[b]
من مجلة الكواكب
حينما نجحت التكنولوجيا فى تلوين روائع السينما العالمية المصورة بالابيض والاسود وقف الكل منبهرا بما احدثه العلم من ثورة فى مجال السينما ومع ذذلك قامت الدنيا ولم تقعد لان جمهور هوليود راوا فى الحفاظ على التراث السينمائى كما ابدعه الرواد الاوائل قيمة اكثر اهمية من تطريره والباسه روح العصر
اما عندنا يتبارى اصحاب نغمة التطوير فى تشويه ترثنا الفنى وماحدث ويحدث لتراث حليم هو احد مظاهر هذا العبث
ولان حليم لم يكن مطرب التفت حول اغنياته الجماهير فان حضوره الدائم حتى بعد رحيله بسنوات طويلة قد اضفى على تراثه صفة الحضور بل نكاد نجزم بانه المطرب الوحيد الذى اجتذب كل يوم جمهور جديدا وهذه الصفة القدرية جعلته اكثر الفنانين عرضة بعد سيد درويش للعبث بتراثه الغنائى لتشويهه
مثلا هناك منولوجست قام باستبدال بعض كلمات نبتدى منين الحكاية
تعالى نقول لغيرنا انا وانت ازاى قدرنا
نبعد عن اى عذاب ونعيش على طول احباب نحضن فرحتنا سوى ونخلى الحب شباب
وهذا المنولوجست يغنيها
تعالى نقول لغيرنا انا وانت ازاى قدرنا نفتح فى البنك حساب نبقى والحاتى صحاب نقسم لقمتنا سوى ونخلى المش كباب
وهذا مطرب وهو يغنى فى الافراح قام بالعبث باغنية جانا الهوى
مارمانا الهوى ونعسنا واللى شبكنا يخلصنا
فاذا بذلك المغمور يغنيها مارمانا الهوى ونعسنا واللى شبكنا يجوزنا
وهناك مطرب يغير كلمات وحياة قلبى وافراحه حسب المناسبة التى يغنى فيها فاذا كانت بمناسبة نجاح فيغنيها كما هى
وحياة قلبى وافر احه وهناه بمساه وصباحه
مالقيت فرحان فى الدنيا زى الفرحان بنجاحه
واذا كانت بمناسبة عيد ميلاد
وحياة قلبى واعياده وهناه فى سنينه وايامه مالاقيت فرحان فى الدنيا زى الفرحان بميلاده
اما اذا كانت بمناسبة زفاف
وحياة قلبى واحلامه وهناه فى سنينه وايامه مالاقيش فرحان فى الدنيا زى عريسنا ومدامه
وحتى الاعلانات كانت الاخرى مجالا لتشويه فن العندليب فلاعلان الذى اثار استفزاز الجميع حينما استبدل صانعوه كلمات اغنية اهواك باخرى تعلن عن احد انواع الشيكولاتة على خلفية صورة تشابه المشهد البديع الذى جمع بين حليم وماجدة فى فيلم بنات اليوم ولم يتوقف التليفزيون عن اذاعة الاعلان الا بعد ان اثارت الكواكب هذه القضية وقبله كان هناك اعلان عن احد انواع المصاصة استخدم رائعة حليم بحلم بيك وايضا لم يمنع التليفزيون اذاعته الا بعد ان اعترض المشاهدين
غير ان كل ماحدث مع تراث حليم شى وما اصاب وطنياته شى اخر كل انواع العبث والتجاهل لحق بمجموعة من اعظم صفحات تاريخنا الوطنى صاغها حليم غناء جميل استقر فى وجدان جيل كامل ثم جاء اخرون ليحرموا الاجيال الجديدة من متعة استرجاع تاريخها وحكاية العبث المتعمد بوطنيات حليم بدات بتجاهل تام لهذه الاغنيات طوال السبعينات وبداية الثمانينات من كافة وسائل الاعلام ثم استشعرت الشركة لمنتجة للكاسيت شوق الناس الى سماع هذه الاعمال فطرحت فى بادى الامر مجموعة من هذه الاغنيات وحذفت منها كل المقاطع التى ذكر فيها اسم عبد الناصر ولكن الشركة المنتجة اعادت طرح الاغنيات بصورتها الكاملة تقريبا اما وسائل الاعلام التى افرجت فى السنوات الاخيرة عن هذه الاغنيات بطلب وامر من الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك فقد ظلت دون اية اوامر سمية تحذف لمقاطع الخاصة بذكر اسم عبد الناصر
التراث هو التراث يجب ان يبقى كما هو لايجوز ان تمتد اليه يد التغيير ومادمنا غير قادرين على التعامل مع تراث العندليب بوعى وفهم فلنتركه كماهو جميلا رائعا مستقرا فى الوجدان