[b]
من مجلة شاشتى
عاش حليم حياته سواح ونحن دون ان نشعر سافرنا كتير معاه وطرنا على انغام الفالس لكنه فى النهاية تركنا وسافر من غير وداع
ونحن نقلب فى جواز سفر العندليب ونتوقف عند اسفاره المتعددة والتى كانت اما لللعلاج او للعمل او القليل منها للراحة
كانت رحلته الفنية الاولى بلا تاشيرة لانها كانت من قريته الصغيرة الحلوات بمحافظة الشرقية الى القاهرة ليلتحق بمعهد الموسيقى وبعد ان قدم اوراقه اصطحبه اخوه الاكبر اسماعيل شبانة الى مقام السيدة زينب ووقف الفتى النحيف امام المقام الطاهر ليهمس بركاتك يا طاهرة انجح فى الامتحان ويستجيب الله لدعوته ويلتحق بالمعهد ليبدا الرحلة نحو المجد
الرحلة الفنية الاولى كانت الى الاسكندرية ولكنها لم تكن موفقة حيث استقبله الجمهور استقبالا سيئا وطلبوه ان يغنى اغانى عبد الوهاب ولكنه رفض ولكن نفس الجمهور عاد وصفق له واسقبله بالورود
ويشهد 56 بداية رحلاته الفنية الى الدول العربية ولكنها كانت فاشلة الى لبنان نظمها الصحفى محمد بديع سربية فاقام لحليم حفل فى بيروت ولكن لم يحقق النجاح المطلوب ولكن لم يياس وعاود التجربة بعد عامين فى معرض دمشق الدولى واستقبله الجمهور استقبالا حافلا جعله يواصل رحلته الى لبنان حيث عرض فيلمه شارع الحب صفق له الجمهور اللبنانى طويلا
وفى رحلته الى المغرب استقبله الجمهور استقبالا حافلا وكان مسافرا مع بعثة صوت العرب والذى سافر معها ايضا الى الجزائر وغنى بمناسبة الاستقلال فى حفل كبير اقيم بالاستاد ووسط مايقرب من عشرة الاف متفرج وامام الرئيس بن بيلا والمشير عبد الحكيم عامر وكان هذا الحفل بمثابة الانطلاقة الكبرى ليقيم حفلات عديدة فى شتى ارجاء الوطن العربى فسافر بعد ذلك الى دول الخليج وليبيا وتونس والادن والسعودية والسودان والعراق واليمن
ثم بدات رحلاته الفنية الى اوروبا وبداها بلندن حيث غنى على قاعة البرت هول لصالح فلسطين وقدم اغنيته المسيح وقبل هذا الحفل تلقى تهديدا بالقتل اذا اشترك بالحفل وقدم اغانى تعادى اسرائيل ولكنه لم يكترث باى تهديد واصر على المشاركة وغناء المسيح وفى نفس الحفل تم القبض على شاب يحمل مسدسا واعترف للبوليس الانجليزى انه كان مكلفا بقتل المطرب المصرى
اما اخر رحلة عمل كانت الى باريس 74 واقام حفلات هناك وايضا كان يعاين اماكن تصوير فيلمه الجديد لا عن قصة مصطفى امين وكان حليم ينوى ان يكون ممثلا فقط فى هذا الفيلم
رحلات الالم
اما رحلات الالم كانت كثيرة بدات 56 حيث سافر الى لندن بنصيحة من الدكتور زكى سويدان الذى كان يعالجه وذلك لمقابلة البرفيسور تانر الذى اجرى له عملية استئصال لنصف المعدة واستغرقت هذه الرحلة 80 يوما عاش حليم فترة ثلاث سنوات بعيدا عن النزيف ثم عرف طريق الاطباء فى سويسرا وفرنسا وامريكا ولندن
وتتوالى تاشيرات المرض فى جواز سفره ففى عام 61 استانف علاجه فى لندن ثم زادت مرحلة الخطر 63 عندما كان يغنى المسئولية حيث فاجاه النزيف اثناء الغناء وظل يتحامل على نفسه الى ان اسدل الستار ووقع مغشيا عليه فامر لرئيس عبد الناصر بسفره للعلاج فى امريكا والتقى بالطبيب لينتون وقال له ان فى حاجة الى جراحة خطيرة تجعله فى حالة نجاحها يعتزل الفن لانها تتسبب فى فقدان الذاكرة ولكن حليم رفضها واختار ان يعيش بذاكرته مع فنه ولو عمرا قصيرا وظل يصور فيلمه معبودة الجماهير من 63 الى 67
خبر مفزع
كان حليم يحاول الهوروب من الامه فيسافر الى الاسكندرية وفى احدى هذه الرحلات يفاجا بخبر وفاة الزعيم عبد الناصر الذى كانت تربطه به علاقة حب حميمة فيصاب بسببها بازمة شديدة يقضى شهرا بالمستشفى
وفى سنة 72 يطير حليم الى المغرب ليشارك صديقه الحميم الملك الحسن احتفاله بعيد ميلاده ولانه موعود بالعذاب تناول قطعة لحم بالشطة مما ادى الى اصابته بنزيف حاد ونقل الى المستشفى بين الحياة والموت ويامر الملك الحسن بسفره على نفقته الخاصة للعلاج فى فرنسا
واخيرا تاتى نهاية رحلاته المرضية فى لندن بمستشفى كينجز كوليدج فى الغرفة رقم 416 حيث قضى 96 يوما استراح بعدها من المه نهائيا
والعندليب كان يكن لبيروت مكانة خاصة فى نفسه كان يذهب اليها كلما شعر بالضيق وقال عنها اقرب مكان تسافر اليه وافكارك عارية هو بيروت فيمكنك ان تقول هناك كل شى وان تصرخ على مزاجك وعن باريس قال ان فيها متعة غريبة وكان يستمتع عندما لايعرفه الناس فيسير على راحته فى الشوارع
والعجيب ان حليم كان متعلقا بالحياة لدرجة انه قبيل العملية الجراحية التى اجريت له ورحل بعدها استقبل مكالمة تليفونية من الاعلامى وجدى الحكيم وقال له فيها انه راجع الى مصر حتى يعد لحفل شم النسيم ويلتقى باسرة فيلمه الجديد لا
ولانه كان يملك الرغبة فى العودة فقدسافر بامل كبير الا ان جبروت المرض كان اقوى وقضاء الله فوق كل شى فسافر العندليب هذه المرة الى حيث اللا رجوع مساء 30 مارس 77