لا احد ينكر ان حليم غير شكل الغناء عندما ظهر وخصوصا عندما غنى اغنيته التى اصبحت نموذجا للمرحلة كلها وهى على قد الشوق فم يكن وقتها يتجاوز الحمس دقائق او الستة واستمر حليم فى اغانيه سريعة الايقاع فظهرت عدة اغنيات لحنها على اسماعيل واشهرها يامغرمين وفى نفس الوقت لم تختف الاغنية الطويلة عند ام كلثوم وكانت الاغنية القصيرة موجودة حتى قبل حليم عند محمد فوزى وفريد الاطرش لكنها لم تكن لاهثة الايقاع كانت اغنيات تطريبية وليست اقاعية كما حدث الان وماكان يطيل زمن الاغنية اعادة مقاطعها حتى ان اغنية اهواك لحليم لاتستغرق خمس دقائق ولما اعاد حليم غنائها فى الحفلات كانت تستغرق اكثر من ربع ساعة لانه كان يعيد كوبليهات الاغنية والذى يعود الى البومات حليم يرى ان الالبوم يضم مابين اربع اوست اغنيات اما اغانيه الطويلة فقد كان الالبوم تستغرقه اغنية واحدة مثل موعود وقارئة الفنجان وغيرها لم يكن حليم متجمدا عند الاغنية الطويلة التى كانت زعيمتها ام كلثوم ولكنه كان ينتقل بين هذه وتلك بين الاغنية القصيرة وغالبا هى اغنيات افلام مثل انا لك على طول وتوبة كنت فين وياخلى القلب وغيرها وهذه كلها اغنيات قصيرة تتراوح مدتها بين الاربع دقائق والخمس ولكنه غنى ايضا عشرات الاغنيات للاذاعة وقد مثل حليم 16 فيلما ضمت 71 اغنية فهو كان فى سنواته الاولى مطرب الاغنية القصيرة ثم جاءت الحفلات وبدات الاغنية الطويلة تدخل حساب حليم حتى انه لم يكن يغنى فى الحفلة سوى اغنية فقط او اثنين
مطرب الدقيقة
كانت عينا حليم على المستقبل فهو لم يكتف بنجوميته وحفلاته التى كان الناس ينتظرونها فقد كان يفكر فى اغنية شديدة القصر لاتتجاوز مدة غنائها دقيقة واحدة والذى دفعه الى ذلك هو اغنية احلف بسماها التى كان يبدا بها حفلاته كانت الاغنية تستغرق ثلاثة ارباع الدقيقة ولذلك كان يعيدها فتستغرق دقيقة ونصف وبعدها بدا يفكر فى اغنية الدقيقة اغنية تمثل موقفا واحدا وتضم معنى كاملا ويبدو انه فكر ان الايام القادمة لن تكون ايام الاغنية الطويلة بالرغم انه كان يحفظ اغنية طويلة فعلا وهى اغنية من غير ليه التى لم يسعفه العمر لكى يغنيها فمات وغناها ملحنها محمد عبد الوهاب وهناك مجموعة من الاغنيات بخط الشاعر محمد حمزة كل اغنية عبارة عن كوبليه واحد فقط وقد يكون حكاية فى خمس او ست شطرات يستغرق غناؤها دقيقة واحدة ربما كانت هذه هى خطوة حليم القادمة ايامها كان يفكر فيها لكنه لم يعلن عنها هكذا كانت فكرة حليم ان يقدم اغنية متكاملة فى زمن لا يتجاوز الدقيقة وهى تجربة متقدمة جدا ولو كان قدمها لكانت نقلة جديدة وغريبة فى الاغنية المصرية
كان حليم متطورا واعيا لحركة الزمن عارفا ان الزمن يتغير وانه لابد ان يتغير معه