كتبت نهلة أبوالعز لملحق اهرام الجمعة
فأنتى فى أعماق ذاتى سر أسرار حياتى ، بهذه الكلمات كان الراحل الحاضر دائما عبدالحليم حافظ يشدو ، ليرد على حيرة الباحثين عن حبيبته التى ظلت لغزاً يحلو للبعض أن يكون مثيراً للجدل الدائم ،
فهو العاشق والحبيب الذى تنتفض معه القلوب حين يقول «أول مرة تحب يا قلبى « وتشتاق اليه دقاتها عندما يطربنا «موعود» صاحب هذا الأحساس الراقى ، لم يكن من السهل على الناس تقبل فكرة أنه بلا حبيبة فظل الناس يفكرون يتساءلون بجنون حبيبته من تكون ؟كان حليم يخُفى تحت صوته المنتشر فى ربوع العالم العربى رجلاً شرقيا متعصبا لحبه وخصوصية هذا الحب ، ظلت حبيبته سراً غير قابل للحديث عنه ، لذا فإن القصص كثيرة حول الحبيبة المجهولة ، فهناك من يؤكد أن حبيبته الحقيقية هى فتاة من عائلة غنية بالإسكندرية خبأها عبدالحليم فى قلبه وحجبها عن العيون فليس منه يعرفون ، حتى المقربين منه كانوا لا يستطعون معرفة من تكون هى هذه الفتاة التى كان يسافر إليها الإسكندرية سراً وظلت علاقته بها خمس سنوات، ولم يكن يعرفها إلا السائق الخاص به ،ويقول الكاتب الراحل مصطفى أمين إنه حضر إحدى حفلات عبدالحليم التي كان يغني فيها أغنية «بتلوموني ليه»، ولاحظ أن عبدالحليم طوال الأغنية كان ينظر إلى اتجاه معيّن، فنظر إلى الاتجاه نفسه ، فوجد سيدة جميلة صاحبة عينين لم يشاهد جمالهما من قبل، فعرف أنها هي حبيبة عبدالحليم ربما تكون هى حبيبته وسره الذى أخفاه عن الجميع ،وجاءت قصة السندريللا سعاد حسني لتملأ الجو همسا ما بين تأكيد أنها حبيبته وتأكيدات أخرى أنه تزوجها سراً وذلك بعد أن شاركته فليم البنات والصيف ، ورغم أن النفى كان واضحا من المقربين من الفنانة سعاد حسنى إلا أن هناك قولا مؤكداً أنها كانت قريبة منه وربما تكون سعاد هى الحبيبة والسر!
ظلت شائعات الحب تجوب سماء حليم وهو لا يكترث بها ولا يرد وظل هو محتفظاً بمكانه فى قلوب الفتيات المعجبات ومتربعا على عرش الأغنية رغم مرور سنوات كثيرة على غيابه الجسدى عن عالمنا ، أسمع صوته الآن يقول أخفى هواكِ عن العيون فليس منى يعرفون ، حبيبتى أنا من تكون ، وكم وددت أن أقول له لم يعد فى عالمنا الحب سراً ولم تعد الحبيبة شيئاً خاصاً يا عندليب.