لم يقعن في غرام >حليم< أو ينبهرن برومانسيته
http://www.el-mahrousaonline.com
مجلة المحروسة
الفنانة مريم فخر الدين
عندما سألناها.. أجابت علي الفور: الرجل كان مريضا بالبلهارسيا المستبدة فلماذا أتزوجه؟ >هو أنا كنت وحشة<، وتابعت بعد إجابتها الصادمة.. حليم علي الشاشة >يجنن< أما في الحياة فهو إنسان مسكين تشفق عليه لا يصلح للحب ولا للزواج ويمكن أن ترجع إلي أي طبيب وتسأله في هذا الأمر، لهذا لم أصدق >سعاد حسني< عندما قالت قبل وفاتها علي صفحات الجرائد والمجلات إنها تزوجت عبدالحليم حافظ، فالراحل كان في حاجة إلي ممرضة ترعاه وليس في حاجة إلي زوجة لها متطلباتها العاطفية، كما أنني لم أفكر فيه عاطفيا لسبب آخر وهو أنني كنت مرتبطة في هذا الوقت بالزواج من المخرج الوسيم محمود ذو الفقار والد ابنتي >إيمان<، وتضيف مريم.. لو لعب القدر لعبته وكان لي نصيب في الزواج من >عبدالحليم< كانت حياتي أصبحت >زي الزفت< لأنه كان سيموت بين يدي وكنت سأبكي عليه طول العمر، الحمد لله لم يحدث هذا، فرغم أنني تزوجت أربع مرات لكن لم يمت أحد أزواجي وأنا في عصمته< فأنا لا أحب أن أكون فألا شؤما علي أحد.
أما كلمة >أحبك< فلم أكن أحب سماعها من عبدالحليم لأنه كذاب وكل عواطفه تمثيل في تمثيل، فهو عندما يقول >أحبك< لا يقولها لمريم أو نادية أو سعاد أو غيرهن من البطلات اللاتي وقفن أمامه علي الشاشة الفضية، ولكن يقولها بصدق للشخصية التي أجسدها أنا أو غيري من النجمات، فحليم لم يكن يحب إلا نفسه.
الفنانة نادية لطفي
شاركته اثنين من أجمل أفلامه هما >الخطايا< و>أبي فوق الشجرة< وغني لها العديد من الأغنيات العاطفية الجميلة مثل الحلوة، قولي حاجة، جانا الهوي سألتها هل أحببت عبدالحليم؟ قالت إذا كنت تقصد عبدالحليم الفنان نعم أحببته، لكن كإنسان ارتبطت معه فقط بعلاقة صداقة وأخوة أكثر من علاقة الحب.
وتواصل كلامها قائلة: عملت مع حليم في السينما واقتربت منه كثيرا ولكني لم أعرفه جيدا إلا حين سافرت معه للخارج في رحلة فنية، وكانت هذه الرحلة إلي سوريا وخلال الرحلة عرفت معني أن يكون الإنسان محبوبا من الجميع، ومطلوبا من الجميع فعبدالحليم لم يكن مطربا جميل الصوت فقط بل كان له حضور وقبول وذكاء ويمكنني أن أقول إنه أذكي من قابلت حتي الآن، وعبر ذكائه عرف كيف يكسب كل من حوله ويكسب جماهيره، لم يكن كما أشيع عنه مغرورا أو لا يطاق وخلال وجودنا في سوريا علم أن أحد الفنانين السوريين المعروفين في نطاق ضيق بين الجماهير قد توفاه الله وبحاسته الإنسانية أدرك أن هذا المغمور في حاجة إلي مساندته حتي وهو راحل عن الدنيا فما كان منه إلا أن أسرع إلي حيث تشييع الجنازة وشارك فيها، وفي اليوم التالي خرجت الصحف السورية وفيها أخبار وموضوعات عن الفنان الذي شارك في جنازته عبدالحليم، وهكذا جعل حليم اسم هذا الفنان علي كل لسان في سوريا.
وتؤكد الفنانة لبني عبدالعزيز
التي شاركته بطولة فيلم >الوسادة الخالية< وغني لها وهو ينزف ألما >في يوم من الأيام<، >مشغول وحياتك< وغيرها.. أن عبدالحليم حافظ.. لم يكن كرجل ينتمي إلي الـ Style الذي يعجبها، وبالتالي لم تقع في غرامه ولم تتمن أن يجمعها معه عش صغير.
وتضيف >لبني< أثناء دراستي في الجامعة الأمريكية وعملي في ذاك الوقت في البرنامج الأوروبي وقبل دخولي عالم السينما حاول عبدالحليم أن يتعرف إلي وتجمعني به علاقة عاطفية، وطلب أكثر من مرة من أستاذتي ورئيستي في الإذاعة السيدة >تماضر توفيق< أن يتعرف إلي، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، ففي هذا الوقت كنت مشغولة جدا ما بين دراستي وعملي في الإذاعة ونشاطي الاجتماعي والفني، حيث كنت ممثلة الجامعة الأمريكية الأولي وعلي مسرح الجامعة قمت ببطولة روائع المسرح العالمي، لكن في أحد الأيام وبالمصادفة البحتة حضر إلي الإذاعة وعرفتني به السيدة تماضر فوجدته شابا بسيطا، جذابا، ارتبطنا بعلاقة صداقة، توطدت بعد أن شاركته بطولة فيلم >الوسادة الخالية< للكاتب إحسان عبدالقدوس جارنا في حي جاردن سيتي وصديق والدي وصديق حليم أيضا.
وأثناء عملنا بالفيلم كان عبدالحليم كريما يتمتع بخفة دم وحاول أكثر من مرة أن يلفت انتباهي إليه عاطفيا، لكنني كنت أضع ستارا حديديا حول نفسي ولا أسمح لأحد مهما كان أن يتجاوز معي أو يختصر المسافات، وفي الاستراحة بين المشاهد كنت أخرج من حقيبتي رواية أو كتاب أقرأ فيه حتي يحين موعد تصوير مشاهدي، وكان حليم في الاستراحات يحاول أن يلاطفني ويقول لي كلمات منمقة ويثير اهتماماتي فكان دائما ما يسألني سمعت آخر نكتة، وقبل أن أجيبه يبادرني بقولها، لأنه كان يعلم أنني خجولة ومنطوية علي نفسي، رغم ثقافتي الغربية وحبي للتحرر، لكنني نشأت علي عادات وتقاليد صارمة، هذه التقاليد ورثتها عن جدتي التركية.
أما الفنانة الكبيرة صباح
بطلة فيلمه الجميل >شارع الحب< فقد صرحت بأنها لم تفكر يوما في عبدالحليم كرجل لأنه كان بعيدا عن مواصفات فارس أحلامها في هذا الوقت! ولكنها كانت حريصة جدا علي أن تشاركه بطولة أحد أفلامه، حتي إنها تنازلت عن جزء كبير من أجرها نظير بطولة فيلم >شارع الحب< الذي قام بإخراجه المخرج العبقري عزالدين ذوالفقار، الذي شجعها علي القيام ببطولة الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا في دور العرض أثناء عرضه، ومازال يحظي بهذا النجاح أثناء عرضه في القنوات الفضائية.
الفنانة >نجوي فؤاد<
قدمت مشهدا واحدا في فيلم >شارع الحب< فحققت من خلاله شهرة عريضة ولها العديد من الذكريات الجميلة والطريفة مع حليم، في البداية تعترف اعترافا طريفا، تقول: منذ صغري وأنا أميل لأصحاب السن الكبيرة لذلك كنت أبحث وأنا في المدرسة عن أحد المدرسين رغم فارق السن الكبير بيننا، وكنت أعشق الكاتب إحسان عبدالقدوس، وتمنيت أن أتزوجه، فالشعر الأبيض يمثل بالنسبة لي الأب الذي فقدته والرعاية التي حرمت منها والحنان الذي بحثت عنه منذ أن كان عمري ستة أشهر، لهذا لم أقع في غرام العندليب الأسمر، ولم أتمن أن أسمع منه كلمة أحبك التي قالها للفنانة شادية في فيلم >معبودة الجماهير< وفضلا عن ذلك كنت أثناء عملي معه في فيلم شارع الحب زوجة لصديقه >الأنتيم< الموسيقار أحمد فؤاد حسن، وبالتالي كانت علاقتنا أخوة وصداقة وظلت هذه العلاقة وطيدة حتي رحيله، فكان يعاملني مثل شقيقته علية بالضبط وخصني بالعديد من أسراره العاطفية ومشاكله الخاصة.
ولو تقدم وطلب يدي لكنت رفضت حتي بعد طلاقي من أحمد فؤاد حسن لأنني منذ البداية لم أفكر فيه عاطفيا ولم أنجذب له، لأن أي امرأة أو فتاة في العالم عندما تقابل رجلا لأول مرة وتجد أن بينهما >كيميا< تبدأ علي الفور في التفكير كيف تلفت انتباهه، وهذا لم يحدث معي مع حليم الذي وضعته منذ البداية في خانة الأخ والصديق، وهو أيضا عاملني بالمثل، وكان لا يشارك في أي حفل بدوني لأنه كان يتفاءل بي.
وأعتقد أننا لو تزوجنا لكانت حياتي انقلبت إلي جحيم، فأنا غيور في حبي ولا أتحمل دلع ومشاغبة المعجبات، وهذه الغيرة تدمر الحياة الزوجية.
زيزي البدراوي
بطلة فيلم >البنات والصيف< التي تمردت عليه في الفيلم بعد أن أرسل لها >جوابا< مفعم بالحب والرومانسية وارتبطت بالفنان يوسف فخر الدين فغني لها حليم >راح.. أخذ قلبي وراح< جاءني صوتها هامسا وهي تقول كل بنات مصر والعالم العربي كن يتمنين الزواج من عبدالحليم، إلا أنا لأنني في هذا الوقت كنت مرتبطة عاطفيا بابن الجيران الذي سلبني عقلي ولأن >مراية الحب عمياء< كما يقول المثل الشعبي فكنت أشعر بأن حبيبي أهم من أي رجل وأجمل من عبدالحليم حافظ أو غيره، فكنت أنام علي صوته وأصحو علي حبه، ولم يخطر ببالي أن تجمعني بالعندليب قصة حب لاسيما أنني وحبيبي كنا نعيش قصة حبنا علي وقع أغنياته، كما أن عبدالحليم وأثناء عملنا في فيلم >البنات والصيف< ارتبط عاطفيا بالفنانة سعاد حسني وكنت أنا رسول الغرام بينهما.
ميرفت أمين
بطلة فيلم >أبي فوق الشجرة< عندما توجهت إليها بأسئلتي وعادت بالذاكرة لهذه الفترة أشرقت ابتسامتها وخرجت منها تنهيدة تؤكد أنها تعود لعرض جميل وفن رائع وحب حقيقي وسينما بجد، وبصوت يحمل نغمات موسيقية شديدة الخصوصية قالت: نعم أحببت عبدالحليم حافظ وشعرت بالغيرة عليه خصوصا أنني كنت في سن المراهقة وكان نجمي المفضل، وفي هذا الوقت لم يحقق فليمي الأول >نفوس معقدة< أي نجاح يذكر وفوجئت بأن الحاج وحيد فريد مصور فيلمي الأول رشحني للمخرج حسين كمال الذي كان يستعد لإخراج فيلم >أبي فوق الشجرة< وكان من المقرر أن تكون البطلة أمام عبدالحليم حافظ الفنانة الراحلة زيزي مصطفي التي حققت نجاحا كبيرا مع حسين كمال في فيلم >البوسطجي< لكن تم استبعادها بسبب عدم قدرتها علي إنقاص وزنها، وجاءني أوردر يطلب مني الذهاب لمنزل عبدالحليم حافظ فأحسست بالرعب والتوتر ولم أصدق نفسي معقول؟! أنا سألتقي عبدالحليم حافظ الذي تتمني أي فتاة مجرد نظرة عابرة منه، ذهبت ودخلت غرفة مكتبه ومرت دقائق الانتظار وكأنها ساعات وفجأة وجدت عبدالحليم أمامي، ارتبكت ونظرت للأرض ولم أدر ماذا أقول من شدة عدم تصديقي، وعملنا الفيلم وحقق نجاحا غير مسبوق، ومازال حتي الآن يعرض في دور العرض رغم مرور السنين وكان هذا الفيلم فرصة لتأكيد وجودي، لأن الفتاة التي يحبها العندليب لابد من أن يحبها جمهوره، وبالفعل كان الفيلم أقوي بطاقة تعارف بيني وبين الجمهور.
وأثناء عملي بالفيلم أحببت عبدالحليم وتمنيت الارتباط به وكنت أغير عليه من المعجبات عندما يلتففن حوله أثناء التصوير، لكني وبعد انتهاء الفيلم وبعد مرور هذه السنين لا أعرف حتي الآن، هل ما مررت به كان حبا صادقا أما مجرد انبهار وإعجاب فتاة صغيرة بفنان كبير تتمني كل البنات الارتباط به؟