محمد عبد الوهاب
ولد الفنان الكبير محمد عبد الوهاب في القاهرة عام 1896 تقريباً وكان والده يتعاطى مهنة تعليم الأولاد في مسجد الشعراني بحي الشعرية في القاهرة.
نشأ عبد الوهاب منشأ بسيطا لم يعرف للحياة قدرها ولا لنفسه مقدارها فكان يجوب الأزقة مرتديا جلبابه البسيط مع أبناء حيه يسرحون ويمرحون ويغنون وينشدون، وكانت فطرة عبد الوهاب وحبه للغناء طبيعية وموهبته الفنية فطرية ولذا كان يقتل اكثر أوقاته في الغناء مقلقا راحة الجيران بصوته الذي كان معجبا به هو ذاته.
على أن الحظ إذ قدر للإنسان أن يناله فقد يناله عن طرق غريبة عجيبة قد لا تخطر على بال. إن محمد عبد الوهاب قد تسلق سلم المجد عن طريق تجواله في الشوارع وارتياده المسارح العامة إذ ساقت الأقدار لهذا الفنان ورفاقه في الحي الذهاب إلى تياترو دار السلام بحي سيدنا الحسين لمشاهدة تمثيلية لفرقة فوزي الجزائرلي فدخلوا الصالة بعد أن دفع كل منهم عشرة مليمات ثمنا للتذكرة ولما انتهى الفصل الأول من الرواية وأسدل الستار على الممثلين قام هؤلاء الأولاد رافعين أصواتهم بالغناء ولكن هذا الغناء كان على سبيل التسلية والمرح فصفق لهم الجمهور سخرية واستهزاء، غير أن رئيس الفرقة التمثيلية فوزي الجزائرلي لم يسخر من هؤلاء الفتيان بل تقدم إليهم ودعاهم للغناء على المسرح مما أثار دهشة المتفرجين والمستمعين ولكن الطفل محمد عبد الوهاب اهتزت جوانبه أمام هذه المفاجأة والأمر الواقع وتعذر عليه الانسحاب فصعد عبد الوهاب على المسرح وراح يغني مع رفاقه فطرب الجمهور من فرقة الأطفال وصفق لها طويلا واستعاد أغانيها مرات ومرات فما كان من فوزي الجزائرلي إلا أن اكرم فرقة الأطفال بشلن كامل لكل واحد منهم وتكررت الزيارة في أيام أخرى إلى هذا المسرح وتكررت الشلنات حتى أصبحت هذه الفرقة من مستلزمات مسرح الجزائرلي ومن ضرورات العرض الساهر وجزءا من الأساس في كيان فرقة الجزائرلي.
وفي عام 1917 بعد وفاة الشيخ سلامة حجازي أتلف نجله عبد القادر حجازي فرقة تمثيلية لتقديم الروايات الأدبية وكان عبد القادر حجازي يقوم بالدور الأول في التمثيل والغناء، ولما كان صوته لا يؤدي المطلوب فكان يحرك شفتيه ومحمد عبد الوهاب يغني اللحن من وراء ستار ثم عمل محمد عبد الوهاب في فرقة عبد الرحمن رشدي مغنيا بين فصول الروايات إلى جانب المطربة فاطمة قدري قتلا للوقت ولم يكن له آنذاك معجبون يقدرون فنه، وظل على هذا الحال يتنقل من فرقة إلى أخرى طلبا للرزق حتى عاد أخيرا إلى فرقة عبد الرحمن رشدي مرة ثانية وكان بين أفراد فرقته عبد الخالق صابر الذي شغل فيما بعد منصب وكيل وزارة الدفاع. وكان صابر يجيد إلقاء الأغاني البلدية والمواويل فشجع عبد الوهاب على الغناء والإستزادة من معرفة هذا الفن وكشف أسراره .
كان المعهد الموسيقي الملكي في ذاك الحين قد افتتح حديثا فانتسب إليه عبد الوهاب ولكنه لم يمكث فيه طويلا بل انتقل إلى معهد موسيقي خاص وكان يزامله فيه المرحوم مصطفى رضا وصفر علي اللذان احتلا فيما بعد إدارة المعهد الموسيقي الإدارية والفنية فاستفاد عبد الوهاب بعض ثقافته الموسيقية من هذه الدراسات ثم أكمل دراساته الموسيقية على يد المرحوم الشيخ علي الدرويش الحلبي الذي تعاقدت معه حكومة القاهرة على التدريس في المعهد الموسيقي العالي.
أما ألحان محمد عبد الوهاب فكان لها أربعة أدوار ومدارس واعتبره الرأي العام المجدد الأول للغناء العربي،
فالدور الأول ظهرت فيه أغاني يا جارة الوادي وكلنا نحب القمر وبالله يا ليل تجينا وغيرها فكانت هذه الأغاني من نوع خاص يسميه الأدباء بالسهل الممتنع، فشعرت الكافة والخاصة بأن دماً جديداً قد داخل الأغنية العربية وأصبحت أغانيه على كل لسان تتردد وفي كل سمع تتصدر وداخل كل قلب تنبض، فتزعمت هذه المدرسة مركز الطليعة في الميدان الموسيقي الغنائي وأصبح لها أنصار ومريدون وتهافت التجار من أصحاب شركات الاسطوانات على تسجيل أغانيه فانتشرت تتغنى على كل مسرح وأصبحت أغاني محمد عبد الوهاب هي المادة الرئيسية في الثقافة الفنية لكل مطرب ومنشد وهاو للطرب .
لم تقتصر مدرسة محمد عبد الوهاب على إبداع أغاني الطرب الكلاسيكية بل تعدتها إلى المرحلة الثانية من مدرسته الإبداعية وكان دور الأغاني الوصفية، فظهرت أفلامه السينمائية وكان لها دوي هائل في ميدان الغناء العربي.
وفي اللون الوصفي الجديد الذي أتى به هذا الفنان الموهوب والوصف هو إدراك سر الكلمة وتلبيسها اللحن المناسب لها، واعتمد محمد عبد الوهاب في هذا العمل على ذكائه أكثر من اعتماده ومعرفته ولذا كان وصفه مجازياً أكثر من كونه حقيقياً. فمثلاً من ألحانه المجازية أغنية يرثي بها حبيبته وهو بين قبور الموتى بقوله في فلمه يحيا الحب قوله يا من سعيت إليها يقودني نار قلبي يا من جنيت عليها هذه جناية حبي أن لحن هذا المقطع ليس بالحزين كما هو مفروض من النص الشعري بل انه لحن مفرح راقص، وهكذا كانت بعض ألحانه في بقية أفلامه ممنوع الحب رصاصة في القلب ثم في ألحانه التي كانت لغير أفلامه.
وفي الدور الثالث لهذه المدرسة الموسيقية أخذ عبد الوهاب يلحن القصائد الطويلة بأسلوب جديد يختلف عن الدورين الأولين فظهرت أغاني الجندول والكرنك وكانت حدثا جديدا هائلا في ميدان الغناء العربي ولكن هذه الأغاني على روعتها وعظمتها لم تنس الناس أغاني الدور الأول، تلك الأغاني التي رفعت عبد الوهاب إلى زعامة الميدان الموسيقي والغنائي في العالم العربي، إنها أغان كانت تخرج من القلب وتدخل كل قلب لم يداخلها التصنيع في تركيبها ولا التقليد في هيكلها.
لقد كانت استمرارا لمدرسة الشيخ سيد درويش ولذا كانت قريبة من كل مزاج ومتغلغلة في كل نفس.
إن إنتاج الدور الرابع قد هبط عن مستوى الألحان المألوفة في هذه الحقبة الزمنية لا فإنتاج محمد عبد الوهاب هو دوما فوق المستوى المألوف ولكن الحديث عن ميدان وصاحب مدرسة وصل في الماضي بإنتاجه إلى ذروة الجادة والجمال إذا قورن بإنتاجه بين الدور الأول والدور الرابع فلا شك أن الفارق كبير بينهما فها هي قصيدة يا جارة الوادي يعاد تسجيلها على اسطوانات تجارية للمطربة فيروز بعد ست وثلاثين عاما وتجد هذه الأغنية إقبالا لا مثيل له ولا أظن أن أغنية أراعيك قيراط تراعيني قيراطين تجد مثل هذا الإقبال إذا أعيد طبعها بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة بل أن هذه الأغنية قد ماتت وهي لا تزال في المهد الأمر الذي يوضح الحقيقة الواقعة وليس معنى ذلك أن الأستاذ محمد عبد الوهاب قد تناقصت مقدرته التلحينية فألحانه للسيدة أم كلثوم في أنت عمري وأمل حياتي تثبت أن عبد الوهاب لا يزال في ذروة الميدان الموسيقي، ولكن عبد الوهاب كما يبدو أبى أن يعترف بواقع سنه فصاغ ألحانه في دورها الرابع بما يتناسب مع ما وصل إليه صوته فكانت كما سمعها الناس في وضعها الراهن.
لحن عبد الوهاب الكثير من الأغاني الخفيفة في بدء حياته الفنية ولكنه عندما تعرف على المرحوم أحمد شوقي أمير الشعراء فتحت له الدنيا أبوابا جديدة كانت موصدة أمامه فيما قبل فظهر لعبد الوهاب أحلى القصائد وأطرب الأغاني وأمتع الألحان. والخلاصة أن محمد عبد الوهاب هو رائد الموسيقى في هذا الجيل وكانت ألحانه في أدوارها الأربعة ممتعة مطربة لسائر الأفراد على اختلاف أمزجتهم وطبائعهم وثقافاتهم ويعتبر من أساتذة الدور الرابع للمدرسة الموسيقية الحديثة بحق وجدارة
فريد الأطرش
(1915 - 1974)
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المراجعة الحالية (غير مراجعة)اذهب إلى: تصفح, البحث
فريد الأطرش
معلومات عامة
الاسم عند الولادة فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش
تاريخ الولادة 19 أكتوبر 1915 - القريا - السويداء - سوريا
تاريخ الوفاة 26 ديسمبر 1974 - بيروت - لبنان عن 59 عام
النوع طرب
المهنة مغني، ممثل، موسيقي، ملحن
آلات موسيقية العود
نوع الصوت طرب
سنوات النشاط 1941- 1974
الموقع الرسمي الموقع الرسمي لفريد الأطرش
آلات مميزة
العود
فريد الأطرش (19 أكتوبر 1915 - 26 ديسمبر 1974) [1] موسيقار و مطرب سوري[2]-مصري[3][4] ، ترك بصمات واضحة في الموسيقى والغناء العربي ويعد من أعلام الفن العربي.
محتويات [أخفِ]
1 نسبه
1.1 والده
1.2 والدته
2 حياته
3 قصة غرامه
4 أفلام فريد الأطرش
5 من أقواله
6 الكتب المؤلفة عنه
7 الشعراء الذين غنّى من أشعارهم
8 الفنانون والفنانات الذين لحنّ لهم
9 مراجع
10 اقرأ أيضا
11 وصلات خارجية
[عدل] نسبه
"فريد الاطرش" ينتمي إلى آل الأطرش إحدى العائلات العريقة في جبل الدروز جنوب سوريا هذه المنطقة المسماه جبل العرب أو جبل الدروز ، كان لها دور مهم في التصدي للاستعمار الفرنسي لسوريا سنة 1923وقد قام سلطان باشا الأطرش بإطلاق شراره الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الفرنسيين في سوريا .
[عدل] والده
فهد فرحان إسماعيل الأطرش من جبل الدروز في سوريا، تزوج ثلاث مرات: الأولى سنة 1899 وكانت زوجته طرفة الأطرش وأنجب منها ابنه طلال، والثانية سنة 1909 وكانت زوجته علياء المنذر، وأنجب منها خمسة أولاد: ثلاثة ذكور وهم: أنور وفريد وفؤاد وبنتان وهما: وداد وآمال التي غدت فيما بعد المطربة الشهيرة أسمهان. وفي السنة 1921 تزوج ميسرة الأطرش وأنجب منها أربعة أولاد: منير ومنيرة وكرجية واعتدال. توفي عام 1925 ودفن في مدينة السويداء في سوريا.
[عدل] والدته
الأميرة علياء حسين المنذر وهي مطربة تمتعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا، وهو لون غنائي معروف في سوريا ولبنان. تأثرت بمطرب العتابا اللبناني يوسف تاج الذي اتبّعت أسلوبه فيما بعد المطربه صباح ، توفيت سنة 1968 ودفنت في بلدة الشويت في جبل لبنان حيث كان للعائلة منزلا هناك إضافة إلى منزلهم الكبير في بلدة القريا في ( السويداء ) جبل الدروز بسوريا .
[عدل] حياته
فريد الأطرش عازفا بالعود في إحدى حفلاتهولد فريد الأطرش سنة 1915 و في رواية 1910في بلدة القريا في جبل العرب. و قد عانى حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته، من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الاطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسوريا. عاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان. التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية ((الخرنفش)) حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت كوسا بدلاً من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا. ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة. التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك.
نفد المال الذي كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهذا ما دفعها للغناء في روض الفرح لأن العمل في الأديرة لم يعد يكفي. وافق فريد وفؤاد على هذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب.
حرصت والدته على بقاء فريد في المدرسة غير أن زكي باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى. عزف فريد في المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد في تلك اللحظة. إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة. وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود. أقام زكي باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار، أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح في طلته الأولى. بعد جملة من النصائح اهتدى إلى بديعة مصابني التي ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا في إقناعها بأن يغني بمفرده. ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء. بدأ العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد. ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الإسبوع فإستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الإمتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين إمتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت. غنى أغنية الليالي والموال لينتصر أخيرا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة. سجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) كلمات وألحان يحيى اللبابيدى فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الإسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.
استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وغيرهم وزود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (يا بحب من غير أمل) وبعد التسجيل خرج خاسرا لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور. عرف فريد عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان إتصاله بالقمار شيئا من تلك العادات السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وعرف أيضا حبه للخيل. ذات يوم وفيما كان في ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة وعلم في الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة فترك موت أخته أثرا عميقا في قلبه وخيل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه. تعرض إلى ذبحة صدرية وبقي سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل. وبينما كان يكد في عمله سقط من جديد وأعتبر الأطباء سقطته هذه النهائية، ولكن في الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام فكانت السقطة الثالثة وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة والرحمة لنفسه لأن قلبه يتربص به، وهكذا بعد كل ما ذاقه من تجارب وما صادف من عقبات عرف حقيقة لايتطرق إليها شك وهي أن البقاء للأصح. توفي في مستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية وذلك عام 1975 عن عمر 65 سنة
[عدل] قصة غرامه
(عمري ما حاقدر أنساكِ)، (رجعت لك يا حبيبي بعد الفراق والعذاب)، (أفوت عليك بعد نص الليل). هذه الأغنيات نظمها يوسف بدروس ولحنها فريد وقدمها لحبه الأول: سامية جمال عرّفه صديقه إلى حسناء في ميدان السباق وكانت تلك الفتاة تبثه الإعجاب وتطورت اللقاءات إلى حب فأصبحت حياته رائعة. ولكن ما أتى به الحب أخذته الغيرة العمياء، تعرف أيضا أثناء تصوير فيلم (إنتصار الشباب) إلى فتاة تفتش عن دور لها في الفيلم وتطورت العلاقة بينهما وما أن علمت أنه لا أمل من زواجها به حتى تزوجت من الأميركي شرد كنغ. وتعرف خلال عودته من باريس على الراقصة الجزائرية ناريمان التي كان ينوي الزواج بها. في فترة مرضه كان يتسلى بالمجلات حيث شاهد في إحدى المجلات فتاة أعجبته فطلب من أخيه وزوجته أن يذهبا ليخطباها له. تعجب أخيه لطلبه لكنه ذهب وزوجته بعد إصرار فريد فرجعوا خائبين إذا أن الفتاة مخطوبة وزواجها قريب. حبه الأخير كان لشادية لكنه لم يدم طويلا إذا إنتهى بزواجها.
[عدل] أفلام فريد الأطرش
طالع أيضا :قائمة أفلام فريد الأطرش
إشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وقد أنتجت هذه الأفلام في الفترة الممتدة من السنة 1941 حتى السنة 1975. أشهر الأفلام على الإطلاق و الذي جنى أرباحا طائلة هو فيلم حبيب العمر، لأنه مثل قصة حب حقيقية. أما فيلم عهد الهوى المقتبس عن الكسندر توماس الصغير عن روايته غادة الكاميليا.. و هذه الرواية لها قصة، ففي العشرينات من القرن الماضي، قام يوسف بيك وهبي بعرض مسرحية حول مادة الرواية، و شاركته البطولة الفنانة روز اليوسف و اسمها مرجريت أما اسمه أرمان، و كان هذا العرض قد أثار ضجة كبيرة و أرباح طائلة و هو من أوائل العروض المسرحية الكبيرة ليوسف وهبي. و بعد سنوات طويلة، قام يوسف وهبي بإقناع فريد بدور أرمان و مريم فخر الدين بدور مرجريت أما يوسف وهبه نفسه فأكتفى بدور الأب. و كان فريد الأطرش يختار القصص بعناية، و بالذات القصص التي تتقاطع و لو قليلا مع قصة حياته. ففيلم عهد الهوى هذا، يمثل فقدان الحبيب بعد أن غفر له كل زلاته أو حتى كبائره، و خداع الآخرين له.. و فيلم حكاية العمر كله، و هو من الأفلام المهمة لفريد، فيمثل ضياع العمر بالنسبه له، و عدم جدوى فائدة البحث عن الحبيب بعد ذلك. أما فيلم ودعت حبك و الذي أثار ضجة كبيرة حين عرضه، بسبب وفاة البطل في النهاية، فلم يقنع المتفرجين سوى خروج فريد فاتحا الستار ليقول للمتفرجين ها أنا ذا لم أمت. و لا ننسى فيلم رسالة من امرأة مجهولة و كم تقاطعت الأحداث مع قصة حياة الموسيقار الكبير فريد الأطرش. وكان الفيلم هذا تحولا في حياة الفنانة التي شاركته بطولة الفيلم، لبنى عبد العزيز، و غرس حب الموسيقار و طيبته. والتي طالما أنصفته و تكلمت بجرأة عنه غير مهتمة بآراء الآخرين التي تريد تذويب قيمة فن و مشوار هذا الموسيقار الكبير. و بالنسبة للخدمات الفنية الكبيرة التي قدمها الموسيقار الأطرش للفنانين الآخرين و الفنانات، يطفو على السطح ما صرحت به الفنانة اللبنانية صباح مؤخرا: لا عيب في أن أقول أن من رفعني و من قدمني للجمهور هو الموسيقار فريد الأطرش. حدث هذا عندما تنكرت الفنانة رولا لدور صباح في شهرتها ووقوفها معها. و لكن، سيدتي صباح، لم تنصفي الموسيقار في حياته، و لم تقولي هذا الشيء إلا الآن، بعد فوات الأوان. مع أن الموسيقار الأطرش لم يصرح إلا تصريحا واحدا يخص صباح عندما قال قبل وفاته: لم تقدرني صباح كما يجب، لقد قدمت لها خدمات تستحق التقدير.
طالع أيضا :قائمة أغاني فريد الأطرش
[عدل] من أقواله
في لحظة خيل لي أن الدنيا إنتهت، في لحظة ثانية بدت وكأنها تشرق من جديد، هل هي إبتسامة الأم وما تفعله في نفس وليدها؟
إنني منذ إستمعت إلى غناء وعزف أمي وأنا أسبح في هذا البحر الكبير كقطرة.
فالحب هو السلك الذي يضيء الحياة ويجدد النفس ويبسط الأمل جنات.
إذا غنيت فإن الكلمة حزينة، وإذا لحنت فإن النغم أكثر حزنا، وكأن الأغنية كلمة وموسيقى الجسر الوحيد للتعبير عن هذا الحب.
وعلمتني الحياة أن اليوم الذي يمر لايعود أبدا، وأنه ليس بالإمكان أن يعود مهما كانت المحاولة والبذل، الوقت هو أثمن ما في الحياة وأغلى من كنوز الأرض.
إن الحقيقة الأولى التي حدتني بالفعل هو هذا الواقع الذي صرنا إليه دفعة واحدة، كما أن الصدمة التي هزتني هو مشهد والدتي وهي تكد على شغل الإبرة إكراما لبعض العيش.
يخرج الإنسان من مشكلة ليواجه مشكلة ثانية، هل هو اختبار الحياة؟
كنت سعيدا رغم كل التعب الذي كنت أبذله في النهار فإحساسي أنني أعيل أسرة كان يمنحني قسطا من الرضى، وشعوري أنني أتعلم الموسيقى كان يمدني بالموسيقى.
إن النجاح إذا ما تم في ليلة بدا كأنه نسيج حلم...إن الحقيقة تكمن فيما هو مستمر وفيما هو دائم.
رحت أبتهل إلى الله لكي يمدني بالقوة ويبعد عني المرض أو أي زكام في الطريق، أما إذا لم يكن هناك من مفر، فليكن المرض بعد الإمتحان وليس قبله يا رب.
وحده الفنان يسعى إلى الحب ولا يشبع منه على ما أظن، فالحب هو السلك الذي يضيء الحياة ويجدد النفس ويبسط الأمل جنات.
دارت الكاميرا فدار قلبي معها، وتوقفت فلم يتوقف دوران القلب، كان خليطا من فضول وقلق وترقب يشبه مشاعر الأم لحظة الولادة.
أنا أعتقد أن الفنان لم يخلق للزواج، الفنان يتزوج فنه وهو ينجب ألحانا وأغنيات وأفلام.
علمتني الحياة أنها تيار مستمر متغير يتطلب العناد والحركة والمقاومة، أما من يتوقف فإن التيار يجرفه ويغرقه.
[عدل] الكتب المؤلفة عنه
كتب الباحثون عشرات الكتب تناولت فريد الأطرش. وقد تناول الباحثون فريد من جميع النواحي الإجتماعية والفنية والحياتية والعاطفية وغيرها. ومن هذه الكتب:
فريد الأطرش قصة حياته ومختارات من أغانيه - لسعيد الهيري.
فريد الأطرش بين الفن والحياة - لسعيد الجزائري.
فريد الأطرش لعبد الكريم عبد العزيز الجوادي - الشركة العالمية للكتاب، بيروت.
أول همسه (آلام وأنغام فريدالأطرش ) تأليف سعود بن عبد العزيز القويعي
أسمهان (ملهاة الحقيقة و مأساة اللغز) تأليف سعود بن عبد العزيزالقويعي ـ الرياض
فريد الأطرش- دار الآفاق، بيروت.
لحن الخلود فريد الأطرش- دار الآفاق الجديدة.
مذكرات فريد الأطرش. دار العودة, بيروت.
فريد الأطرش. دار مكتبة الهلال, بيروت.
النصوص الكاملة لأغاني فريد الأطرش. أبو العلا أحمد عبد الفتاح. دار التفكير, القاهرة.
فريد الأطرش بين الفن والحياة. لجنة من أصدقاء الفنان الراحل. دار المعارف, القاهرة.
فريد الأطرش نحو الخلود. مركز الحضارة العربية, القاهرة.
ديوان فريد الأطرش, القسم الأول والثاني. دار الشرق العربي, حلب.
ديوان فريد الأطرش, القسم الأول والثاني. دار الشرق العربي, القاهرة.
الموسيقار الكبير فريد الأطرش. نبذة عن حياته. مجموعة أغانيه. منشورات مكتبة التعاون, بيروت.
[عدل] الشعراء الذين غنّى من أشعارهم
غنى فريد الأطرش كلمات كثير من شعراء عصره ومن أشهرهم:
أحمد بدرخان
أحمد خميس
أحمد رامي
أحمد شفيق كامل
أحمد منصور
الأخطل الصغير (بشارة الخوري)
إسماعيل الحبروك
أمين صدقي
أنور عبد الله
أيمن الهيري
بديع خيري
بيرم التونسي
توفيق بركات
حسين السيد
حسين شفيق المصري
خالد الفيصل
أبو السعود الإبياري
شريفة فتحي
صالح جودت
عبد الجليل وهبة
عبد العزيز سلام
فتحي قورة
كامل الشناوي
مأمون الشناوي
محمد حلمي حكيم
محمود فتحي إبراهيم
مدحت عاصم
مرسي جميل عزيز
ميشال طعمه
يحيى اللبابيدي
يوسف بدروس
[عدل] الفنانون والفنانات الذين لحنّ لهم
لحن فريد الأطرش لعدد من الفنانين والفنانات العرب، ومن أشهرهم:
أسمهان
إسماعيل ياسين
تحية كاريوكا
ثريا حلمي
سامية جمال
سيد سليمان
شادية
فايزة أحمد
صباح
عصمت عبد العليم
فتحية أحمد
ليلى الجزائرية
مها صبري
نادية جمال
دلال الشمالي
وديع الصافي
عصام رجي
نادية فهمي
نور الهدى
وردة الجزائرية
فهد بلان
محرم فؤاد
كمال الطويل
1922 - 2003 ( 81 عاما )
كمال الطويل أحد أعلام الموسيقى العربية وأحد الملحنين المجددين ، والمستمع لأعماله يجد فيها بجانب الروح الشرقية انطلاقا نحو التجديد وبعدا عن التقليدية فى معظم ألحانه ، وهو من الملحنين القلائل الذين استطاعوا تقديم أفكار جديدة من المقامات المعتادة ، ومعظم ألحان كمال الطويل جاءت فى حقبة الخمسينات والستينات ، ورغم وجوده على الساحة حتى عام 2003 إلا أنه كان مقلا كثيرا في نشاطه الفني
رحلـــة الفـــن
تعلق الشاب كمال الطويل بالموسيقى منذ صغره ، وكان يهوى الغناء والتلحين ، وبدأ بارتجال بعض الألحان التى ذهب بها إلى الشيخ زكريا أحمد ليسمع رأيه فيها ، كان كمال يود أن يسمع بعض الثناء والتشجيع من الشيخ الكبير ، لكن الشيخ زكريا باغته بنصيحة قال له ..... اذهب لتتعلم العود أولاً
فكر الشاب المتحمس فى نصيحة الشيخ وقرر أن يعمل بها ، وخيرا فعل ، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية بالإسكندرية عام 1946 وكان أستاذه بالمعهد الفنان السكندرى [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط - للتسجيل اضغط هنا] حيث درس العود والمقامات والنوتة الموسيقية لمدة سنتين ثم انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته بمعهد الموسيقى العربية ليتخرج منه عام 1949
التقى كمال الطويل أثناء دراسته بعبد الحليم حافظ وانعقدت بينهما صداقة فنية امتدت لعقود وكان أول من لحن له
احترف الطويل التلحين طوال حياته ولم يقدم على الغناء بل إنه كان يمتنع عن تسجيل أى شيء بصوته! وعمل بالإذاعة المصرية إلى 1956 ثم بوزارة التعليم إلى 1965
خلال الخمسينات
قدم كمال الطويل نفسه للجمهور من خلال صوت عبد الحليم حافظ ، واشترك الاثنان فى أعمال كثيرة حققت انتشارا كبيرا وجماهيرية واسعة , وبصفة عامة فهى أغان عاطفية أو وطنية
من أشهر ألحان الطويل العاطفية لعبد الحليم حافظ فى يوم فى شهر فى سنة التى يقول مطلعها
فى يوم .. فى شهر .. فى سنة
تهــــدا الجــــراح وتنـــــــــام
وعمــــــر جــــــــــــرحى أنا
أطـــــــــول من الأيـــــــــــام
وهى إحدى قمم عبد الحليم حافظ ومن أشهر ما غنى
عام 1955 لحن كمال الطويل لأم كلثوم قصيدة لغيرك ما مددت يدا من كلمات طاهر ابو فاشا ، ، وفى عام 1956 قدمت له أم كلثوم قصيدة أخرى هى غريب على باب الرجاء من كلمات طاهر ابو فاشا أيضا ، ولم تكن تغنى إلا للثلاثة الكبار محمد القصبجى ، زكريا أحمد ورياض السنباطى ، وقد سبقه بعام واحد فى التلحين لها من الملحنين الجدد محمد الموجى فى نشيد يا مصر إن الحق جاء من تأليف أحمد رامى
عرف فن الخمسينات فى مصر بالاتجاه الوطنى ، وكانت الأغانى الوطنية ، بحكم المناخ السياسى ، هى الأعلى صوتا رغم وجود الكثير من الألوان الأخرى ، وقد نجح كمال الطويل فى ركوب هذه الموجة الوطنية التى سبقه إليها الملحنون الكبار مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى ، واستعان بصوت عبد الحليم الشاب لينضم إلى قافلة الملحنين ذوى الأسماء اللامعة ، لكنه فى قفزة كبرى وأثناء حرب السويس عام 1956 قدم أقوى وأشهر ألحانه على الإطلاق بصوت أم كلثوم وهو نشيد والله زمان يا سلاحى من كلمات صلاح جاهين ، والذى أصبح النشيد القومى لمصر حتى عام 1971
وقد اشترك بهذا اللحن فى تقديم أحد أكبر ثلاثة أعمال وطنية فى تلك الفترة ، أما العمل الثانى فكان نشيد الله أكبر الجماعى من ألحان محمود الشريف ، والثالث نشيد دع سمائى لعلى إسماعيل غناء فايدة كامل ، وكلها فى قالب النشيد وساهمت كثيرا فى رفع الروح المعنوية وتعبئة الجماهير ضد العدوان الثلاثى
خلال الستينات
كون كمال الطويل مع صلاح جاهين وعبد الحليم حافظ ثلاثيا كان آلة الثورة الإعلامية الأولى
وكون صداقات وطيدة مع عديد من الشعراء أقربهم صلاح جاهين ، وكانت الأغانى الوطنية التى قدمها الثلاثى تعبر عن طموحات الثورة فى وقت السلم وأهمها الحرية والتنمية الشاملة والوحدة العربية وهى ألحان نالت قدرا هائلا من الشهرة والانتشار وحفظها الشباب عن ظهر قلب ، وقد استخدم فيها التيمات والإيقاعات الشعبية الأقرب إلى أسماع الجمهور ، منها حكاية شعب
(السد العالى) من كلمات أحمد شفيق كامل ، ومن كلمات صلاح جاهين أغنيات المسئولية ، بستان الاشتراكية ، صورة صورة ، يا أهلا بالمعارك ، بلدى يا بلدى ، وجميعها من غناء عبد الحليم الذى حالفه الحظ بغناء تلك الأغنيات التى أسهمت كثيرا فى صعود نجمه كمطرب الجماهير ، وكانت تلك الأغانى تقدم فى كل عام أغنية ، عادة فى شهر يوليو موعد احتفالات الثورة المصرية ، وكما استفاد منها عبد الحليم استفادت الثورة أيضا لأن تلك الأغنيات كانت تتمتع بشيئين هامين أولهما بساطة اللحن وشعبيته ، وثانيهما الكلمة الجديدة التى حملت من الأحلام الوطنية والاجتماعية ما لف الناس حولها بالملايين ، ومن الناحية اللحنية لم يكن أى منها فى قالب النشيد بل ألحان تحمل طابع الطرب الشعبى فى كثير من مقاطعها كما تحمل سمات الهتاف الجماعى فى بعض الفقرات ، وهو مزيج لم يقدم من قبل ونجح كمال الطويل فى هذا الابتكار كثيرا
فى الستينات أيضا قدم الطويل بصوت عبد الحليم عدة أغان عاطفية أبدعها بلاش عتاب ، وفى هذا اللحن أفكار موسيقية مستوحاة من الشرق والغرب عرضها الطويل فى قالب عصرى وخلفية هارمونية غاية فى الدقة والبراعة
فى أواخر الستينات
فاجأ كمال الطويل الجمهور بلحن لفاتنة السينما سعاد حسنى غنته أمام حسين فهمى رمز الوسامة فى السينما العربية ، وكانت أغنية يا واد يا تقيل الخفيفة فى فيلم خللى بالك من زوزو عام 1969 رغم خفتها وبساطتها شيئا جديدا تماما على الساحة الفنية ، فهى نقلة نوعية فى ألحان الطويل ، وإن لم تكن بالضرورة نقلة للأمام ، وغنتها ممثلة لم تحترف الغناء ، لكنها ذاعت وانتشرت بطريقة لم يسبق لها مثيل ، ولم تكن نقلة للملحن فقط فقد كانت للمؤلف أيضا وهو نفسه صلاح جاهين الذى كتب أغانى الثورة الوطنية ، وقد فاجأ هو الآخر الجمهور بكلمات خفيفة تجئ على لسان فتاة تتغزل فى ملامح الشاب الوسيم بعيد المنال الذى تتمنى حبه وتعلن له إصرارها على التعلق به ، ترى ما سر هذا التحول للملحن والمؤلف؟!
اشتركت أغنية أخرى فى فيلم لاحق هو أميرة حبى أنا فى خلق جو جديد بعيد عن أغنيات الحرب والقتال رغم ظهورهما بعد حرب يونيو وأثناء حرب الاستنزاف الشهيرة ، فغنت سعاد حسنى الدنيا ربيع والجو بديع ، وكأن شيئا لم يكن!
فى تلك الفترة انتكست ثورة يوليو بحرب يونيو 1967 ، ولم يعد من المناسب أو المقبول التغنى بأحلام أفاق الشعب على خلوها من أى قاعدة حقيقية ولا التغنى ببطولات جيش منهزم ، وتأثر الفنانون كما تأثر الشعب بآثار النكسة التى أصابت الجميع بإحباط شديد ، وانفض سوق الأغانى الوطنية ليحل محلها ذلك النوع من الأغانى البعيدة كل البعد عن التعبئة السياسية وإلإعلام الثورى
وكان نزول المؤلف الكبير والملحن الكبير إلى تلك الساحة إيذانا ببدء مرحلة من التراجع عن الإبداع المستقبلى وإبداله بفن التسلية
خلال السبعينات
فى عام 1973 وبعد ست سنوات من القلق واليأس والاكتئاب فوجئت الشعوب العربية بحرب أكتوبر كما فوجئ العالم كله ، وكانت المفاجأة ذات وجهين ، الأول مفاجأة شن الحرب ، والثانى مفاجأة الانتصار فيها ، استمرت موجات التقدم العسكرى شرق قناة السويس وفى الجولان وسط أفراح غامرة ، ثم أجهضت تلك الانتصارات بقرارات دولية لوقف إطلاق النار بعد أسبوعين فقط من القتال المصحوب بروح عالية وشعور متميز باسترداد الكرامة التى فقدت عام 1967 ، وتمنى الناس الاستمرار فى الحرب وإكمال تحرير الأرض لكن كل شيء توقف فجأة ، وقررت القيادات إكمال المسيرة بالسياسة بدلا من القتال ، عندها خشى الناس انقضاض العدو مرة أخرى وساد القلق من عواقب الاسترخاء العسكرى ، وقدم عبد الحليم حافظ أغنية خلى السلاح صاحي من ألحان الطويل فى عودة هادئة للأغانى الوطنية فى تلك الأيام التى أعقبت توقف القتال ، معبرة عن حرص الشعب على استمرار اليقظة تجاه العدو وحمل السلاح رغم قرارات وقف إطلاق النار بعد الانتصار السريع والمفاجئ ، لم تكن الأغنية نشيدا ولا هتافا ، وإنا نغمات حزينة على إيقاع هادئ لكنه يتصاعد تدريجيا ليصل إلى قمة تحذيرية فى كلمة صاحى
لم يصحب حرب أكتوبر اى عمل فنى ذى قيمة ، وقد قدم بليغ حمدى مجموعة من الأغنيات الوطنية أثتاء تلك الحرب لكنه لم ينجح فى اى منها ولم يكن لها أى نصيب من الجماهيرية ، وكذلك بعد الملحنين الآخرين عن الساحة رغم ظروف النصر ، وربما كان السبب سرية قرار الحرب الذى استلزم انعدام التعبئة الشعبية بعكس ما حدث فى الحروب السابقة ، ومن المفارقات الغريبة ارتباط الأناشيد الحماسية بالهزائم وارتباط النصر بالأغانى الهزيلة! وعند تلك النقطة تقريبا توقف السيل الفنى الوطنى القوى بشقيه الحماسى والشعبى ودخلت الأغنية الوطنية فى حلقة مفرغة من الأغانى مدفوعة الأجر تقدم فى ذكرى أكتوبر من كل عام ثم تذهب أدراج الرياح ، لكن نشيدا واحدا استطاع أن يبرز تلقائيا ويفرض نفسه على الساحة الشعبية والرسمية منذ عام 1967 وإلى يومنا هذا ، فقد تذكر الشعب نشيده القديم العظيم بلادى بلادى لملحنه الغائب الحاضر سيد درويش ، وأصبح الناس يرددونه فى كل مكان ومناسبة إلى أن أعلن نشيدا قوميا لمصر عام 1971 وإلى الآن
غنى من ألحان الطويل أفضل الأصوات مثل نجاة الصغيرة ، صباح ، وردة ، وعبد الحليم حافظ ، كما ألف موسيقى السلام الوطنى للكويت وموريتانيا ، ولعدة سنوات عمل كمستشار لوزارة الإعلام الكويتية
بعد رحيل عبد الحليم عام 1977 لم يقدم كمال الطويل ألحانا كثيرة لكنه قدم بعض الأعمال المتواضعة نسبة إلى إمكانيات الطويل وموهبته الفنية منها لحن على صوتك بالغنا لسه الأغانى ممكنة غناء محمد منير من كلمات عبد الرحمن الأبنودى ، وهى كلمات وإن كانت تدعو إلى التفاؤل تشير إلى مدى الاكتئاب الحاصل بعد كل هذه السنين من الاجترار السياسى والاجتماعى والفنى
قام الطويل أيضا بتلحين أغنية فيلم المصير ليوسف شاهين كما ألف الموسيقى التصويرية لأفلام ومسلسلات تليفزيونية منها مسلسل هو وهى بطولة أحمد زكى وسعاد حسنى ، وفيلم تسجيلى عن نجيب محفوظ
تلقى كمال الطويل جائزة الدولة التقديرية قبل وفاته بأيام وتوفى فى 9 يوليو 2003 بعد رحلة حافلة دامت 81 عاما اجتهد فيها ليقدم إبداعات أثرت الموسيقى العربية بكثير من التجديد واحتفظ فى نفس الوقت بأصالة الفن الشرقى
من ألحان كمال الطويل
بلاش عتاب - غناء عبد الحليم حافظ
فى لحن هذه الأغنية من مقام دو ماجير والتى قدمت فى أحد أفلام الستينات قدر هائل من الخيال
الموسيقى العذب ، وقد تفوق فيه الطويل الموسيقار على الطويل الملحن بمراحل فقد استخدم جملا موسيقية حديثة غاية فى الإبداع فى المقدمة والفواصل الموسيقية غلفها بتوزيعات موسيقية غنية وأداء أوركسترالى ممتاز
كما استخدم الآلات الغربية كالجيتار والبيانو فى تناغم تام مع الأوركسترا ، ومزج الطويل بين روح الموسيقى الكلاسيكية الغربية الفاخرة والموسيقى الغربية العصرية مع الاحتفاظ بطابع شرقى فى موسيقاه
استخدم الطويل أيضا التوزيع الهارمونى والكونترابونتى فى المقدمة وفى معظم المقاطع الموسيقية إلى جانب ، وهذا هو الجديد ، بعض المقاطع الغنائية أيضا ، وهو شيء نادر فى الموسيقى العربية
لكن مع هذا لم تتمتع المقاطع الغنائية بقدر كاف من الطرب الشرقى ، ومن المفارقات النادرة أن تتمتع الموسيقى بقدر أكبر من الطرب فى نفس الأغنية ، كما يلاحظ أن اللحن رغم طوله النسبى لم يشهد تحولا كبيرا فى المقامات ، والانتقال المقامى فيه كان محدودا جدا فهناك فقط ثلاثة انتقالات مقامية جاء أولها من دو ماجير إلى فا ماجير فى المقطع الثانى من الأغنية ثم موسيقيا إلى دو مينير فى المقطع الثالث وغنائيا إلى فا مينير فى نفس المقطع ومن ثم العودة إلى المقام الأساسى دو ماجير
وجملة نستطيع تمييز لحن بلاش عتاب كأحد الأعمال المتقدمة والتى كان يرجى للموسيقى العربية أن تقدم مثلها الكثير
الأخوان رحبانى
من أعلام الموسيقى العربية المعاصرة ، لعبا دورا هاما فى تحديث الأداء الغنائى العربى وارتبط اسمهما باسم المطربة فيروز منذ اللقاء بها فى أوائل الخمسينات ولأكثر من ثلاثة عقود
ويرجع نجاحهما إلى:
تقديم صوت فيروز فى أبهى صورة
لا شك أن صوت فيروز الباهر قد ساهم كثيرا فى إنجاح أعمال الأخوين رحبانى ، وقد تظهر أهميته إذا تصورنا أداء غير فيروز لتلك الأعمال ، وقد فهم الاثنان شخصية فيروز وأسلوب أدائها تماما ، وكان لهما الفضل فى تطوير ذلك الأداء حسب متطلبات العمل الفنى
استخدام أصول الفنون الشعبية
من أهم أسباب نجاح الأخوين ثباتهما على الجذور الشعبية للفن العربى ، وقد تنوعت صور الفن الشعبى فى أعمالهما بين الإيقاعات الشرقية والجمل المستوحاة من فنون الشام القديمة ورقصة الدبكة
جودة المحتوى النصى
سئل الأخوان عن الأهمية النسبية لعناصر الأغنية الرئيسية الثلاث الكلمة واللحن والأداء فأعطيا دور الكلمة 70% من مكونات اللحن ، وهذا يعنى الاعتماد أولا وأساسا على المضمون النصى مما يوحى باهتمامهم بالتعبير كهدف رئيسى للعمل الفنى الموسيقى ، كما يظهر حرصهما على ارتفاع مستواه
الدقة فى صياغة الألحان
بينما يلجأ كثير من الملحنين إلى صياغة ألحانهم بطريقة المونو فون ، وترك مهمة التوزيع الآلى لقائد الفرقة قام الأخوان بتوزيع ألحانهما ، وتمتعا بحس فنى عال مكنهما من اختيار الآلات التى تعبر عن كل فقرة أفضل تعبير ، وقد أكثرا من استخدام آلتى البيانو والأبوا الغربيتين فى مقامهما المناسب تماما ، ونجحا فى التعبير بهاتين الآلتين عن جمل موسيقية غاية فى الشرقية ، كما اتسم استخدامهما لآلات الإيقاع بالضبط الدقيق وانعدام الفوضوية
استخدام الأوركسترا الحديث
عمل الأخوان رحبانى بجد فى مجال ضبط المواصفات الفنية ، ولا شك أن دراستهما للموسيقى الغربية قد أفادتهما كثيرا ومكنتهما من الإشراف على دقائق العمل الفنى مما أدخله فى سيطرتهما الكاملة ، واهتما بتوفير نوعيات عالية من الآلات والعازفين واستديوهات التسجيل أيضا ، وقد تمتع الاثنان بطموح كبير لتطوير الأداء الموسيقى والاتجاه به نحو تحقيق علمية مفقودة وعالمية منشودة
البدايـــات
ولد عاصى ومنصور رحبانى فى قرية صغيرة بالقرب من بيروت لأب من هواة الموسيقى كان يعزف على آلة البزق التركية الأصل موسيقى سيد درويش ومحمد القصبجى ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من فنانى الشرق الذين ذاعت ألحانهم فى عشرينات وثلاثينات القرن العشرين
التحق عاصى ومنصور وهم فى سن المدرسة بفرقة موسيقية كنائسية ، وفى مقتبل العمر حاول الأخوان السير فى طريق الفن لكنهما اضطرا للعمل فى شرطة العاصمة كشرطيين ثم بعد سنوات وفقا للالتحاق بأكاديمية الفنون اللبنانية فدرسا الموسيقى الغربية ، وفى نفس الوقت قاما بالتدرب على فنون الموسيقى الشرقية
بعد تخرجهما قام الأخوان بالاشتراك فى إعداد برنامج إذاعى قدما من خلاله حلقات من الاسكتشات المغناة لفتت الانتباه إليهما ، وهو البرنامج الذى شهد لقاءهما بفيروز للمرة الأولى عندما قدمها إليهما الفنان حليم الرومى مدير الإذاعة اللبنانية كصوت واعد
أعمال الرحبانية
للرحبانية أعمال كثيرة تعد بالمئات والغالبية العظمى منها من غناء فيروز ، وقد اهتم الأخوان بتقديم تلك الأعمال مباشرة على المسرح فى قالب من نوع المسرحيات الغنائية ، ولهما أيضا بعض الأعمال التى أعادت تقديم التراث الموسيقى العربى مثل الموشحات الأندلسية والقصائد القديمة وبعض أعمال سيد درويش ومحمد عبد الوهاب
الاتجاهات الموسيقية
للرحبانية عدة اتجاهات واضحة فى الموسيقى نذكر منها
الاهتمام بجذور الموسيقى الشرقية
ليس فقط بإعادة تقديم التراث ولكن المتأمل للألحان الرحبانية يجد فيها روح الفن الشرقى الأصيل كما يجد آثارا من أساليب الموشحات والقدود الحلبية والقصيدة والموال والطقطوقة والمونولوج مع تحديث الأداء الموسيقى لهذه الألوان لتبدو فى ثوب عصري
التأثر بالأساليب الموسيقية الغربية
استمع الرحبانية إلى الكثير من موسيقى الغرب قديمها وحديثها ، وظهر فى أعمالهما إيقاعات غربية وجمل لحنية مستمدة من الموسيقى الكلاسيكية والأوربية الشعبية ، ومن إيجابيات ذلك التأثر الاحتفاظ بمستوى عال من الأداء للفرق الموسيقية المصاحبة لأعمالهما والاهتمام بإدخال التوزيع الموسيقى كلما أمكن ، ورغم التأثر بالغرب لم تفقد الموسيقى الرحبانية روح الميلودية الشرقية فحافظت بالتالى على جمهورها العربى
الاهتمام بالعرض المسرحى
لاقت تجربة الرحبانية فى المسرح رواجا كبيرا لاهتمامها بتحريك الصورة الموسيقية وإضافة البعد الدرامى للأعمال الموسيقية مما زاد من اتساع جمهورها ، وقد ذاعت ألحان العروض المسرحية فى العالم العربى كألبومات موسيقية بصوت فيروز بكل منها مجموعة ألحان تحت اسم المسرحية التى قدمتها ، وبينما لم تسنح الفرصة للمشاهد العربى فى مختلف البلاد العربية مشاهدة تلك المسرحيات فقد استمع بإقبال شديد إلى ألحان الثنائى الرحبانى التى قدمتها فيروز ووجد فيها مادة فنية عالية المستوى وشديدة الجاذبية
ونجح الأخوان فى تقديم لون من الغناء الأوبرالى فى المسرحيات الأخيرة مثل لولو وبترا خاصة فى الألحان الجماعية بمصاحبة صوت فيروز ، وربما كان هذا النموذج من أقوى ما قدم الرحبانية على الإطلاق حيث اكتملت لهما فيها الخبرة الموسيقية المسرحية ولا يمكن إغفال جهدهما فى هذا المجال ، وهى بلا شك خطوة ممتازة على طريق تطوير المسرح الغنائى العربى الذى شهد انتكاسات مطردة بعد وفاة سيد درويش
نقــد الأخوين رحبانى
رغم الجهد الكبير الذى قام به الأخوان فى ميدان الموسيقى العربية فقد وجهت إليهما بعض الانتقادات أهمها:
الاقتصار على صوت فيروز
رغم قيام الرحبانية بالتلحين لغير فيروز إلا أن صوت فيروز ظل هو الواجهة الرئيسية لأعمالهما ، كما أن معظم ألحانهما لغير فيروز جاءت فى سياق العرض المسرحى أو الاسكتشات المغناة والتى تتطلب بالضرورة وضع ألحان للشخصيات الأخرى المشتركة فى العرض ، وفى كل مسرحيات فيروز كانت لها البطولة المطلقة وبالتالى ذروة الألحان ، ويمكن استنتاج أن الرحبانية اكتفيا بصوت فيروز طالما قد حقق لهما النجاح المضمون
عدم اكتمال التجانس المسرحى
جاءت مسرحيات فيروز ، وهى ما يمثل النسبة الكبرى من أعمال الرحبانية كألبومات غنائية أكثر منها أوبريتات ، ورغم ارتباط الأغانى بالعرض المسرحى قل الارتباط الدرامى بين المواد المغناة مما أدى إلى تفكيك الفقرات الغنائية ، زاد من ذلك التباعد بين الخطوط اللحنية الأساسية لتلك المواد ، فقد يأتى لحن غربى الهوية والمذاق يتبعه موال ثم لحن شعبى ثم فاصل موسيقى مرح ثم موشح قديم او قصيدة ، وهذا النقد يوجه أساسا إلى العمل باعتباره عملا مسرحيا ، ولهذه الأسباب يصعب نقد تلك المسرحيات فنيا على أساس مسرحى ، وتكون المهمة أسهل بكثير لو نظر إلى الألحان منفردة
معالجة التراث
ردد الأخوان فى معرض الحديث عن إنجازاتهما أنهما قد أعادا تقديم التراث الموسيقى العربى بمصاحبة الأوركسترا الحديث مع إضافة عنصر التوزيع الموسيقى إلى تلك الأعمال ، وإذا نظرنا إلى أعمالهما فى هذا الميدان نجدها احتوت على بعض العناصر الجديدة
أولا : إضافة لزم موسيقية كمقدمات أو نهايات
ثانيا :إضافة التوزيع الموسيقى لبعض الأعمال
ثالثا : تغيير الكلمات
غير أن تقييم نتائج هذه التجارب شيء آخر
أولا : إضافة اللزم الموسيقية
إضافة اللزم الموسيقية إلى اللحن الأصلى ليس فى الحقيقة شيئا إيجابيا حيث أن الإضافة تبعد العمل عن الأصل ، وهذه النقطة بالذات محل جدل كبير فى الموسيقى العربية ، وهى غير واردة فى الموسيقى الغربية ، وعندما تقدم الفرق الأوربية التراث الغربى لا تضيف إليه جملا جديدة من عندها وغاية ما تفعله هو تطوير أسلوب الأداء ، ونقد مسألة الإضافة يتركز فى كون الإضافة عملية قد يصادفها أو يجانبها التوفيق ، كما أنها يمكن أن تؤدى بمرور الوقت إلى ضياع معالم الألحان الأصلية وهذه نتيجة غير مطلوبة فى التعامل مع التراث ، وهناك بعض الأسئلة التي أثيرت حول هذا الموضوع منها:
هل يقبل الرحبانية إعادة تقديم أعمالهم مع إضافة مقاطع جديدة إلى تلك الأعمال التى بذل جهد كبير من أجل ضبطها وبدقة عالية
هل كان من الممكن أن يصل إلينا التراث الأصلى بعد تعرضه للإضافات كلما أراد أحد ذلك؟
هل يمكن تصور على سبيل المقارنة إعادة تقديم كتب التراث العربى بعد إضافة مقاطع جديدة إليها؟
ثانيا: إضافة التوزيع الموسيقى لبعض الأعمال
إن التوزيع الموسيقى للألحان الشرقية ليس بالمهمة السهلة ، إذ أنه لم توضع بعد أية مواصفات علمية للهارمونى الشرقى سواء فى تكوين التآلفات النغمية أو فى التوزيع الكونترابونتى ، ولذلك لم يستطع الأخوان كتابة توزيع يذكر للموشحات التى أعيد تقديمها وقدمت كما هى بأسلوب المونو فون
ثالثا: تغيير الكلمات
تعرضت مسالة تغيير الكلمات فى تجارب الأخوين مع التراث الشرقى لأكثر النقد حيث أنها أوضح ما يمكن ملاحظته ، والسؤال المثار هنا هو هل يجوز مثلا إعادة تقديم الشعر الجاهلى أو الأموى أو العباسى بعد تغيير كلماته؟ من الواضح خطأ مثل ذلك المدخل للتعامل مع أية مادة تراثية ولا يعرف لماذا أصر الرحبانية على ذلك
رابعا: الاقتباس وتعريب الأعمال الغربية
لهذه التجربة الرحبانية عدة أوجه سبق الإشارة إليها فى معرض الحديث عن فن فيروز ، وهى تجربة لها إيجابياتها وسلبياتها
ورغم هذه الانتقادات يعد الأخوين رحبانى من أفضل الموسيقيين العرب وتظل لهما بصمة مميزة على طريق التميز والفن الجاد والذوق الراقى
نجيب السرّاج
1925- 2003
فتى العاصي، عبد الوهاب سورية، أو شيخ الملحنين السوريين، كلها ألقاب يراد منها مبدع واحد، إنه المطرب والموسيقار الكبير الراحل نجيب السراج الذي غنى الكثير من الفنانين المشهورين من ألحانه الرائعة.
ولد الفنان (نجيب السراج) في مدينة حماه في أحد الأحياء القديمة من منطقة سوق الشجرة عام (1925)م، وعمل في أحد المحال التجارية، كان في الثالثة عشرة من عمره عندما بدأ بدراسة الألحان والموسيقى بشكل شخصي وبدون معلم، قبل أن يتعرف على الفنانة السورية أحلام التي زارته في دكانه ونصحته بالسفر إلى مصر، تقدم السراج لامتحان القبول في إذاعة دمشق، وخصصت له الإذاعة حفلتين على الهواء أسبوعياً، كان يقدم واحده باسمه المستعار (فتى العاصي) –نسبة إلى نهر العاصي في مدينة حماه مسقط رأسه- والحفلة الثانية كان يقدمها باسمه الصريح، حيث برع في تقديم الأغاني الفلكلورية وتلحينها، وكان أول من قدم : فوق النخل، يا سليمى، عالالا... وغيرها.