الخميس، أبريل 30، 2009
مجلة ليلى
الشراع
بشهادات للأبنودي وحمزة والموجي الصغير
*الأبنودي: طلب مني أن أؤلف للنكسة فولدت ((عدى النهار)) وللانتصار فولدت ((صباح الخير يا سينا))
*محمد حمزة: ((ماسك الهوا بإديه)) هي الترجمة العامية لعبارة للمتنبي ((قبض الريح))
*((سواح)) ولدت على علبة سجائر خاصة ببليغ حمدي واكتملت في بيت عبد الحليم
*الموجي الصغير: والدي تحدى نفسه في أغنية ((قارئة الفنجان)) و((صافيني مرة)) نجاحها جاء ملازماً لنجاح الثورة
*أغنية ((صورة)) غناها عبد الحليم في لبنان كما لم يغنها من قبل
احتفل العديد من الفضائيات العربية بذكرى رحيل العندليب عبد الحليم حافظ وأجمل من يتحدث عنه رفيقا الدرب الشاعران عبد الرحمان الابنودي ومحمد حمزة. فماذا قال الابنودي عن الاغنيات الوطنية التي قدمها للعندليب. يقول الابنودي: أغنية ((أحلف بسماها وبترابها)) الذي قام بتلحينها الموسيقار كمال الطويل تم تسجيلها تحت دوي القنابل وذلك في مبنى الاذاعة والتلفزيون وكانت كلمات الاغنية غير معدة سلفاً فكنت أقوم بكتابة الكلمات والطويل يلحنها فوراً وظل عبد الحليم يغني هذه الاغنية حتى عام 1973 وبعدها بدأ يغني أغنية ((عاش اللي قال)). أما الاغنية التي يتحدث عنها الابنودي بإسهاب فهي أغنية ((عدى النهار)) التي ظهرت بعد نكسة 1967. يقول الأبنودي انه عقب نكسة 67 كان بيت عبد الحليم يجمع يومياً مجموعة من الاصدقاء هم كمال الطويل، مجدي العمروسي وبليغ حمدي. وفي أحد الأيام كنا جميعاً ننتظر كلمة الرئيس عبدالناصر وإذ به يعلن تنحيه وفي تلك اللحظة أصبنا بالذهول وأخذنا نبكي جميعاً وأذكر ان بليغ حمدي أصيب بحالة من الاغماء وأخذ يندب حظه وحظ مصر وكان تعليق عبد الحليم انه يجب أن نقوم بشيء ما واقترح أن نذهب إلى الرئيس عبدالناصر لإقناعه بالتراجع عن قراره وبالفعل نزلنا جميعاً بغية الوصول إلى منـزل الرئيس ولكننا بالتأكيد فشلنا في الوصول إلى منـزله وبعدها اتصل بي عبد الحليم وطلب مني أن أؤلف أغنية تحارب حالة الانهزام التي نعاني منها وقال لي ان فكرة الاستسلام للهزيمة سوف تثير شماتة وسخرية الأمة العربية وقال لي حرفياً حينما احتاج إلى نضالك تهرب اكتب يا أخي وبعدين نناضل وعندما ولدت أغنية ((عدى النهار)) التي لحنها بليغ حمدي وكانت الاغنية هي الوحيدة التي اعترفت بالهزيمة بشكل صريح. وكان عبد الحليم يتمنى أن يقدمها على طريقة ما يسمى اليوم بالفيديو كليب وأن يغنيها محمولاً على أكتاف الشباب في ميدان التحرير.
أما أغنية ((صباح الخير يا سينا)) فكانت آخر لقاء جمعني بعبد الحليم حافظ فهذه الأغنية ولدت عقب انتصار 1973 وكنت في ذلك الوقت منهمكاً بجمع السيرة الهلالية وكنت أنتقل ما بين تونس ولندن وفوجئت يوماً أثناء وجودي في لندن باتصال من عبد الحليم حافظ وهو يقول لي لقد غنينا للنكسة وحان الوقت الآن لكي نغني للانتصار وطلب مني العودة إلى مصر وعدت بالفعل وولدت أغنية ((صباح الخير يا سينا)) وحينما سجل هذه الاغنية لم تكن صحته على ما يرام ومع ذلك فقد غناها بشكل رائع وكان تعبيره صادقاً جداً، وهذه الاغنية هي آخر ما جمعني بعبد الحليم حافظ.
حبك مثل الهواء
أما الشاعر الكبير محمد حمزة الذي قدم للعندليب مجموعة من أجمل ما غنى فقد تحدث عبر القناة الفضائية الكويتية عن ذكرياته مع العندليب وقد قدم حمزة للعندليب 73 أغنية خلال الفترة الممتدة ما بين 1964 و1977 وأشهر ما قدمه محمد حمزة للعندليب ((مداح القمر))، ((حاول تفتكرني)) و((نبتدي منين الحكاية)) ولكن أغنية ((زي الهوا)) لها ذكرى خاصة كما يروي محمد حمزة حيث يروي ان عبد الحليم سأله مرة إذا ما كان تعبير ((قبض الريح)) وهو تعبير ورد في إحدى القصائد للمتنبي وكنا نقرأها معاً هل من الممكن أن تجد مثل هذا التعبير بالعامية وبدأت أفكر بطلبه حتى توصلت إلى تعبير ((ماسك الهوا بإديه)) في أغنية ((زي الهوا)) وأغنية ((زي الهوا)) لها قصة رواها مصدر آخر يقول فيها ان عبد الحليم تعرف في إحدى رحلاته إلى فتاة فرنسية وقعت في حبه وعندما أدركت ان هذا الحب ليس له مستقبل تركت له ورقة كتبت فيها ((حبك مثل الهواء)) ومن هنا كانت ولادة أغنية ((زي الهوا)).
أما أغنية ((سواح)) فقد أتى بليغ حمدي إلى الشاعر محمد حمزة يطلب منه سماع أغنية قريبة من أجواء أغنية ((عطشان يا صبايا)) التي قدمتها إلى محمد رشدي فأسمعته المطلع الأول من أغنية ((سواح)) فكتبها على علبة السجائر الخاصة به ثم تركني وعاد بعد منتصف الليل وطلب مني مرافقته إلى منـزل عبد الحليم وكانت المرة الأولى التي أتعرف بها إلى عبد الحليم حافظ وعاملني وكأنه يعرفني منذ فترة طويلة.
وفي منـزله اكتملت اغنية ((سواح)) وبعد ساعات عدة اكتملت الاغنية وبدأت الرحلة مع عبدالحليم حافظ.
وينفي محمد حمزة وعبد الرحمان الابنودي مقولة ان عبدالحليم حافظ حارب محمد رشدي بإبعادهما عنه مؤكدين ان ما قدمه للعندليب لم يكن من الممكن ان يغنيه رشدي، فلون رشدي مختلف شكلاً ومضموناً عن لون العندليب.
صافيني مرة
اما الموجي الصغير الذي استضافته قناة ((المحور)) فقد تحدث عن علاقة والده الموسيقار محمد الموجي وروى ظروف ولادة اغنية ((صافيني مرة)) والتي تعتبر اول عمل غنائي جمع ما بين محمد الموجي وعبدالحليم حافظ فقد عرض محمد الموجي اغنية ((صافيني مرة)) على المغني الشهير في ذلك الوقت عبدالغني السيد الذي رفضها بشدة ثم عرضها على المطرب محمد عبد المطلب الذي رفضها ايضاً، وهنا ذهبت الاغنية الى عبدالحليم حافظ، وبالرغم من ان هذه الاغنية قد تم استقبالها بشكل سيىء للغاية من قبل الجمهور في الاسكندرية ولكنها في الوقت نفسه كانت السبب في شهرة عبدالحليم ومحمد الموجي فحينما تم تقديم الاغنية في عيد الثورة الاول في حديقة الاندلس وقام الفنان يوسف وهبي بتقديم عبدالحليم حافظ ونجحت الاغنية نجاحاً كبيراً.
ويتحدث الموجي الصغير عن قصة ولادة قصيدة ((رسالة من تحت الماء)) التي كتبها نزار قباني وبدا تلحين الاغنية صعباً جداً وكان الموجي يفكر بالاعتذار عن تلحين الاغنية ولكنه تراجع عن هذا القرار وطلب من الشاعر نزار قباني بعض التغييرات في القصيدة ولكن قباني رفض ذلك فما كان من الموجي الا ان تحدى نفسه ونجحت الاغنية نجاحاً كبيراً.
واستعرضت بعض الفضائيات حكايات من اغنيات العندليب ومنها حكاية اغنية ((صورة)) التي قدمها عبدالحليم في لبنان اثناء حفلات الصيف عام 1968، وكانت المنطقة العربية في ذلك الوقت تعيش تحت وطأة نكسة 1967 كما روى متعهد حفلات عبدالحليم حافظ احمد الحاروفي وكان هناك تعميم بمنع تأدية الاغنيات الوطنية في الحفلات العامة وكان عبدالحليم يستعد لتقديم حفلته الصيفية السنوية في (مدرج لبنان) وعلى سبيل الحيطة اجرى بروفات على اغنية ((احلف بسماها)) لتقديمها للجمهور اللبناني في حال اصراره على سماع اغنية وطنية من حليم وقد اختار حليم اغنية ((احلف بسماها)) لأنها اغنية لا تحمل أي معنى من معاني التطرف وهي اغنية معتدلة وقد نصحه المتعهد بعدم تقديم اغنية ((صورة)) بناء على توصية من جهات امنية، وقبل انتهاء الحفل وكان عبدالحليم يهم بمغادرة المسرح فوجىء بالجمهور ينادي ((صورة صورة)) ولكن عبدالحليم قدم ((احلف بسماها)) لأنه كان مستعداً لمثل هذا الموقف فتجاوب معه الجمهور تجاوباً كبيراً ولكنه فوجىء بعد الإنتهاء من تأدية الاغنية بأن الهتافات تعالت مطالبة بأغنية ((صورة)) فما كان منه الا ان نزل عند رغبة الجمهور اللبناني وغنى ((صورة)) كما لم يغنها من قبل وسط تجاوب جماهيري كبير وكان هناك بعض القيادات التي حضرت الحفل وأكدت انه لو لم يقدم عبدالحليم اغنية ((صورة)) لحدثت اعمال شغب وجاءت الاغنية لتمتص حالة النقمة التي كان يشعر بها الجمهور في ذلك الوقت.
تحقيق غنوة دريان