[b]
من مجلة كلام الناس
بقلم الكاتب الصحفى الكبير محمد وجدى قنديل
هناك حقائق اساسية تثير التساؤلات
ان حليم كان يعانى من حالة التليف فى الكبد ولم تصل الى درجة السرطان وهناك فارق بين الحالتين لان التليف الكبدى لايستدعى زرع كبد جديد كما طلب الدكتور روجرز ولكن مع تكرار النزيف ضعفت وظائف الكبد والسؤال هل حدث خطا من جانب الاطباء الانجليز عند اخذ عينة من الكبد وهل حدث خطا اخر عند حقن دوالى المرى مما ادى الى النزيف القاتل
ان الدكتور روجرز اضطر لاستخدام الكورتيزون فى العلاج لمواجهة التهاب حاد ومفاجى فى الكبد ولايقاف نسبة ارتفاع الصفراء عند حليم بينما اصر الدكتور ياسين عبد الغفار على ايقاف العلاج بالكورتيزون على الفور حتى لاتحدث مضاعفات جانبية بالنسبة لدوالى المر ى والسؤال هل اخطا الدكتور روجرز فى استخدام الكورتيزون وهل ادى ذلك الى حدوث مضاعفات النزيف المفاجى فى المعدة التى قتلت حليم
ان الدكتور ياسين عبد الغفار كان يعارض زراعة الكبد لانها مازالت تحت التجارب وفى ذلك الوقت فان نسبة الامل فى حالة بقاء الكبد المتليف لاتزيد على ثلاثة فى المائة وكانت المعادلة الصعبة التى واجهها حليم والسؤال هل كانت المجازفة بزرع الكبد اقل من المخاطرة باستمرار النزيف مع تليف الكبد
ان حليم كان عنيدا جدا ورفض بشدة زرع كبد جديد لان معنى ذلك ان الكبد لم يعد صالحا بينما كان يكذب على نفسه ويصور ان التليف ليس خطيرا وكان يتصور ان الدكتور روجرز يريد زرع كبد جديد له حتى يتخذ من ذلك مادة رائجة للدعاية لنفسه فى الدول العربية وبالذات السعودية والخليج وبالتالى يحصل على مساعدات منهم لاقامة معهد كبيرلعلاج الكبد فى لندن فهل كان روجرز فعلا يستخدم حليم فى الدعاية لنفسه فى حالة نجاح زرع الكبد له ولذا تهاون فى علاج الكبد المتليف فى الوقت نفسه وهكذا كانت النهاية
حليم يرحمه الله كان هذا قدره ومكتوب له ان يموت فى هذا اليوم الاربعاء فى العاشرة مساءا بتوقيت لندن 30 مارس 77 وقد كان كل اطباؤه الانجليز اصدقاؤه وحتى الدكتور روجرز بعد ان مات حليم قال لقد حاولت معه كثيرا وكان عنيدا للغاية وانفجرت دموعه واخذ يردد انااسف انا اسف ياصديقى وليس هو فقط الذى بكى عليه وانما طاقم الاطباء كلهم ومعهم ايضا الممرضات فحليم يرحمه الله كان محبوبا وصديقا للجميع