[b]
من مجلة المراة اليوم
حسن صبرا رئيبس مجلة الشراع السياسية تحدث عن علاقته بحليم فقال
سمعت حليم لاول مرة عندما غنى جارنا على نوى اغنية عشانك ياقمر ولان على كان يخنخن فقد كان يرددها علشانك ياقمن اطلعلك القمن فسالته من الذى تغنى له فقال انه عبد الحليم حافظ وقد ارسل لى صورة كتب عليها اسمه واحتفظ بها الى اليوم وقد تخيلت حليم كما تخيلت عبد الناصر عندما ورد اسمه اول مرة فى مخيلتى شابا اسمر يلبس رداء اسود كانه محامى يترافع فى محكمة دفاعا عن متهم ولم تتغير صورته فى مخيلتى ليصبح رسما جميلا محبوبا الابعد ماشاهدت لف فيلم ايامنا الحلوة ولاننى كنت احب احمد رمزى وكثيرا مايشبهونى به فقد حزنت كثيرا عندما ضرب حليم فى الفيلم وظلت ولاازال اعتبر هذا الفيلم من اعظم ماشاهت فى السينما طيلة حياتى
كنت صغيرا ومن حضور جلسة الليل على مصطبة بيتنا فى زاروب المانوتى وفيها مع والدى ووالدتى وعمتى وضيوف المصطبة وكان ابرز حديث يجذبنى عندما كان يتناول فيلما لحليم ولايوال صوت عمتى يرن فى اذنى وهى تنادى والدتى بلهجتها البيروتية الشعبية ثريا وقى على الراديو شوى لنسمع حليم
حضر معنا حليم كل ايام طفولتنا فى الشارع وفى المدرسة وفى المنزل وان كانت والدتى تحب عبد الوهاب اكثر واكثرنا حبا لحليم هى شقيقتى
كنت ولم ازل اعتبر حليم رفيق طفولتى وصباى ولم التقى به حضرت كل افلامه واكاد احفظ معظم اغنياته مثل صافينى مرة وعلى قد الشوق وظالم وبتقوللى بكرة ولوكنت يوم انساك وظلموه وخسارة واكاد عندما اسمع حليم او اشاهده فى فيلم اغوص فى طفولتى استذكر معها كل رفقتى وشباك منزلنا واذان المغرب وقران الفجر بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وحليم يذكرنى بكل طفل رافقنى فى زاروب المانوتى وكيف كنا نتسابق لحضور فيلم لحليم فى السينما وكن نتناقش فى الفيلم ومضمونه واغنيات حليم
وهناك مجموعة اعتبارات وفرت لحليم النجاح وجعله مستمرا فنيا رغم رحيله جسديا
الاولى انه كان مؤمنا بدوره الفنى وحقه فى اخذ مكانه الذى يستحقه وقناعته بما يؤديه وصدقه للكلمة التى يتغنى بها وعشقه للموسيقى
الثانية ان رفقة العمر الطويل والموجى اتاحت له ان ينهل من معين لاينضب من موسيقى شرقية متطورة تسكن عقل ووجدان وراس هذين العبقريين
الثاث ان ذكاء حليم حمله من حالة كان فيها مطالبا بقسوة ان يقلد عبد الوهاب قبل انطلاقه الفنى وحجب اغنياته الخاصة ورفضه ذلك الى درجة حمله الى مغادرة المسرح مكرها الى حالة جعلت عبد الوهاب يقول لحليم انت جددت شبابى ياحليم