لقد عرفت حليم وكانت معرفتى بجوانبه المختلفة وعاصرت ورصدت معظم جوانب حياته وكان من الشخصيات المضيئة التى لها اشعاع وقدرة على امتصات ثقافات من يحتك بهم من عباقرة عصره واشهد ان حليم كان عظيما فى حلمه وانكساره وكان نبيلا الى اقصى حدبحساسيته المرهفة وكان ذواقة ولديه قدرة خاصة على الانتقاء فقد تقرب من اصحاب الكلمة والثقافة ولم يترك نفسه للاختيار العشوائى بالنسبة لصداقاته مع المثقفين وزملاؤه الفنانين وكان دائم التطوير لفنه والتثقيف لنفسه حتى وصل الى ان يقيم حوارا مع رؤساء وملوك وقد كان ضيفا عزيزا على صالون الملوك والرؤساء وكان شخصا ذكيا ومرحا ومحبا للناس ومحبوبا بالاضافة الى لباقته وقد كان دمه خفيف جدا وهو يجبرك على احترامه وعلى حبه ولديه شخصية قيادية قوية بل اعتبره رئيس مجلس ادارة مجموعة من الكتاب والمثقفين وايضا السوقيين فقصة صعوده من القاع الى القمة جعلته ملما باسشاليب التعامل مع مختلف الفئات وقد كان يحب الخير فلو لم يكن حليم بطبعه خيرا فانه كان سيصعب ان يكون معطاء وحليم كان يعطى حياته لفنه ثم يهب فنه الى جماهيره ومرض حليم كان سلاحا ذو حدين فالمرض يولد تاملا وقدرة على التحمل على الصبر كما يحقق خلخلة فى مراكز الاحساس فيصبح الشخص ذا مشاعر مرهفة والاصابة الجسدية جعلت حليم يسمو عن المادة فقد كان اقل الناس اسمتاعا بالمادة اما عن حليم كممثل فاننى اعتبره فى الدورين الذين قام بها امامى لابديل له وسط الممثلين العظماء فهو كان يعرف كيف يختار ادواره ولوحاولت ان تتصور الفيلم بدونه سيقع الفيلم فورا وانا لا ابالغ فى هذا واقارنه بممثلين عالميين مثل لورانس اوليفييه ولكن ميزة حليم انه كان يعلم جيدا قدراته ومتى وكيف يظهر لجمهوره اما عن مواقف حليم الانسانية فانه لااحد يستطيع ان يحصيها لسبب بسيط ان صاحبها حليم لم يعلنها ولذلك فاننى اشعر بالخجل اذا تكلمت عن بعضها باعتبارها من الاعمال السرية الخاصة بين حليم وبين ربه سبحانه وتعالى وقد عاش حياة اسرية نبيلة حيث كانت له اسرة يرعاها يعيش معها مشاعر الاب والاخ والصديق وكان يعشق جو الاسرة والبساطة واسرته كانت اهله واقاربه من قريته التى لم يتنكر لها ابدا لذلك كله عاش حليم