القيثارة ( أى سر فيك )...1954
شعر : إبراهيم ناجى
أَيُّ سِــرٍّ فِيكِ إِنِّي لَسْــتُ أَدْرِي
كُلُّ مَا فِيكِ مِنَ الأَسْرَارِ يُغْرِي
خَطَرٌ يَنْسَابُ مِنْ مُفْتَـــــــرِّ ثـَغْرِ
فِتْنَةٌ تَعْصِفُ مِنْ لَفْتَــــــــةِ نَحْرِ
قَدَرٌ يُنْسَــــجُ مِنْ خُصْلَةِ شَـــعْرِ
زَوْرَقٌ يَسْــــبَحُ في مَوْجَةِ عِطْرِ
في عُبَابٍ غَامِضِ التَّيَّارِ يَجْرِي
وَاصِلاً مَا بَيْنَ عَيْنَــيْكِ وَعُمْرِي
رَفْرَفَ الصَّمْتُ وَلَكِنْ هَاهُنَــــــا
كُلُّ مَا فِيكِ مِنَ الْحُسْـــــنِ يُغَنِّـي
آهِ كَمْ مِنْ وَتَــــــــــرٍ نَـامَ عَـلَى
صَدْرِ عُودٍ نَوْمَ غَافٍ مُطْمَئِـــنِّ
وَبِهِ شَــــتَّى لُحُـــونٍ مِنْ أَسًــى
وَحَنِـيــــنٍ ، وَأَنِـيـــنٍ ، وَتَمَنِّـى
رَقَدَ العَاصِفُ فِــــــــيهِ وَانْطَوَتْ
مُهْجَةُ الْعُودِ عَلَى صَمْتٍ مُرِنِّ
هَـذِهِ الدُّنْيَـا هَجِـيـــــــــــــرٌ كُلُّهَـا
أَيْنَ في الرَّمْضَاءِ ظِلٌّ مِنْ ظِلاَلِكْ
رُبَّمَـا تَزْخَـرُ بِالْحُسْــــــــــنِ وَمَـا
في الدُّمَى مَهْمَا غَلَتْ سِرُّ جَمَالِكْ
رُبَّمَـا تَزْخَـرُ بِالنُّـــــــورِ ، وكمْ
مِنْ ضِيَاءٍ وَهْوَ مِنْ غَيْرِكِ حَالِكْ
لَوْ جَرَتْ في خَاطِرِي أَقْصَى الْمُنَى
لَتَمَنَّيْتُ خَيَــــــــــــــالاً مِنْ خَيَـالِكْ