من مجلة حواء
تقول روز مارى الممرضة الانجليزية والتى كانت احدى ممرضات العندليب فى مستشفى كينجز كوليدج فى لندن انها كانت واحدة من الطاقم المسئول عن تمريضه وهى ايضا المشرفة الاولى على تمريض حليم وتقول انه كان رجلا طيبا وظريفا وكانت بينها وبينه صداقة حلوة وهى تعرف حليم منذ عام 72 فقد كان ياتى للعلاج بالمستشفى ولكن لم تكن ممرضته المباشرة وكانت حينئذ تراسها اخرى اسمها مارجريت نيلسون وكان مريضا معروفا بالنسبة لناونعرف انه مطرب مشهور فى بلده ووكان فى الحقيقة رجلا ظريفا وسماته العربيةواضحة وعندما تى المرة الاخيرة اختارها الدكتور روجرز وليامز لتكون المشرفة الاولى على تمريضه مع زميلتين اخرتين وكانت سعيدة بهذا فهو مع كل امر طبى اقوم به يشكرها بابتساة لطيفة وهى اميز مابه وفى يوم نظرا لانها تعرف بعض الكلمات العربية لانها متزوجة رجلا من اصل مغربى دخلت عليهفى الصباح وقالت صباح الخير فضحك من قلبه وقال ماذا تقولين قالها بالانجليزية فاعادت عليه التحية وقالت له انها تعرف بعض الكلمات العربية ومن هنا بدات علاقة ظريفة بينهما وكان يناديها وقت راحنها ويظل يحدثها عن بلده وناسه وفنه وذات يوم اصر ان يعلمها كلمة ازيك وكلمة سلاموعليكم وكان يضحك وهى تحاول تعلمها وكان يدعوها لفنجان شاى سادة فى شرفة حجرته وكان يشربه خفيفا جدا لان حالة كبده لاتسمح وكانت كل يوم قبل مغادرتها المستشفى تذهب اليه وتجده وهو بين بعض الناس فى الحجرة يمسك كتاب الملسمين القران ويقرا فيه
ومنذ الاثنين 28 مارس والدكتور وليامز كان يشعر بخيبة امل فى استجابة الجسد لبعض الامور العلاجية وقد اتت بنتائج جيدة مع مرضى اخرين لكن حالاتهم المرضية لم تطن صعبة مثل حالته فقد اصابه اكثر من نزيف فى يومى الاثنين والثلاثاء على شكل متقطع وكان النزيف يجهده فقد اختفت ابتسامته التى كانت على وجهه وفى الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء وكانت فى حجرته تقوم رعاية طبية قال لها فجاة وكان معهما بعض اقاربه هل تصلين ياروز فقالت له طبعا فقال ادعى لى فى صلاتك ثم التفت لسيدة انيقة وقال مدام نهلة رزو تعرف الاستاذ عبد الوهاب وقال لروز انها زوجته وحبيبته مضت روز وهى تشعر ان ساعات قليلة تفصل هذا الرجل عن الرحيل وفى مساء هذا اليوم ذهبت اليه ولاول مرة تجده نائما بعمق وفى صباح الاربعاء دخلت عليه لتجده مبتسما يقرا جريدة عربية ويجلس على الكرسى حليق الذقن وقال انه يشعر بتحسن اليوم فقد نام نوما عميقا ولم تذهب اليه الا فى السابعة مساءا ووجدته شاحبا متالما متالما يطابها باخبار الطبيب انه يشعر بان جسده كله يؤلمه ولاول مرة لاحظت عصبيته وفى التاسعة كانت موعد الحقنة التى يعطيها له دكتور وليامز وبعد اقل من نصف ساعة وجدت من يستدعيها على عجل الى حجرته لتجد ان فراشه تحول الى اللون الاحمر من كثرة النزيف وطالبت الايظل احد بالحجرة واجتمع طاقمه الطبى كاملا وحاولوا المستحيل ولكن فى العاشرة مات الرجل الطيب الظريف صديق روز وصديق الايام القليلة الذى احبت ابتسامته ورقته وقد ترك حليم فى نفسها اسى كبيرا فبعد ان عاد ال بلده بعد وفاته دخلت الحجرة ونظرت الى الشرفة والمائدة والمقعدين وسقطت منها دمعة لفراقه
انها دمعة روز مارى التى عرفته اياما قليلةسلاما اليك فى رقدتك ايها الفتى الذى كتب على جبينه ان يهواه كل من يعرفه فقد شق الجليد وجعل روز مارى تبكى لفراقه يرحمه الله