فاروق ابراهيم قصة عشق مع الكاميرا عمرها اكثر من نصف قرن ظل خلالها فى حالة عناق دائم لمعشوقته الكاميرا فوضعته دائما فى الصورة ودخل عن طريقها كادر التاريخ كاحد اهم واشهر مصورى مصر والعالم العربى غمزت كاميرا فاروق ابراهيم بعدستها لكبار المشاهير من الفنانين فوقعوا فى غرامها من اول لحظة بداية بعبد الحليم حافظ والذى سجلت هذه الكاميرا كل لحظات نجاحاته وانكساراته واثمرت 33 الف صورة عن مشوار حليم وحتى ام كلثوم التى كانت تخشى التصوير شعرت بالاطمئنان فاستسلمت لعبقرى التصوير مع فاروق ابراهيم فكاميرته هى صندوق الدنيا فقد استطاعت ان تصنع من الصور الصامتة حياة نابضة وجديدة لقصص النجوم حتى بعد رحيلهم خاصة العندليب والتى حكت احلامه واماله وروت حقائق عن امير القلوب الراحل حليم الذى لن ينساه الزمان
فيقول فاروق ابراهيم ان مشوار عمرى مع حليم له اكتر من بداية ولكن اول لقاء بينى وبينه كان عام 1953 فى حديقة الاندلس خلال الاحتفال بمرور عام على ثورة يوليو وفى حضور جميع اعضاء مجلس الثورة وكان هناك مشاهير مصر فى الفن عبد الوهاب وام كلثوم وغيرهم وكنت فى بداية حياتى كمصور صحفى وفوجئت بشاب نحيف يحاول الظهور فى الصور التى احاول التقاطها فنهرته بشدة وخلال الحفل وجدت حليم يصعد الى المسرح وعلق الاستاذ عبد الوهاب بعد ان غنى حليم صافينى مرة قائلا ان هذا المطرب غول وبعد ان تشاجرت مع حليم خلال حفل الاندلس فوجئت برد فعل حليم وقال انت تعمل فى الصحافة وانا مطرب فى بداية عمرى وانت تعلم اهمية الصحافة بالنسبة للمطرب لحظتها ادركت اننى امام مؤسسة ذكاء فنى وليس مطربا عاديا وبالفعل اثبتت الايام ان ثلاثة ارباع شخصية الراحل حليم ذكاء وفكر والربع الباقى غناء وطرب وقد كان العندليب حبيبى وسيظل حبيبى حتى اخر لحظة فى عمرى وكانت هناك مواقف كثيرة بيننا كنت اقوم بدور امين السر على حياة حليم لاننا طلعنا سوا وعشنا ايام البؤس والشقاء حتى وصلنا الى النجومية والشهرة وحليم كان ذكيا جدا وكان اول من ابتدع فكرة المصور الخاص ليسجل مشوار عمره بالصور وترك لى الحرية كاملة وكانت بيننا جسور ثقة والصحافة من وجهة نظرى ليست فرقعة ولكن علاقات وانا عشت مع حليم كل حياته كاحد افراد اسرته وكنت من المقربين المسموح لهم بدخول غرفة نومه فى اى وقت وبعد رحيله اصبحت من المصادر القليلة التى تملك اسرار حياته فانا لدى 33 الف صورة عن مشوار حليم وهذايعتبر ذكاء منه واراد ان يخلد مشواره بالصور لانه لم يكن هناك تليفزيون وحليم كان حلوا ولكنه لم يكن كدابا ولا مغرورا ولكن كان ذكيا فكان يعشق السهر وينام بالنهار خوفا من ان تحدث له ازمة صحية خلال الليل ولا يستطيع احد من افراد اسرته انقاذه وعندما يستيقظ من نومه كانت تاتى له قائمة باسماء الذين اتصلوا به فيبدا على الفور بالاتصال بالاشخاص الذين لم يسالوا عنه ليعرف اخبارهم ويطمئن عليهم وكان هذا سر بقاء حليم فى وجدان وقلوب الناس والعندليب اخذ نصيبه من العذاب وهو على قيد الحياة واعتقد انه لو كان حيالشعر بالالم الشديد من هؤلاءالذين تاجروا بحليم بعد وفاته ولم يؤمنوا بان حليم كان مريضا الابعد ان رحل من عالمنا وحليم قضى فترات حياته فى غرفة نومه مريضا اوداخل المستشفى والدليل على ذلك ان معظم ارشيف صور حليم الذى امتلكه كان فى لحظات مرضه وعندما كان يزور اى دولة فى العالم كان اول مكان يذهب اليه حليم هو عيادات الاطباء واتذكر عندما سافرنا الى لندن عدة مرات كان حليم يذهب الى الصيدلية لشراء الادوية
ومازلت اذكر رحلة المغرب حيث تلقى دعو ة من الملك بعد فترة قطيعة بسبب وشاية وقيل ايامها ان حليم يساند الثورة الجزائرية ولكن سوء التفاهم ازيل و ذهب حليم الى المغرب وتعرض لازمة صحية شديدة ونزيف حاد فى المعدة واصر حليم الصعود الى المسرح واستكمال الحفل لتخرج الكلمات من صدره الم لتصل الى اذان المستمعين نغم وهذا سر عبقرية حليم وحليم كان حبيبى قبل الجميع وعندما طلبت ام كلثوم من الكاتب انيس منصور ان اعمل معها كمصور خاص بعد ان نشرنا لها مجموعة من الصور فى اخر ساعة عرضت الامر على حليم ولم يبد حليم اى رفض وعملت مع ام كلثوم ويقول اخيرا ان حليم لم يتزوج من سعاد حسنى فهو لو تزوجها لكنت احد شهود عقد الزواج