توام فنى امتلك سحرا خاصا حليم وبليغ حمدى الذين استمرا معا طوال عشر سنوات فى مشوار الابداع قدم بليغ احلى ماعنده لحليم وقد ساعدت الحان بليغ المتطورة فى ان يغير حليم جلده ليظهر امام جمهوره بشكل جديد زادهم تعلقا به واكد جدارته فى ان يكون مطرب مصر والعالم العربى الاول
فىبداية حليم المبكرة وبالتحديد منتصف الخمسينات كانت علاقته مع بليغ حيث كانا يسهران معا كل ليلة فى معهد الموسيقى الى ان جاءت الفرصة ليتعاونا معا فى اغنية تخونوه التى كتبها اسماعيل الحبروك لتغنيها ليلى مراد ولكنها تنازلت عن الاغنية لحليم ثم تكرر اللقاء بين مبدع التلحين وحليم فى اغنية خسارة وخايف مرة تحب وتوقف التعاون بينهما حيث احاط حليم نفسه بثلاثة من كبار الملحنين عبد الوهاب والطويل والموجى الا ان ايمان حليم بموهبة بليغ جعلته يستانف التعاون معه وقد نجح حليم بذكائه فى ان ينتقل مع بليغ من مرحلة الاغانى الشعبية مثل على حزب وداد وسواح وجانا الهوى الى زى الهوى وموعود وغيرها من الاغانى العاطفية والطويلة
انا كل ماجول التوبة كانت هذه هى كلمة السر التى جمعت حليم وبليغ فى مرحلة مهمة من تاريخهما الفنى والغريب ان هذه الاغنية لم تلق نصيبها المتوقع من النجاح ولكن حليم كان مصرا على مواصلة لونه الجديد ومرحلة الشعبيات التى يراها مهمة وضرورية وازدادت صداقته مع بليغ الذى وصفه بانه امل مصر فى الموسيقى
وفى اهم المراحل التاريخية التى عاشتها مصر ازداد الثنائى حليم وبليغ قربا فاثناء هزيمة يونيو والاستنزاف والعبور كانت لهما لقاءات مهمة مثل موال النهار والمسيح وفدائى والبندقية اتكلمت وعاش اللى قال وقومى يامصر والفجرلاح
اعتاد جمهور حليم على ان يقدم له اغنية او اثنتين جديدتين فى حفل الربيع ففى 75 اتفق حليم على تقديم لحنين نبتدى منين الحكاية لعبد الوهاب وهو اللى اختار لبليغ ورغم ان صحته كانت فى مرحلة حرجة الا انه قرر ان يقدم الاغنيتين وبدا بالفعل فى البروفات وفجاة اختفى بليغ ولكن فى اخر لحظة جاء بليغ الا ان ظروف حليم الصحية كانت تمنعه من ان يغنى اغنيتين فاكتفى باغنية عبد الوهاب لان الاطباء حذروه من اى مجهود كبير فحدثت قطيعة بين النجمين الاان الود والحب ظل يجمع بين الصديقين رغم اختلافهما
ورغم الفراق الفنى الا ان ذلك لم يؤثر على مكانة كليهما فى قلب الاخر وقد كان بليغ حريصا على السؤال عن صحة حليم فى مرضه الاخير والاتصال به فى لندن وكانت ايضا تحدثه الفنانة وردة فى بعض الاحيان
فالله يرحمهما العملاقين حليم وبليغ حمدى الذين قدما معا احلى واروع الاغانى والتى اسعدت الملايين من جمهور العندليب