العربية
الخميس 27 رمضان 1427هـ - 19 أكتوبر 2006م
http://www.alarabiya.net/articles/2006/10/19/28404.html
كانت ملكة لجمال مصر
معلومات تنشر لأول مرة عن علاقة العندليب بالزوجة الثرية
كانت أجمل وجه لأجمل سيارة
حليم سرب الشائعة للصحافة
لم تكن تحبه وأنا أعرف ذلك جيدا
بعوضة تسببت في اصابتها بالشلل
كانت محط أنظار المشاهير
حضرت جلسة توبيخ له من أمها
كتب نعيا لها في الأهرام
دبي - فراج اسماعيل
كشفت زوجة وزير عربي سابق خفايا جديدة فيما يتعلق بقصة الحب التي تداولتها الأقلام الصحفية في الستينيات بين عبد الحليم حافظ وسيدة متزوجة من بنات العائلات الغنية، وتناولها فيلم "حليم" ومسلسل "العندليب" الذي تبثه قناة ام بي سي وبعض القنوات الفضائية العربية بداية من شهر رمضان.
وأكدت د. لوتس عبد الكريم الحاصلة على الدكتوراه من باريس، والتي قضت فترة طويلة من حياتها في بلدان أوروبية ابرزها فرنسا وبريطانيا مرافقة لزوجها السفير في ذلك الوقت، ان علاقة وثيقة ربطتها بهذه السيدة وأسرتها، وأن قصة الحب بينها وبين عبد الحليم ليست حقيقية، رغم أنها كانت حديث الصحافة والوسط الفني في منتصف الستينيات.
تقول د. لوتس عبد الكريم إن هذه السيدة كانت ملكة جمال مصر وأغنى امرأة فيها، أبوها وامها من أعرق الأسر المصرية وأكثرها ثراء، حيث كان أهلها من الاقطاعيين أصحاب الأملاك والأراضي الزراعية الواسعة، وهم معروفون جدا وكنت مختلطة بهم، نقضى الكثير من الوقت معا ونذهب للمصايف سويا.
كانت أجمل وجه لأجمل سيارة
وتضيف: في هذا الزمن اقيمت مسابقة بعنوان أجمل وجه وأجمل سيارة، وفازت بها حيث كان أبوها قد اشترى لها سيارة بلون عينيها، وتم نشر صورتها وقتئذ على غلاف المجلات المصرية.
وتؤكد أنها صديقتها المقربة منها، وتقول "تكبرني سنا، وقد كانت تحضر حفلات عبد الحليم حافظ، وتدعوه اسرتها لقصورها ليحيي الحفلات الخاصة التي تقيمها، فقد كان من عادة أسر الباشوات والطبقة الراقية المداومة على مثل تلك الحفلات في السراي والقصور التي تعيش فيها، ويغني فيها كبار المطربين من أمثال محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ".
وتوضح الدكتور لوتس عبد الكريم وهي زوجة وزير عربي سابق أنه لم تنشأ قصة حب من أي نوع بين هذه السيدة – التي رفضت الكشف عن اسمها وعائلتها – رغم أن صحف الستينيات استغرقت كثيرا في الحديث عن هذه القصة الوهمية – كما تصفها – وكانت تذكر اسمها صراحة ما تسبب في الاساءة لأسرتها، خصوصا والدها وأمها وأقاربها المعروفون.
حليم سرب الشائعة للصحافة
وتشير إلى أن عبد الحليم حافظ كان يعمل على نشر هذه الشائعة من خلال أصدقائه من كبار الصحفيين مثل مصطفى أمين ومفيد فوزي ومنير عامر، ولا تدري ما إذا كان هؤلاء الصحفيون يعرفون هذه الحقيقة أم أن قصة الحب الكاذبة وصلتهم من عبد الحليم ووثقوا فيها دون أن يتحققوا من صحتها.
لم تكن تحبه وأنا أعرف ذلك جيدا
وتقول: لا تتعدى العلاقة بينهما لقاءات عابرة أثناء وجوده في بيتهم وربما تقابله على المصعد. كانت تحب صوته وتسأله مثلا أن يغني لها مقطعا من أغنية معينة فيفعل. لكنها لم تكن تحبه وأنا أعرف ذلك جيدا، فقد كانت متزوجة وتحب زوجها الذي انجبت منه ولدين احدهما يعيش خارج مصر حاليا، والثاني يقيم فيها، وقد وصل كل منهما إلى مرتبة السفير، ولهما شركات كبرى.
وتضيف د. لوتس عبد الكريم: مسألة طلاقها من زوجها الذي كان دبلوماسيا مرموقا لا علاقة لها بتلك القصة الوهمية عن ولعها وحبها لعبد الحليم حافظ، فقد كانت بينهما خلافات زوجية أدت إلى الانفصال الذي لم تعش بعده طويلا.
وتشير إلى أن طليق هذه السيدة لا يزال على قيد الحياة ويعيش في مصر، مؤكدة أنها لم تخطب بعد طلاقها منه.
بعوضة تسببت في اصابتها بالشلل
وتتساءل: كيف تمت تلك الخطبة بعد الطلاق وعودتها إلى مصر مصابة بالشلل، بينما الحقيقة التي عشتها عن قرب ان لدغة بعوضة أثناء اقامتها مع زوجها في احدى الدول الأفريقية تسببت في اصابتها بميكروب وصل إلىالمخ ادى إلى شلل في جسمها وفقدان الذاكرة والنطق.
وتقول: اتذكر في هذه الفترة أننا ذهبنا لاستقبالها في المطار، فرأيناها ذابلة مريضة تلف "شالا" حول ذراعها، أدركنا بعدها أنها أصيبت بالشلل الذي بدأ ينتشر سريعا في جسمها، فأخذناها إلى لندن حيث كنت في هذه الفترة أقيم مع زوجي الذي كان يعمل سفيرا لدولة عربية في انجلترا، وهناك احتجزت في مستشفى كبير، ولكن الأطباء فشلوا في الوصول إلى تشخيص مرضها وعلاجه.
وتستطرد د. لوتس عبد الكريم: عدنا بها إلى القاهرة، بعد أن فقدت الذاكرة والنطق، حتى أنها لم تتعرف على عبد الحليم حافظ عندما جاء إلى بيت أسرتها مرة واحدة لمعاودتها في مرضها، ولم تلبث أن ماتت بعدها بشهر أو شهرين.
كانت محط أنظار المشاهير
الفترة الزمنية لحكاية تلك المرأة الثرية مع عبد الحليم حافظ تحددها د. لوتس عبد الكريم بين عامي 1964 و1965 "كان جمالها غير عادي وليس له مثيل. محط أنظار مشاهير هذا الوقت، الكل يحاول أن يلفت نظرها. لكنها لم تكن تحب غير زوجها. ربما يكون عبد الحليم حافظ أحبها من طرف واحد. لست أدري بالضبط، فكل من رآها أحبها".
وتقول: تصور امرأة بهذا الجمال ذات عينين بلون بنفسجي على أخضر تقف بجانب سيارتها الكاديلاك التي كانت بلون عينيها – أفخر أنواع السيارات في مصر في ذلك الوقت – شعر أسود طويل ناعم وبشرة بيضاء مشربة بالحمرة، جمال فوق الوصف.. فكيف بامرأة بمثل هذه المواصفات يعجبها عبد الحليم حافظ الذي تكن شهرته كبيرة آنذاك، وغير ذلك فلا يمكن لأي امرأة أن تعجب به كرجل، فليس في ملامحه ما يشد أنظار النساء.
وتعود د. لوتس عبد الكريم لتنفي تماما أن هذه السيدة وعبد الحليم حافظ أصبحا مخطوبين بعد طلاقها قائلة "هو أصلا لا يجرؤ أن يطلب يدها من أسرتها العريقة جدا، لم يكن يجرؤ أيضا أن يدخل إلى صالونات قصورهم، وإنما كان يسمح له بالجلوس مع فرقته في مكان بعيد عندما يدعى لاحياء أحد الحفلات الخاصة.
وتؤكد أنها عرفت منها شخصيا ومن أمها أيضا عندما نشرت الصحف المصرية أخبار حكاية حبهما أنها لم تحبه أبدا، وأن هذا الكلام غير صحيح.
حضرت جلسة توبيخ له من أمها
وتقول د. لوتس: كانت أمها تبكي بسبب تلك الشائعة التي تحولت إلى الشغل الشاغل للصحافة ، وذهبت إليه ووبخته بشدة، وقد حضرت أنا شخصيا جلسة التوبيخ تلك "هزأته بشدة، وقالت له كيف تخرج هذه االشائعات على بنتي المتزوجة وأنت تعرف أنها لم تنظر إليك ولا مرة بنظرة حب. لقد أقمت علاقات مع نساء وتزوجت سعاد حسني، فلماذا ابنتي بالتحديد التي تطلق الشائعات عن قصتك الوهمية معها".
وتضيف: نعم كانت معجبة بأغانيه، لكن من المستحيل أن تطلب الطلاق من أجله. لقد كانت أما لولدين أصبحا الآن في مراكز مرموقة، فهل تفعل أم ما تقوله تلك الشائعات التي تداولتها صحافة الاثارة في الستينيات ومنها صحف أخبار اليوم في عهد مصطفى أمين.
وتقول د. لوتس عبد الكريم: منذ هذا الوقت وحتى الآن ويسمع الابنان المرموقان عن أمهما هذه القصة الوهمية التي حكاها عبد الحليم حافظ لأصدقائه من الصحفيين، ثم مثلها في الفيلم السينمائي " حكاية حب" الذي لعبت بطولته مريم فخر الدين، وغنى فيها اغنيته عن شعرها الذي يهفهف على الخدود.
وتضيف: كان كاذبا عندما سرب لأصدقائه الصحفيين أنها صارحته بحبها وأخذت تبكي أمامه عندما عرفت أن والدها سيرفض أن تتزوج منه. أؤكد أن المرض لم يمهلها طويلا بعد طلاقها، وانه انتشر بسرعة في جسدها المسكين وفقدت الذاكرة والنطق ولم يكن يصدر منها إلا صوت مكتوم متحشرج.
كتب نعيا لها في الأهرام
وتوضح أن الصحافة كتبت اسمها صريحا بعد وفاتها لأن عبد الحليم حافظ نعاها في عمود طويل بجريدة الأخبار بدأه بـ"عبد الحليم حافظ ينعي …" وكتب في شأنها مدحا كثيرا، وكان هذا العمود ملفتا للنظر.
وعقب أن ماتت بدأ يحكي للصحافة بتوسع قصة حبهما لأنها ضمن أنها لن ترد عليه، وكتب عن تلك القصة مصطفى أمين. وتقول "مشكلة عبد الحليم حافظ أنه كان يريد أن يقلد عبد الوهاب الذي عرفته بنات الاسرة الراقية وتزوج من بنت باشا، ثم من طليقة رئيس وزراء، وبالتالي اختلق تلك القصة".
وعن حكاية مرضها تقول" كانت تنزل في بيتي عندما تزور لندن، وعندما جاءت للعلاج كان موجودا معنا الممثل المسرحي الراحل يوسف وهبي. في أكبر مستشفى أعصاب في انجلترا كنت أظل معها من الصباح للمساء، وحضرت العمليات الجراحية التي أجريت لها. حلقوا لها شعرها، وأجريت لها عملية في جانبها الأيمن والأخرى في الأيسر بعد أن وصل الميكروب للمخ. وقد حاول يوسف وهبي علاجها روحيا بواسطة الجمعيات الروحية دون فائدة.
وتقول أن امها ماتت بعدها بسنة واحدة، ثم لحق بها أبوها. اختها لا تزال على قيد الحال وانا أراها دائما ولا زالت تتألم من تلك القصة.