من مجلة الاذاعة والتليفزيون
عندما قام الموسيقار محمد عبد الوهاب بتلحين تلك الكلمات التى نظمها مرسى جميل عزيز لم يكن فى مخيلته ان الاقدار سوف تسوقه الى انن يغنيها هو بل كان يلحنها للعندليب وكان من المفروض ان يغنيها حليم بعد عودته من رحلة العلاج من لندن فقد طلب منه ان يحفظها فى اوروبا حتى تسجل وتغنى فى مايو فى حفل الربيع 77 ويبدو ان حليم كان ينتظر اللحظة التى يشفى فيها من اجل ان يعود للغناء بفارغ الصبر من خلال اغنية من غير ليه التى رددها كثيرا اثناء مرضه بدليل ماحكاه مجدى العمروسىفى كتابه عبد الوهاب الانسان والفنان فقد عثر العمروسى على تلك الاغنية فى الكوميدينو المجاور لسرير حليم فىالمستشفى بعد ان اسلم الروح فى 30 مارس 77 ويقول العمروسى بعد وفاة حليم اخذت الشريط ووضعته فى جيبى وكان حليم اثناء وجودنا فى لندن قد نقل من الشريط نسخة وقد فهمت انه نوى ان ينقل الشريط الى الامير عبد المجيد بن عبد العزيز صديقه المقرب الذى كان يزوره باستمرار وتانى يوم قلت لحليم انت نقلت من غير ليه لعبد المجيد وقال ايوة ولكن حلفته على المصحف الاينقلها لاحد
وقد ظل الشريط الذى يحمل صوت عبد الوهاب وحليم ايضا عند العمروسى منذ77 حتى 87 وحزن عبد الوهاب على حليم حزنا شديدا واصيب باحباط شديد وسعى كثير من المطربين والمطربات للفوز بالاغنية غير ان عبد الوهاب كان يتهرب تارة وينفى بوجود الاغنية تارة اخرى فقد شعر ان هذه الاغنية لم تصنع الالحليم لكى يغنيها وازاء اصرار عبد الوهاب نصحه بعض الاصدقاء ان يغنيها هو بصوته وعبد الوهاب بطبيعنه المليئة بالوساوس غير وبدل فى لحنه عدة مرات قبل ان يرسله الى حليم مسجلابصوته وعلى عوده حتى بعد رحيل حليم استمع للحن عشرات المرات قبل ان يرسله الى احمد فؤاد حسن رغم ظروف مرضه ولكن ميشيل المصرى هو الذى قا م بالتنفيذ الموسيقى للحن وطلب عبد الوهاب من العمروسى ان يرسل له الشريط واخذ يستمع للاغنية من جديد ويسترجع الذكريات التى جمعت بينه وبين حليم بخصوصها وبدا يبحث الوسائل التى يتم من خلالها تسجيل الاغنية بصحبة الفرقة الماسية وكان لابد من احضار جهاز من لندن يحمل اسم درومير لازالة اى عيب فى الصوت وقبل ازالة ملامح صوت حليم فى الشريط وقد اشار عليهما بذلك الموسيقار سمير حبيب وقد سافرت من اجل انجاز تلك المهمة نهلة القدسى حرم عبد الوهاب وبالفعل احضرت الجهاز وعندما بداوا فى التسجيل وجدوا ان نتائج الجهاز كانت باهرة وخرج صوت عبد الوهاب رائعاكعادته واداؤه اجمل مايمكن سواء للجزء الذى غناه فىالاستديو والجزء الماخوذ من الشريط المسجل وشعر عبد الوهاب بالرضا
وبدا يبحث عبد الوهاب بصحبة العمروسى ميعاد طرح البوم من غير ليه وفوجى العمروسى بسؤال غريب منعبد الوهاب وهو اين سنضع الماستر فى مصر القاهرة جوها حار واخشى ان الحرارة تفسد الماستر وقفزت فكرة غريبة فى راس العمروسى وهى ان يترك الماستر بصحبة حماته التى تعيش فى الاسكندرية ووافق عبد الوهاب وسافرا سويا الى لندن واجرى العمروسى عدة جراحات فى القلب وحاول ان يقنع عبد الوهاب بعودته الى القاهرة من اجل ان يطرح الالبوم خصوصا مع طول فترة علاج العمروسى ولكن عبد الوهاب رفض واصر على عدم طرح الالبوم الابعد عودته للقاهرة وكى يشرف بنفسه على نزول الالبوم الى الاسواق وكان عبد الوهاب بخفة دمه التى لم تفارقه فى تلك الرحلة كثيا مايقول لزوجة مجدى هل تطمئنين على صحة والدتك من وقت لاخر فتجيبه ضاحكة اطمئن يااستاذ الشريط فى الحفظ والصون
فلقد كانت تلك الاغنية تحديا تمثل قيمة كبيرة لعبد الوهاب وقد حلل بعض المؤرخين الموسيقيين ذللك بارتباط تلك الاغنية بعبد الحليم حافظ