[b]
من مجلة المراة اليوم
يقول المخرج الجزائرى الكبير احمد راشدى والذى مرشحا لاخراج فيلم لا الذى كان ينوى حليم ان يقوم ببطولته بعد رجوعه من الرحلة الاخيرة فى لندن والذى توفى فيها فى حديث معه للمجلة
فى بداية السبعينات تم التعارف بينى وبين حليم وبعد تقديمى مجموعة من الافلام التى حققت نجاحا جيدا ونالت جوائز عالمية ومحلية وفوجئت ذات يوم باتصال هاتفى من حليم يشيد فيه بهذه الافلام ويطلب منى ان نتعاون فى عمل جديد وفى هذا الوقت كان صديقه مصطفى امين فى السجن يكتب حلقات قصة لا واستطاع تهريب هذه القصة الى حليمالذى قام بعد زيارتى له فى القاهرة باطلاعى على هذه الحلقات وطلب منى تحويلها الى فيلم وقراتها ونالت اعجابى واثناء ذلك قام حليم بنشر هذه الحلقات فى مجلة الشبكة اللبنانية للترويج للفيلم ولاقت الحلقات فور نشرها اهتماما بالغا واسهمت فى ارتفاع توزيعها الى ارقام قياسية وبدانا تحضير الفيلم فاستعنا بكاتب سيناريو فرنسى شهير ليكتب لنا السيناريو وبعد انتهائنا من كل التفاصيل الخاصة بالفيلم مرض حليم فاضطررنا الى تاجيل التصوير وفى كل مرة كنا نقرر التصوير يمر بازمة صحية الى ان رحل فى نهاية مارس 77
واللقطات المصورة التى كانت تحمل توقيعى كمخرج لحليم كانت ليست من الفيلم ولكنها مشاهد عامة صورتها له لاعرف كيف يتحرك امام الكاميرا وانزع منه النجومية التى تحيط به لاستطيع تقديمه فى شخصية عبد العال محجوب بطل القصة هذا الرجل المطحون الذى وقع عليه ظلم شديد ودخل السجن وتم اهالة التراب على اسمه وتاريخه
فقد كان حليم فى ذلك الوقت نجم النجوم والمطرب الاول وكان شرطى ان ينزع عنه النجومية ويستمع الى كلامى وملاحظاتى وقد اقتنع جدا وقال لى اعمل ماتريده واشترطت عليه عدم الغناء فى الفيلم لان الاحداث فى الفيلم لاتحتمل غناء فوافق ومن الاشياء الطريفة انه كان سيستمع الى نفسه وهو يغنى فى الفيلم بمعنى انه يوجد مشاهد لبطل الفيلم وهو يستمع الى اغانى عبد الحليم حافظ
وكان من الممكن ان اخلق منه ممثلاقويا لان شخصيته الحقيقية مليئة بالالام والدموع والالام تصنع من شخصية صاحبها شخصية درامية قوية وكنت امرنه على هذا واستحضر معه كل ذكرياته المؤلمة لكى اشحنه واعرف ادق تفاصي حياته لاستفزه بها اثناء تصوير الفيلم
وقد كانت سعاد حسنى هى البطلة ولكن الفنانة وردة طلبت منى ان تكون هى البطلة لان احدى اممنياتها ان تشارك حليم بطولة فيلم وعندما علم حليم بطلبها قال لها ضتحكا الفيلم سينسب ليكى ولا ليا يعنى الناس هتقول فيلم حليم ولافيلم وردة
وبعد رحيل حليم تتلقيت العديد من العروض من اكثر من نجم وعلى راسهم عادل امام لاتمام الفيلم لكنى رفضت خروج الفيلم على يد شخص اخر غير حليم لاننى لم ار احدا فى الدور غيره
وقد شاهدت بعض الحلقات من مسلسل لا الذى قدمه يحيى الفخرانى ووجدت ان جانب الفانتازيا هو المسيطر على الاحداث وليس الجانب الدرامى وهذا ليس اساس العمل
وقد دامت صداقتى مع العندليب نحوسبع سنوات توطدت صداقتنا وسافرنا الى العديد من العواصم الاوروبية والعربية مثل باريس وبيروت
ومن المواقف الطربفة التى حدثت ونحن فى باريس ان قابلتنا فتاتان من احدى الدول العربية فاعتقدت انهما تعرفان حليم ولكنى فوجئت تسالان عن عنوان فقلت يجوز انهما غير متاكدين من شخصية حليم فقلت له ردا على سؤالهما اعتقد ياعبد الحليم حافظ ان العنوان فى الشارع الفلانى لكن الفتاتين لم تتعرفا اليه ايضا فسالتهما عن جنسيتهما وعرفت انهما من احدى الدول العربية ولكنهما تعيشان منذ الصغر فى انجلترا وبعد انصرافهما نظرت الى حليم وضحكنا بصوت عال
وقد كان حليم يتميز بالبساطة الشديدة واحساسه العالى جدا
حليم لم يتزوج من سعاد حسنى وكل مانشر وتردد فى السنوات الماضية كلام فاضى فحليم كما حكى لى كفر بالزواج بعد فشل اكثر من تجربة حب عاشها
بعد وفاة حليم تاثرت جدا وكنت اريد تقديم شى يعبر عن حبى الشديد له بعد عملى معه سنوات فى فيلم لم يمهلنا القدر لتقديمه وقد استضفت فى الفيلم التسجيلى الذى قدمته عنه كل اصدقائه الملحنين والمؤلفين مثل الطويل والموجى وبليغ ومحمد حمزة ونزار قبانى