[b]
من مجلة الموعد
بدا حليم يمثل فيلم دليلة فى عام 56 وكان من انتاجه مع شادية وكان يعلق عليه امالا كبيرة ويعتقد انه الفيلم الذى سيجعل منه النجم الراسخ فى عالم السينما وهو قصة الكاتب الكبير على امين ومخرجه محمد كريم الذى اخرج كل افلام محمد عبد الوهاب وفضلا عن ذلك فان دليلة سوف يكون اول فيلم مصرى سيصور بطريقة السينما سكوب وبالالوان ومن الناحية الادارية فان حليم مطنئنا الى ان صديقه المحامى مجمدى العمروسى سوف يكون هو المشرف على انتاج الفيلم مع السينمائى الذكى رمسيس نجيب وانتهى حليم من تمثيل الفيلم وكان امامه رحلة الى لندن بدعوة من صديق عربى وتواعد مع اصدقاؤه على انتظاره فى الاسكندرية يوم الاحد فى السابع والعشرين من اكتوبر 56 لانه سيعود من اوروبا عن طريق البحر ويحضر حفلة العض الاولى فى الاسكندرية يوم الثلاثين من هذا الشهر ومضت اسابيع وفى اليومالمحدد لعودة حليم من رحلته ذهبت شلة الاصدقاء لاستقباله فى الميناء بعد ان استاجروا كابينة على البحر فى شاطى ميامى لتمضية السهرة فيها ووصل حليم واستقبل استقبالا حارا من الاصدقاء ومن ساعة وصوله بدا حليم يسال عن اخبار الفيلم وعن مدى اهتمام الجمهور به وحجم الدعاية له وكان فى منتهى القلق خصوصا بعدما قيل له ان الفيلم الذى يزاحمه وسيعرض فى الغد اى فى نفس الوقت هو فيلم ودعت حبك الذى تقوم ببطولته النجمة المطربة شادية امام الموسيقار فريد الاطرش وقال حليم يعنى شادية معايا ومع فريد انا وهو حتكون المنافسة بيننا وهى على الحياد وسهر الجميع حتى الصباح وكلهم امل فى ان يطل عليهم يوم تبدو فيه بشائر النجاح المنقطع النظير لفيلم دليلة وكان حليم يهيى نفسه للذهاب الى دار السينما التى تعرض فيلمه لكى يحيى الجمهور ويحدث شيئا من الضجة الدعائية للفيلم عندما جاء اليه صديقه العمروسى ليقول له لن تذهب الى السينما فساله حليم ليه قال الصديق المحامى لقد اندلعت الحرب وبدا العدوان الثلاثى على مصر والحالة متوترة ولم يعد احد يدخل االى دور السينما وقطب حليم حاجبيه وقال يعنى انا وفريد رحنا فى داهية واستسلم للحزن ولكنه فجاة انتصب وهو واقفا وقال الفيلم راح فى داهية انما بلدنا يجب الاتذهب فى داهية فانا يجب ان انزل الى القاهرة حالا فلازم يكون لى دور فى المعركة ولازم اروح الاذاعة فورا واسجل اغانى وطنية حماسية