ستة عشر فيلما وعشرات الاغنيات ووطن يمر بالتحولات االسياسية والاقتصادية ومد ثورى ينطلق من القاهرة ليغير فى اقدار الشعوب ورغم ذلك تخلو افلام مطرب الثورة من اية اشارة سياسية او اغنيات ثورية من تلك التى صرح بها العندليب خارج السينما وستطاعت السينما التجارية منذ ان تلقفت الفتى الواعد المبشر فى بداية الخمسينات ومن خلال اساطينها الكبار ان تدخل حليم تحت عباءتها وان تجعلمنه نمطا موازيا جديدا فى الفيلم الغنائى وان تتحاشى الاقتراب من عالم السياسة ونجحوا ان يكون حليمين حليم السينما الرومانسى المفعم بالاحاسيس وحليم اخر بعيدا عن الشاشة تتحول اناشيده الثورية الى جزء من التراث الشعبى الذى يفجر الطاقات والهمم
وكان حليم فى بداياته يحتاج الى السينما وهى الاخرى تحتاج اليه لتجديد دماءها وقد كانت السينما اداة من ادوات التواصل مع الجماهير بالنسبة للمطربين كما فعل عبد الوهاب وام كلثوم لتقدم صورتهم الى مستمعيهم فى كل انحاء الوطن العربى وان ظهورهم على الشاشة بمثابة اعتماد شرعى لجماهيريتهم
وقد ظل نموذج الوردة البيضاء الذى اخرجه محمد كريم لعبد الوهاب سنة 33 هو النموذج المعتمد فى الفيلم الغنائى فتم تقصير زمن الاغنيةوالاعتماد على الايقاعات السريعة وتقديم قصة بسيطة تتخللها مجموعة من الاغنيات لبطل الفيلم يؤديها وحده او مع البطلة والاغانى كانت لاتشكل جزءا من النسيج الدرامى ولكن عنندما ظهر فريد الاطرش واسمهان اصبح الاهتمام بالاوبريت اكثر متجاوزين الاغنية الفردية واستطاع ايضا محمد فوزى ان يجعل للاغنية دورا مهما فى دراما الفيلم ونزل بها الى الشارع ويسطع نجم حليم بصوته الحنون وتعبيراته المحتشدة بقوةروحية تملك القدرة على التاثير فى المستمعين
وكان حليم نغمة جديدة فى عالم الغناء لذلك عانى كثيرا فى بداياته حتى يؤمن الاخرون بموهبته واقترب من السينما من خلال صوته فغنى فى علاء الدين والمصباح السحرى وظلمونى الناس وما ان لم قليلا حتى تهافتت عليه شركات السينما لاستثمار موهبته وتقدمه فى عدد من الاعمال مثل ايامنا الحلوة ولحن الوفاء وغيرها من الافلام وتراوحت بين المليودرامات العاطفية والكوميديا الخفيفة وان طغت المليودراما على الكومييا بحكم الطبيعةالحزينة لحليم كما تشابهت افلامه التى يدور معظمها حول رحلة شاب موهوب من دائرة الظل الى افاق النجومية ولم يسبق لحليم ان تعلم التمثيل لكنه امتلك شيئان اساسيان هما البساطة وسحر الحضور واحبته الكاميرا
واذا كان ايامنا الحلوة هو بداية حليم فان شارع الحب هو الذى اكد وجوده كممثل فى واحد من اجمل وابدع الافلام فى قائمة افلام حليم وكان من اخراج عز الدين ذو الفقار وقد غلف الفيلم بروح عذبة وفكاهة راقية ومشاعر انسانية فياضة وتالق حليم كمثل وظهرت خبراته وموهبته صادقة وهناك ايضا فيلم الخطايا لحسن الامام وابى فوق الشجرة لحسين كمال الذى عد طفرة فى اسلوب حياته وتقديم الاغنية فى الفيلم المصرى حيث جاءت تعبيرا عن الموقف الدرامى وتم تصويرها فى اطار الاستعراض بحيث اصبحت جزءا من نسيج الفيلم ذاته ويرجع ذلك الى الموهبة الاخراجية الخلاقة الكبيرة عند حسين كمال