الأربعاء, 29 يوليو 2009
محمد حفني - القاهرة
مجلة المدينة
http://www.al-madina.com/node/164441
ثمانون عامًا مرّت على ميلاد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي وُلد في ١2 يونيو 1929بقرية “الحلوات” بمحافظة الشرقية في شمال العاصمة المصرية القاهرة، وتوفي في ٣ مارس عام 1977، بعد رحلة عطاء قدّم خلالها الكثير من الأغنيات العاطفية، والشعبية، والوطنية، والدّينية، وقدم للحقل السينمائي افلاما أمام أشهر النجوم من بينهم لبنى عبدالعزيز، وفاتن حمامة، وشادية، وسعاد حسني، وميرفت أمين، وجاء معه جيل من شباب الملحنين والموسيقيين أمثال كمال الطويل، والموجي، وبليغ حمدي، وتعامل مع كبار الكتّاب أمثال صلاح عبد الصبور، وكامل الشناوي، ومأمون الشناوي، ومرسي جميل عزيز، وعبدالوهاب محمد، وعبدالرحمن الابنودي، وغيرهم. وبهذه المناسبة أقامت دار الأوبرا المصرية مؤخرًا حفلاً كبيرًا دعت إليه كبار الكتّاب والفنانين، بمناسبة ذكرى ميلاد عبدالحليم حافظ، حيث غنّى له في هذا الحفل، كبار المطربين، بأغانيه المشهورة العاطفية والوطنية، منها “قارئة الفنجان”، و“خلي السلاح صاحي”، و“إحنا الشعب”، و“ضي القناديل”، وغيرها.
الأبنودي: ابن الثورة
قال الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي الذي منعته ظروفه الصحية من حضور الاحتفالية إن عبدالحليم حافظ حالة غنائية فريدة لم تتكرر حتى اليوم، فعبدالحليم رحل عن دنيانا جسدًا، لكن مازلنا نسكن في حنجرته، ونعيش على إبداعاته الغنائية إلي يومنا هذا.. كان يمتلك الموهبة والقدرة على الأداء والتمثيل بنفس قدرته على الغناء، وقال إن الظهور الطبيعي لعبدالحليم حافظ كان مع ثورة 23 يوليو، وكان عمره 23 عامًا، وشكّلت الثورة بداية انطلاقته الفنية الحقيقية، حتى لُقّب بـ “ابن الثورة”، وأضاف: إن عبدالحليم على صعيد الأداء واللحن والكلمات رفض أن يكون نسخة أخرى لأحد، ورفض السير في طريق التقليد، وأصر على انتهاج طريق جديد خاص به يتلاءم معه، وذاق في بداية حياته الغنائية مرارة الفشل، ولكن هذا الفشل جعل منه شخصًا آخر فرض نفسه على الجميع، ونجح نجاحًا كبيرًا.
شاكر: المدرسة الأولى
وقال الفنان الكبير هاني شاكر: عشقت الغناء من صوت عبدالحليم حافظ، فهو المدرسة الأولى التي تعلّمت فيها الفن والغناء، وحتى اليوم استمع لأغانيه، فهو مدرسة خاصة بذاتها، وهناك فرق كبير بين زمن حليم وهذا الزمن الذي نعيشه.. زمن حليم كان للكلمة واللحن والأداء معانٍ وأدوار كثيرة، وللأسف الشديد القنوات الفضائية ألغت كل ذلك، وأصبح الجمهور يشاهد فتيات وشبابًا عاريات يرقصن فقط.
لبنى: صعب تكراره
وقالت الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز: حليم فنان صعب أن يجود الزمن بمثله.. فهو تراث غنائي كبير وموهوب قبل كل شيء، سواء في الغناء أو التمثيل.. لم يربط نفسه بدور نمطي أو محدود، كان دائمًا يختار الأدوار التي تناسب شخصيته وملامحه.. صاحب حس مرهف، ولن أنسي مشهد التليفون الغرامي بيني وبينه في فيلم “الوسادة الخالية” الذي أصبح حديث الشباب حتّى هذه اللحظة.
سميرة: لن أنسى
الفنانة الكبيرة سميرة أحمد قالت: حليم كان فنانًا ملتزمًا، وصديقًا جميلاً، وأنا أعشق كل أغانيه وأعماله، ولن أنسى حضوره معي العرض الأول لفيلم “الخرساء” بسينما ديانا، ورفع يدي بيده لتحية الجمهور.
نجم: الأغنية السياسية
وقال الشاعر أحمد فؤاد نجم إن عبدالحليم حافظ يعد نجم الأغنية السياسية حتى الآن، حيث كان من أوائل الذين رسّخوا مكانة الأغنية السياسية الملتزمة في النصف الثاني من القرن الماضي، كما اشتهر بأغانيه العاطفية، وأجاد كافة ألوان الغناء وبمعظم لهجات الوطن العربي، وإلى جانب ذلك قدم حليم أغاني الفرح والتفاؤل التي تحمل رؤية مرحة، وأدى الأناشيد الدينية بكل صدق وحرارة، وقدم أغانيه لكبار الكتّاب أمثال نزار قباني وصلاح عبدالصبور والأمير عبدالله الفيصل، وأحمد شفيق كامل، كما أنه يعد صاحب التراث الأكبر في الأغنيات الوطنية بين الفنانين العرب، حيث لا زالت أغنياته تتردد في كل المناسبات الوطنية العربية، خاصة أيام مؤتمرات القمم العربية التي يعلو فيها صوته برائعة “وطني الأكبر”، و“صورة”، وغيرها من الأغنيات الرائعة.
اضغط على النجوم أدناه للتصويت: