[b]
من كتاب ايامنا الحلوة وبمناسبة ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير محمد الموجى صاحب اروع القصائد التى غناها العندليب مثل روائعه قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء ويامالكا قلبى وحبيبها فيرحمه الله واسكنه فسيح جناته
تعرف حليم على الموجى فى اواخر عهد الدراسة بمعهد الموسيقى العربية وكان قد سبقه بالمعرفة كمال الطويل ونشات صداقة بين ثلاثتهم ويمكننا القول ان الموجى اعطى له اجمل الالحان وتجاوزت الحانه عدد الالحان التى قدمها له الطويل ومنير مراد وعلى اسماعيل ومحمود الشريف مجتمعين
ولقد كان الموجى ينزل حليم من منزلة ابنه نظرا لظروف زواج الموجى المبكر كما كانت زوجته ام امين تنزله من نفسها نفس المكانة ولكن العلاقة بين حليم والموجى كادت علاقة فريدة من نوعها لانها على الرغم من تراثها الفنى الا انها شهدت فترات شد وجذب وخصام وقطيعة كما شهدت فترات للتالق والسعى خطوات واسعة نحو المجد والشهرة
وقد قال حليم على كمال الطويل هو موهوب وثائرا موسيقى فى حين ان الموجى يمكن اعتباره امتدادا للقصبجى فى التزامه القواعد والاصول الشرقية فى الموسيقى وكان حليم يعمل دائما على اذكاء نار التنافس بين هذين العملاقين ليضمن ان يخرج كلا منهما افضل ماعنده وقد كانت اعمال الموجى متميزة وسط انتاج حليم ويكفيه من هذا الكم رسالة من تحت الماء ويامالكا قلبى وقارئة الفنجان والليالى وجبار فلو لم يلحن الموجى غيرهم لكفت صياغة تاريخ موسيقى كامل
اما بالنسبة لعلاقة حليم بالموجى فقد شهدت فترات من الشد والجذذب والخصام وكان ذلك لعدة اسباب لان الموجى كان ابا لنصف دستة اطفال فانه فى حاجة الى المال للانفاق على هؤلاء الصغار وبالتالى كان غزير الانتاج ويوزع الحانه على عدد كبير من الاصوات خاصة الاصوات الواعدة منها محرم فؤاد وفايزة احمد وماهر العطار وشريفة فاضل ومها صبرى وعبد اللطيف التلبانى وكمال حسنى
وبالرغم من فترات الفتور هذه الا ان روح الصفاء كانت تسيطر على روحيهما بمجرد اللقاء
ورغم فترات الجذب والشد بينهما ورغم ان الموجى كان يتخاصم فنيا مع حليم استمر التواصل بينهما والتعاون الفنى حتى اخر اغنية قدمها العندليب على المسرح الا وهى رائعة نزار قبانى قارئة الفنجان وتعد من اهم الاعمال التى قدمها الموجى لحليم بالاضافة الى الروائع التالية
صافينى مرة ويامواعدنى بكرة وبتقوللى بكرة وظالم وياقلبى خبة وكان فيه زمان قلبين ولايق عليك الخال ويامالكا قلبى ورسالة من تحت الماء والليالى وجبار وليه تشغل بالك وحبيبها واسبقنى ياقلبى وحرام يانار واحبك والحب بيسال وياحلو يااسمر
واستمر الموجى على عهده مع حليم حت بعد وفاته فلم يقدم الموجى لحنا الاللصوت الذى يستحقه رغم غزارة انتاجه فكانت الحانه من نصيب بعض الاصوات الواعدة مثل سمية قيصر المغربية واصالة السورية
وكما بدا حليم حياته الفنية على المسرح بصافينى مرة من الحان الموجى غنى ايضا اغنيته الاخيرة قارئة الفنجان مودعا بها جمهوره الحبيب وعلى المسرح ايضا ومن الحان محمد الموجى الذى وضع له اول واخر اغنياته وكان القدر بذلك منصفا للموجى الذى تاثر كثيرا بحب عبد الحليم حافظ