من مجلة الكواكب
وهذا المقال بمناسبة ذكرى رحيل العملاق فريد الاطرش اليوم يرحمه الله وادخله فسيح جناته
فى اوائل الستينات بدات الحرب الباردة بين فريد وحليم وكان بعض المنافقين من هواة الصيد فى الماء العكر من شلة الطرفين يقفون وراء اشتعال هذه الحرب ولكن الحقيقة انه لم يكن فى صدر حليم اى حقد على فريد وكذلك فريد صاحب القلب الطيب يحترم ويقدر جهد حليم وكانت الفتن بين فريد وحليم لم تتوقف كان من شلة حليم من يروون مايقال فى جلسات حليم من تشنيعات على فريد وهناك فى شلة فريد من يضخمون احاديث فريد عن حليم ويلوون الحقائق من اجل الوقيعة بين الطرفين وبالرغم من ذلك فان حليم لم يلق فريد الاويرتمى فى احضانه اما فريد فلايكاد حليم يهل عليه الاويقفز بالقبلات
وفى احدى المرات استضيف حليم وفريد فى بيت الموسيقار محمد عبد الوهاب من خلال برنامج لقاء القمة فى محاولة لوقف الحرب الباردة وقد حضرت هذا اللقاء نجاة وفى هذا اللقاء اكد عبد الوهاب انه قد ان الوان لان يغنى حليم من الحان فريد ورحب فريد وحمل عوده وغنى اغنية ياويلى من حبه التى قوبلت باستحسان واعجاب من كل من حليم وعبد الوهاب ونجاة ثم عاد فريد يدندن اغنية يابوضحكة جنان بين الاعجاب والتصفيق وبعد ان فرغ فريد من الغناء اعلن انه يرحب بان يهدى ياويلى من حبه لحليم باعتبارها من النوعية الرومانسية العميقة الشجن التى تلائم صوت حليم ورحب عبد الوهاب وبعد دقائق رددت نجاة اللحن واستحقت الاعجاب فقال حليم ان نجاة اجادت غناء اللحن وتستحق ان تغنيه وانه يفضل ان يغنى يابو ضحكة جنان لانها نوعية جديدة على مايقدمه للجماهير فسارع عبد الوهاب ياريت نجاة تغنى ياويلى وحليم يغنى ابو ضحكة جنان وتبقى خبطة الموسم فقال فريد انا اسف لان ابو ضحكة جنان سجلتها لفيلم حكاية العمر كله اما ياويلى فهو تحت امر حليم او نجاة فقال حليم انا لا اعترض على ياويلى ولكننى اجد ان اداء نجاة للاغنية ممتع وجميل وسيتالق اللحن ويحقق نجاحا كبيرا بادائها ولذلك فانا اتنازل عنه لنجاة وعاد حليم يلح من جديد فى محاولة لاقناع فريد بالتنازل عن اغنية ابو ضحكة جنان ولكن فريد اقسم انه على استعداد ان يقدم لحنا اخر يقترب من ابو ضحكة جنان لو ان حليم قدم له كلمات مناسبة
ومرت الايام وحرص حليم على زيارات متقاربة لفريد وذات ليلة وبعد مرور اكثر من خمس سنوات على اللقاء الذى تم فى بت عبد الوهاب ولكن هذه المرة كانت فى بيت فريد وجاء حليم وغنى فريد زمان ياحب واعلن انه اعد هذه الاغنية لفيلمه الجديد ولكنه يرحب باهدائها لحليم فقال حليم انه يفضل لحنا خاصا له فقال فريد ان اللحن يناسبه ولم يحاول حليم الاعتراض حتى لايغضب فريد وتحدد موعد البروفة مع الفرقة الماسية استعدادا للتسجيل ولكن حليم لم يذهب ولم يعتذر وجن جنون فريد واقسم انها القطيعة النهائية بينه وبين حليم واحس حليم بالخطا الذى ارتكبه فاعلن اعتذاره واكد ان فريد ليس فى حاجة الى ان يغنى له اى مطرب لان صوت فريد اجمل الاصوات الموجودة على الساحة
وعندما علم حليم ان فريد مريض يلازم الفراش بسبب ازمة قلبية ذهب لزيارته على الفور وارتمى بين احضانه مؤكدا اعتزازه زاحترامه واستطاع اولاد الحلال من اصدقاء الطرفين اقناعهما بعمل لقاء تليفزيونى يؤكد الصلح بينهما ولم تنقطع زيارتهما بعد هذا اللقاء فكان حليم عندما يسمع عن وعكة المت بفريد الا وان يكون اول زوار وكان قلب فريد ينخلع من صدره كلما سمع عن نزيف دم هاجم حليم كانت معارك الالم المشترك يقرب بينهما
وعندما كان فريد فى لندن فى ايامه الاخيرة ذهب اليه حليم فى المستشفى وامضى معه سهرة هادئة وغنى له ابو ضحكة جنان وكانما يشعر ان هذا اللقاء سيكون الاخير بينهما وبالفعل كان اللقاء الاخير فقد مات فريد وبكى حليم من اعماق قلبه ولحقه بعد سنوات قليلة ورحم الله الفنانين العملاقين وكتب لهما الخلود