تذكرة الامل ذهاب بلاعودة
سافر حليم الى لندن فى اوائل عام 77 وسافر معه الامل الذى يلازمه فى كل رحلة من رحلات العلاج فى الذهاب والعودة ولكن يبدو ان تذكرة الامل فى هذه المرة ذهابا فقط
وهذه تفاصيل الايام المثيرة التى سبقت رحيل حليم
اليوم الاول
يصل حليم الى الشقة وبمجرد وصوله يكتشف ان اجهزة التدفئة لم تعمل بعد فنزل مع احد جيرانه المصريين وقام بشراء اكثر من مدفاة كهربائية وقام بتشغيلها فى الغرف السبعة وقد سبقة الى الشقة مجدى العمروسى ثم شقيقته علية وابن خالته شحاتة وطبيبه الخاص شاكر سرور ومحمد حمزة وزوجته فالاعلامية فاطمة فؤاد وابنهما وقام حليم بتشغيل جهاز الفيديو الجديد لكى يستعد لتسجيل احدى المباريات فى الدورى الانجليزى وظل فترة طويلة يحاول التعرف على طريقة التسجيل
يوم ثانى
بدا حليم اتصالاته التليفونية مع مهندس الديكور لارسال باقى الاثاث وفى خلال يومين اكتمل تاثيث الجزء المتبقى من الشقة واصبحت الشقة كاملة وكان حليم كان يتعجل القاء النظرة الاخيرة عليها قبل الرحيل
يوم اخر
ياتى الى شقة حليم الدكتور روجرز ويحدد لحليم موعد دخوله لندن كلينيك لاجراء عملية الحقن ويدخل حليم المستشفى وبعدها بيوم واحد يدخل ابن محمد حمزة المستشفى لاجراء عملية جراحية له
ويمكث حليم بالمستشفى 12 يوما ثم يخرج ويظل فى انتظار حمزة وزوجته حتى يعودا من المستشفى لكى يطمئن على حالة ابنهما
وعقب خروج حليم من المستشفى يقوم بدعوة مجموعة من الاطباء الذين اشرفوا على علاجه الى العشاء
ويبدا حليم فى استقبال اصدقائه فى المساء وفى يومن الايام انطلقت شائعة كاذبة فى لندن عن المذيع التليفزيونى وصديق حليم عبد الرحمن على وكانت المفاجاة حينما دقت زوجة حمزة الباب فوجئت ان الذى يفتح لها هى وحمزة الباب هو عبد الرحمن نفسه وقضوا السهرة فى شقة حليم ومعهم عبد الرحمن على وظلوا يستمعوا الى شرائط الكاسيت التى احضرها حليم معه وكانت معظمها لشادية وقد كان عبد الرحمن على يعانى من نفس مرض حليم وهو البلهارسيا وتليف فى الكبد وقد قال لحليم متهيالى الواحد بيقضى ايام فقال له حليم ياراجل بلاش الياس ده داحنا كلنا حانموت قبلك
وظلت زيارات الاصدقاء للاطمئنان على حليم والمكالمات التليفونية الى ان جاء موعد دخول حليم المستشفى مرة ثانية لاجراء بعض التحاليل ومكث اربعة ايام وكان متعبا وقال لحمزة بحزن شديد خذ كام صورة ليه ووديها للناس اللى كاتبين اننى ادعى المرض وفعلا قام حمزة باخذ مجموعة من الصور وبعد الايام الاربعة خرج حليم وعاد الى شقته
وفى اليوم الاول من خروجه طلب احد اصدقاؤه المقربين واسمعه لحن اغنية من غير ليه كاملة على التليفون ثم اخذ يتناقش مع صديقه ساعات
وفى ايوم التالى احضر حليم مجموعة من احدث اغانى برباراسترتيسند وقام بترجمة معانيها لكى يقوم بتقديم افكارها ضمن مشروعه الجديد لانتاج الاغانى القصيرة التى سوف يصورها تليفزيونيا لكى توزع على جميع انحاء العالم وكان صاحب هذا المشروع صديقه الفنان العالمى عمر الشريف
يتزايد نشاط حليم مع تزايد الامل ويبدا بالنزول الى شوارع لندن ويقوم باختيار مجموعة من مالاءات السرير وايضا يقوم باختيار مجموعة من المابس له ثم يتجه نحو محلان الاوكازيونات حيث يقوم باختيار طقم صينى ويقوم بفرزه قطعة قطعة
وفى المساء يجلس مع الاصدقاء ويتشاور معهم فى مشروعاته الفنية من اغانى وافلام مثل فيلم لا الذى كان سيبدا تصويره بمجرد عودته الى مصر
ظل الامل يكبر وظلت الاحلام تكبر وبقى من الزمن ثمانية ايام وكان على حمزة وزوجته وابنه ان ينزلوا الى القاهرة وفى ليلة سفرهم ظل حليم يجلس معهم حتى الثانية صباحا واوصاهم حليم ان يوظوه من النوم قبل السفر فى الصباح الباكر واستيقظوا فى الثامنة صباحا وكم كانت المفاجاةان وجدوا حليم مستيقظا وفى انتظارهم لتوديعهم وودعهم حليم وكله امل وحيوية وكنها كانت صحوة الموت فقد عاد بعد اسبوع ولكن اصدقاؤه الذين تعودوا انتظاره واستقباله بالاحضان استقبلوه هذه المرة بالدموع فقد انتهت فصول رحلة العذاب
والله يرحمه العندليب عبد الحليم حافظ الذى مازال فى قلوب عشاقه ومازالوا يستمتعون بفنه الرائع الذى ليس له مثيل