هذا الموضوع من مجلة نصف الدنيا
يقول الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى
ان حليم كان جديدا فى كل شى واختياره لتقديم اغانى جادة كان هدفه من البداية ولم يجد نفسه بالصدفة جديدا ورفض ان يكون مثل معاصريه واصر على ان يخلق مدرسة جديدة له وقاوم كل الظروف وانا اعتبر حليم ثورة فنية وغنائية باختياره الطريق الذى اختاره كمطرب عاطفى ولذلك ارتبط به جيله والجيل الذى جاء بعده ارتباطا حميما وكان يمتلك ذكاء حاد حيث ان خطه الغنائى العاطفى تابعه خط وطنى منذ بدايته الفنية وحتى رحيله وحليم كان يعرف مقدار كل شاعر وقيمة كل ملحن وكيف يوظفه بشكل جيد وقد خدمه كثيرا انه جاء مع شروق الثورة المصرية التى كانت فى حاجة الى صوت جديد فكان حليم هو المعبر عن الثورة فى الغناء
وقد كان صلاح جاهين يؤمن بالرئيس عبد الناصر وايضا حليم ومنذ ان قدما معا اغنية احنا الشعب وقد كان حليم يعتبر الاغانى الوطنية دورا وطنيا يجب ان يقوم به و الثورة وجدت ان هذا الصوت الجديد الذى يلتف حوله الشباب اداة جيدة للتعبير عنها ويبدو هذذا واضحا فى الاغانى التى صنعها صلاح جاهين والتى تتضمن كلمات مثل الميثاق والعضوية واللجنة الاساسية وهذا تعبير مباشر عن النظام السياسى
وم بداية معرفتى بحليم طلب منى ان اكتب الاغنية الوطنية التى كان يقدمها بمناسبة احتفالات يوليو لوجود جاهين فى امريكا للعلاج ورفضت طلبه لان صلاح صديقى وحينما راى حليم موقفى برفضى العمل معه بسبب صلاح اصبحنا اصدقاء وحينما كان يجهز اغنيات لشعراء اخرين كان يصر على ان اكون بجواره وياخذ رايى
ويضيف اشعر بالشوق والحنين الى حليم والقصيدة التى كتبتها عنه كانت تقول فينك ياعبد الحليم وانا لا احن له فقط وانما الى زمنه ايضا فعندما كنت فى تونس لدراسة السيرة الهلالية اتصل بى حليم بعد انتصار اكتوبر وطلب منى العودة الى الوطن وقال هذه فترتك ولاتترك حقك للاخرين وقد جاء ذلك بعد انقطاع العلاقة بيننا وسفرى للخارخ
ويقول بعد وفاته ظهرت شائعات كثيرة كانه كازانوفا ولم يكن يغضب الاحينما يمس فنه وقالوا عنه انه يدبر مؤامرات لهانى شاكر ومحرم فؤاد والحقيقة ان هذا غير صحيح ولكنه كان يحب ان يضع مسافة بينه وبين المطربين الاخرين وعندما يظهر مؤلفون وملحنون جدد كان لابد ان يعملوا معه وهناك قول اخر يتردد ان حليم كان يفرض على الشعراء ان يعرضوا عليه انتاجهم قبل اى مطرب اخر ولكن كان كل الؤلفين هم الذين يذهبون اليه لقراءة اعمالهم عليه لانه كان المطرب الاول