من مجلة الكواكب
كان عبد الحكيم عامر يكاد يمثل الجسر الاساسى بين ثورة 23 يوليو وبين حليم ولم يهتز هذا الجسر الابعد واقعة الخلاف الشهيرة بين ام كلثوم وحليم واحتفالات يوليو 64 فقد وقف عامر بشكل قوى مع ام كلثوم واذا كان عبد الناصرزار حليم مرة واحدة فى بيته اثناء ازمة مرضية المت به الا ان عامر كان هو الاكثر قربا والاكثر متابعة لحليم فهو الذى ازال العقبات امام سفر حليم للعلاج فى امريكا 63 وقد كان تقرب حليم من خلال وجيه اباظة اولا ثم كان تعارفه على عبد الحكيم عامر من خلال حفل اقيم فى الجزائر وكان حليم موجودا ببشكل مكثف فى مكتب المشير واستمرت العلاقة بينهما حتى حدوث ازمة ام كلثوم ولكن استمرت العلاقة بينه وبين شمس بدران الذى توسط لصلح بينه وبين ام كلثوم وهو ايضا الذى وفر مسرح الاسكندرية ليغنى فيه حليم اغنيته الشهيرة يااهلابالمعارك لمصالحة حليم وحضره عبد الناصر والمشير
وقد ساعد حليم زملاؤه الفنانين فى طلب موعد من عبد الناصر من خلال المشير للنظر فى شكواهم من مبالغات الضرائب عن ارباحهم
وعن اهتمام المشير بالفن والفنانين بدا من خلال صلاح نصر وكان يى حليم تحديدا تجسيدا للثورةولكن العلاقة بينهما تكسرت على اعتاب ازمة حليم مع ام كلثوم فقد وقف المشير بقوة الى جانب كوكب الشرق وانحيازه لرغبتها فى اختيار الموعد المميز الذى رات انه يحقق انتشارا افضل لاغنيتها الوطنية والعاطفية
ولذلك فعندما وقعت كارثة 67 وماتلاها من القبض على المشير وتحديد اقامته لم يفكر احدفى سؤال حليم عن علاقته بالمشير ومن جهة اخرى كان حليم اذكى من ان ينغمس فى السياسة ولكن مع وجود حالة قرب الاستنزاف فهو كان يعتبر نفسه جنديا فى الميدان
وبعد ازمة ام كلثوم احضر المشير حليم الى مكتبه وقال له انه لابد ان يعتذر لام كلثوم ولكن حليم رفض لان كرامته فوق كل شى
واذا كان المشير منعه من الغناء فى احتفالات يوليو فان حليم لم يترك المشير فى ازمته فقد كان يزوره دائما فى فيلته بالجيزة عندما تحولت الى ترسانة مسلحة
وقد كان مجدى العمروسى ينتظر حليم على باب الفيلا وشاهد عبد الناصر يدخلها فقد كان عبد الناصر حريصا على ان يذهب بنفسه لاخراج صديق الشباب ورفيق السلاح قبل ان تهاجم الفيلا وعندما شاهد عبد الناصر حليم نادى عليه وقال له انت بتعمل هنا ايه فقال حليم ابدا ياافندم انا بزور المشير
وكان هذا نموذجا لصداقة من نوع خاص بين فنان واحد مراكز السلطة نموذجا لصدق الفنان ووفاؤه تجاه سلطة تتهاوى واجمل مافيها ان الفنان لم يكن يبحث عن مصلحة فى اخر مراحل الصداقة
فحليم كان يصادق فى السراء والضراء وفى ايام الفرح ولايهرب فى لحظات الدموع