[b]
من مجلة اكتوبر
كان هناك ازمة تصوير اغنية دقوا الشماسى والتى يمكن ان نقول عنها انها اول اغنية مصرية يتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب وقد كان هناك مشهد فى الاغنية يصبون فيه جردل ماء من البحر وفى وقت التصوير كانت مياه البحر باردة وكان حليم فى تلك الفترة مريضا بل ان المرض قد تمكن منه تماما وعلى الاجمال لم تكن صحته تحتمل اى شى يمكن ان يعرضه لمزيد من المرض وكانت مشكلة
واذا كان الشى بالشى يذكر فان الموسيقار محمد عبد الوهاب تعرض لموقف مشابه عندما كان يصور المية تروى العطشان فى فيلم رصاصة فى القلب فقد كان عليه ان يصور مشهدا يجلس فيه فى البانيو وماء الدش ينزل عليه ولم تكن هناك سخانات فى ذلك التاريخ وحتى لايتعرض عبد الوهاب للاصابة بنزلة برد وهو حساس جدا من هذه الناحية ولم يكن امام المخرج محمد كريم الا ان يلف عبد الوهاب فى بطانية وهو يفتح الدش والماء ينزل فى حين لاتظهر البطانية فى كادر التصوير
ومن عبد الوهاب نعود الى حليم وحيرة المخرج حسين كمال وهو يخشى تماما من اصابة حليم خصوصا وهو مريض وفكر حسين كمال ثم اقترح ان يقوموا بتسخين الماء قبل صبه على حليم لكن حليم عندما عرف ذلك رفض رفضا باتا واصر على ان تاتى المياه من البحر كما هو فى سيناريو الفيلم وليحدث مايحدث وحاول حسين كمال اقناعه ولكنه رفض وتم تصوير المشهد يدور على شاطى البحر
وهذا يوضح كيف ان حليم كان فنانا يبحث عن الصدق فى الاداء التمثيلى تماما كما يبحث عنه فى ادائه الغنائى وهذا صفة للنجاح يجب ان يتحلى بها اى فنان سواء كان ممثلا او مطربا وكما يقولون مايخرج من القلب يصل الى القلب مباشرة