من مجلة الكواكب
رحلة كفاح طويلة ربطت بين حليم والموسيقار محمد الموجى بدات من اواخر الاربعينات وانتهت فى ربيع 77 برحيل حليم قدما فيها اكثر من 60 اغنية عاطفية ووطنية ودينية وطوال مشوار النجاح اعترضت طريقهما سحب وضباب ادت فى بعض الاحيان الى قطيعة فنية واحيانا اخرى قطيعة فنية وانسانية وكان جمهورهما هو الضحية
الخلاف الاول
بدا عندما بدا حليم تنفيذ تعاقده مع محمد عبد الوهاب بالفيلمين ايام وليالى وبنات اليوم واشترط عبد الوهاب ان يلحن جميع اغانى الفيلمين ووافق حليم حتى لايضيع فرصة الغناء من الحان عبد الوهاب فغضب الموجى من هذا الموقف واعتبر ان حليم قد ضحى بصداقته من اجل كسب صداقة عبد الوهاب فقرر الموجى ان يغنى فى حفل عام بالازبكية وبالطبع لم يعجب هذا القرار حليم واعتبره نوع من التحدى الشخصى له وشاب علاقتهما سحابة صيف لدرجة ان حليم سافر للعلاج وفوجى الموجى ان موعد السفر معروف للجميع ماعداه هو ولكنه حرص على الايفاجا بموعد العودة تاكيدا لمشاعره نحوصديقه فلماعاد حليم كان الموجى فى استقباله ليطمئن على صحته وكان ذلك سببا لازالة السحابة واعلن حليم انه يتمنى لصديقه الموجى التوفيق كمطرب وابدى استعداده لتقديمه للجمهور فى حفلة عامة ولكن الموجى عدل عن الفكرة وقال انها كانت مجرد فكرة وبداحليم يستعد لفيلم جديد هو موعد غرام وكان من نصيب الموجى لوكنت يوم انساك وبعده انتج حليم فيلم دليلة وخص صديقه الموجى باغنيتى حرام يانار وكان فيه زمان قلبين
الخلاف الثانى
واصل الموجى مسيرته مع حليم فلحن مشغول وحياتك فى الوسادة الخالية والحب بيسال فى فتى احلامى وحبك نار فى حكاية حب الى ان جاء فيلم يوم من عمرى فاعطى حليم بامر الحب للموجى الذى بدا يلحنها ولكن الموجى طالب بزيادة اجره بعد النجاح الكبير الذى حققته الحانه ولكن حليم رفض هذا الطلب فترك الموجى اللحن واعطى حليم هذا اللحن لمنير مراد لكى يلحنه هو وتازم الموقف بين حليم والموجى وكان حليم يسافر للخارج حاملا هدايا لكل اصدقاؤه ماعدا الموجى وكانت سهراته يجتمع فيها كل الاصدقاء ماعدا الموجى وبد كل منهما يتحاشى لقاء الاخر الا ان نجح عبد الوهاب فى ازالة مابينهما من جفوة فقد اقترح ان يقوم الموجى بوضع عد عين من الالحان فى العام الواحد لحليم مقابل 1500 جنيه فلحن الموجى مغرور فى الخطايا واحبك وجبار فى معبودة الجماهير ومن اغانى الحفلات كامل الاوصاف وحبيبها والاغانى الوطنية بستان الاشتراكية وفوازير وادهم الشرقاوى واعتبر حليم صداقته بالموجى اقوى من الالحان
الخلاف الثالث
فى نهاية 67 كانت النكسة قد القت بظلالها على الحياة الفنية فتوقف كمال الطويل عن التلحين والعلاقة بين حليم والموجى فاترة ووجد حليم ضالته فى بليغ حمدى وقدما معا مايسمى باغنيات النكسة الى جانب اتجاهه لغناء الشعبيات وفى احدى الحفلات قد استعد حليم باغنية كامل الاوصاف لمجدى نجيب ومحمد الموجى الى جانب عدد من الاغنيات الشعبية لبليغ ولم يعجب الموجى بطريقة اداء حليم للاغنية ولكن حليم انتهز فرصة اتفاقه على احياء حفل غنائى فغنى كامل الوصاف بالطريقة التى يريدها الموجى فتصافيا من جديد وكان حليم يستعد لتصوير فيلمه ابى فوق الشجرة واعطى الموجى اغنية احضان الحبايب لكى يلحنها
وبعد ثلاث سنوات فى سنة 70 تصادف ان اقامت منى جبر حفل خطوبتها وحضره الموجى ودخل عليم لاعب الكرة المعروف عصام بهيج ومعه حليم ففجاة انتفض الموجى واقفا وارتمى حليم فى حضنه وعادت العلاقة تصفو بينهما
الخلاف الرابع
حكاية نشرها انيس منصور على لسان حليم فى ان عراف فرنسى زاره فى باريس وقال ان هناك سيدة تدعى ام امين عملت له عملا لكى يظل مريضا وطلب منه حرق كل الملاءات والستائر حتى يشفى من مرضه
وكانت ام ام امين زوجة الموجى المقصودة وحاولت الدفا ع عن نفسها واتهمت بليغ حمدى بانه مؤلف هذه الحكاية بالاتفاق مع العراف الفرنسى بهدف ان يبعد الموجى عن حليم وذهبت ام امين الى بيت حليم الذى طيب خاطرها ووعدها برد اعتبارها وكان رمضان على الابواب فطلبت الاذاعة من حليم ان يسجل ثلاثين خطابا لثلاثين شخصية ووجه حليم خطابا للموجى قال فيه قل لام امين لاتغضب منى فانا اعتبرها امى واختى ولا يعقل ان تضر الام ابنها
وقد تم الصلح بينهما حليم والموجى فى المغرب فقد سافر العديد من الفنانين المصريين لحضور احتفالات المغرب بعيد ها القومى وذات يوم همس احمد الحفناوى عازف الكمان فى اذن مجدى العمروسى بان هناك لحنا رائعا لحنه الموجى ففكر العمروسى فى فكرة ان الموجى مريض ويجب على حليم ان يزور فاستجاب حليم لطلبه وبعد ان جلسا امسك الوجى العود واخذ يدندن بلحن رسالة من تحت الماء وطار حليم من فرحته واعجابه باللحن وقال الموجى بطيبة الفلاح دى مستنياك من 6 سنين ياحليم فقال حليم بمجرد عودتنا ان شاء الله نبدا البروفة على هذا اللحن فعادا الى القاهرة واسمعه الموجى يامالكا قلبى اثناء البروفات واعجب بها حليم فقرر ان يغنى الاغنيتين فى حفل الربيع وكانه بذلك اراد تعويض سنوات الجفاف حدث ذلك فى ربيع 73 وحقق اللحنان نجاحا كبيرا مدويا واتفقا على تلحين قصيدة قارئة الفنجان لتكون مسك الختام فى مشوار الصديقين وبعد وفاة حليم كان الموجى اول من تاثر بفقد اعز الناس لديه وقال لقد فقدت خزانتى الفنية
ورغم الخلافات التى مرت فى حياة العملاقين الراحلين فما نحن متاكدون منه تماما ان حليم عندما مات كان الموجى يسكن قلبه وعندما مات الموجى كان حليم يسكن قلبه ولا يزال صدى هذا الحب قويا وواضحا فى كل اغنية جمعتهما معا ولاتزال العلاقة مستمرة بين اسرتى حليم والموجى
فالله يرحمهما هذين العملاقين الكبيرين عبد الحليم حافظ ومحمد الموجى