر التي في خاطري
بقلم : عزالدين الكلاوي
موقع كووورة
ألف مبروك للنادي الأهلي المصري ولاعبيه وجهازه الفني والإداري والطبي وإدارته وجماهيره ، على إنجاز الفوز ببطولة دوري أبطال افريقيا للمرة الثامنة في تاريخه والإحتفاظ بالكأس إلى الأبد ، والتأهل للمرة الخامسة للعب في بطولة كأس العالم للأندية في ديسمبر المقبل التي ستقام بالمغرب وكلها أرقام قياسية .
الأهلي كما هي عادته رفع رأس بلاده عالياً ، وجاء إنجازه رمزاً يتخطى ملاعب الكرة، كشعلة ضوء مبهر في ليل دامس، حالك ظلامه الطويل، يأبى أن يأتي فجره باكراً، والجميع ينتظرون، وقد حل بهم القلق والملل والإنهاك، وهم يشتاقون لصبح وشمس وضياء، يأتي معها الخير والبركة، وتنزاح الغمة والهموم !
الفتى الرائع المملوء رجولة وشهامة محمد يوسف – 43 سنة - المدير الفني "الإكتشاف" للأهلي وللكرة المصرية والعربية ، والذي رافقت شخصياً مسيرة انطلاقته شبلاً في كأس العالم للناشئين عام 1987 بكندا، أثبت بعد مشوار كروي مميز لعباً وتدريباً ،أنه موهبة تدريبية من الطراز الأول رغم أنه حصل على الفرصة بالصدفة لإبتعاد جوزيه ثم حسام البدري لأسباب خاصة بهما ، ولولا ذلك لبقي مساعداً ربما ثانياً أو ثالثاً لسنوات، ولكنها النية الطيبة والكفاءة الكامنة التي حصلت على الفرصة ، فكانت قيادته للأهلي فرصة لتجديد الفكر والواقع والمواقع والإنطلاق نحو آفاق جديدة ، وأصبح من حقه إستكمال مهمته الكبيرة لفترة قادمة كافية والصعود بفريقه الكبير إلى كأس العالم للأندية بحثاً عن إنجاز جديد للأهلي الذي سبق فوزه بالمركزين الثالث والرابع من قبل في هذه البطولة الكبيرة، ولو أن التأهل في حد ذاته إنجاز كاف في ظل محنة الكرة المصرية شبه المتوقفة والمجمدة في مصر نتيجة الظروف العامة والسياسية في البلاد.
فوز الأهلي بالأمس على قراصنة اورلاندو بايرتس الجنوب افريقي الخطير 2/ صفر ، وسابق تعادل الأهلي خارج دياره 1/1 في جوهانسبرج وكان فائزاً حتى الدقيقة الأخيرة ، تدل على أن رجال الأهلي كانوا على قلب رجل واحد تملؤهم العزيمة والصلابة وإرادة النصر وقهر الإحباط ، وكانوا يعرفون أنهم لا يلعبون لأنفسهم ولا للمجد ولا للشهرة ، وإنما لتخليص الوطن من صدأ المحنة وعبور مرحلة المعاناة ، وشحن طاقات الأمل لدى ملايين المصريين وإعادة الثقة بقيمة الإنسان المصري.
الرموز لا تتجسد فقط في شخص أبو تريكة المبدع وصاحب هدف الأمل ، ولا في وائل جمعة الذي هزم زحف الشيخوخة وقهر سنوات الشباب وهو يواجه ببسالة من هم أصغر منه بما يقرب من 20 عاماً ، ولا أحمد فتحي المشتعل تألقاً ولا سيد معوض وإكرامي وعبد الظاهر، وغيرهم من المتألقين، بل جميع لاعبي الفريق، لأن الكرة لعبة جماعية ، تنسجم فيها المواهب الفردية لتنسج عقداً من العزف الجماعي، وكان لكل اللاعبين حتى الاحتياطيين أدواراً واضحة طوال المشوار .. وإذا كانت جماهير الأهلي ومنهم شباب الالتراس من أهم عناصر الفوز في المباراة بمنظومة تشجيع هيستيرية مبهرة ، فلعل هذه المباراة وذلك اللقب القاري الكبير ، يكون بداية لمسيرة جديدة للجماهير والالتراس، مسيرة من الإحترام والتشجيع في الملاعب دون الخروج عن النص ودون التمادي والتشيطن والبلطجة التي أسقطت الكثير من الضحايا وكادت تعصف بالكرة المصرية وترمي بها في واد سحيق .
وأخيراً لعل مرور هذه المباراة على خير رغم المناوشات التي حدثت خارج الملعب بين الالتراس والشرطة ، وكادت تثير أزمة خطيرة ، لعلها تكون فأل خير لمرور مباراة غانا أيضا دون مشاكل وتأكيد إستعادة الأمن والهدوء في الملاعب المصرية ، الذي سيكون مقدمة طبيعية لعودة مصر التي في خاطري!