لم يرتض حليم ان يتوقف فقط عند حدود ما قدمه من سبقوه فى الغناء فقد دفع بالاغنية دفعة قوية ناحية التطور فيما قدمه من اغنيات سواء من حيث الكلمات او الالحان او التوزيع الموسيقى ولذلك نشعر دائما ان اغنياته مازالت مستمرة معنا حتى الان وانها اكثر حداثة من الاغنيات التى تسمى اغنيات شبابية
فكان حليم يسعى دائما للتطور كما يحرص على ان لاياتى التطور على حساب التنوع من جهة وعلى حساب الاصالة من جهة اخرى ولذذلك اصبح ماخلفه من تراث غنائى يستحق ان يوصف بانه باقة ورد حقيقية
فلقد برع حليم فى تقديم الاغنية الخفيفة والتى لاتحتوى على اكثر من كوبلهين كما ان ايقاعها راقص ولذلك فقد تسللت هذه النوعية من الاغنيات فى دماء المستمعين الشباب وغير الشباب واخذوا يرددونها ويحفظونها عن ظهر قلب كما ان هذه النوعية لم تخل من المفردات العاطفية العميقة والالحان الطربية مما جعلها ناجحة فى جميع الاتجاهات وبين مختلف الاعمار
ولذلك فان حليم نجح فى مجموعة اغانى خفيفة مثل على قد الشوق وانا لك على طول والحلو حياتى وبكرة وبعده وغيرها فى ترسيخ اسلوب جديد فى الغناء بالاشتراك مع اسماء عظيمة امثال مرسى جميل عزيز محمد عبد الوهاب والموجى والطويل وبليغ حمدى ومنير مراد حيث اعتمدت تلك الاغانى والتى تستغرق خمس دقائق على الايقاعات والمقامات الشرقية المعتادة ممزوجة بحس غربى فى التوزيع الموسيقى لايفتقد للوعى
وللحق فان حليم قاد جيلا كاملا لاحداث تغيير كامل فى بنية الاغنية العربية وقد حفز الكتاب والملحنين على التجديد وكان الطويل قد امده باغانى خفيفة سريعة منحته الخصوصية وابعدته عن التقليد
وبالطبع هذه الاغانى اختلفت تماما عن اغنيات حليم الطويلة والقصائد وقد لعبت هذه الاغانى الخفيفة دورا كبيرا فى تحقيق نجومية كبيرة للعندليب
وقد حاول كثير من المطريبن استغلال نجاح اغنيات حليم الخفيفة باعادة توزيعها من خلال ايقاعات حديثة ورغم كل ذلك الا ان سر نجاح اغنيات حليم سيظل مرتبطا بان نسمعها من حليم نفسه وكانه الوحيد الذى امتلك فكرة شفرة تلك الاغنيات او انه سيظل انجح من قدم الاغنيات الخفيفة والشبابية من بين كل المطربين