[b]
من مجلة الكواكب
ربطت بين الاعلامى الكبير وجدى الحكيم والعندليب صداقة قوية عبرت جسر علاقة العمل بين اذاعى وفنان الى صداقة انسانية عميقة جمعت بينهما الامال والطموحات وكان حليم عاشقا للميكروفون مطربا ومتحدثا وتشهد على ذلك تسجيلاته وحواراته الاذاعية والتليفزيونية وهناك تسجيل نادر لبرنامج ايام من عمرى سجله وجدى مع حليم وحكى فيه حليم ذكرياته مع الايام الحلوة والمرة التى مرت فى حياته وقد بدا وجدى تسجيل هذا البرنامج فى منتصف الستينات وكان فى جولة فنية لحفلات ليالى الشرق للعرب فى اوروبا وكانت البداية فى هذه الرحلة واستكملها فى القاهرة ورحلات اخرى وهذا التسجيل لم تقتصر على حليم ولكنها امتدت الى كل نجوم هذه الفترة
ويرى وجدى الحكيم ان مشوار حياة حليم بكل ايامه غلب عليه الحزن منذ لحظة ميلاده وفى اشارة الى حميمية العلاقة بين حليم والميكروفون استشهد بالكاتب الكبير مصطفى امين عندما حاوره حليم فقال له والله ان ماكنتش نجحت كمطرب كنت اصبحت مذيعا لامعا ولايذكر وجدى انه رفض لمذيع او مذيعة اجراء حوار معه ومن هنا كانت شعبيته واهتمام الاعلام به
ويعتبر الاعلامى الكبير ان صداقته بحليم هى صداقة عمره وظلت على كامل الاخوة الى اخريوم من عمره ولم يتصادما الابعد انسحاب حليم من مشروع مسلسل حبيبى لاتبتعد عنى كثيرا فى الاذاعة واختار حليم مسلسل ارجوك لاتفهمنى بسرعة لمحطة الشرق الاوسط وقرر وجدى منافسته بحلقات عن قصة حياة ام كلثوم ولكن حليم جاءه مهنئا على الحلقات وذاب الخلاف ولكن على المستوى الشخصى لم يحدث اى خلاف
وينفى بقوة ماتردد من محاولته افساد حفله الاخير بايعاز من وردة والحكاية مصدرها كما يقولون باعة الترمس فلم تكن هناك محاولات من جانب وردة ولامن جانب اى من الفنانين وبالتالى من جانبى وكنت حمامة السلام بين حليم واى من الفنانين فى خلافات العمل والمكالمة التليفونية التى سجلتها معه وهو فى المستشفى فى لندن من القاهرة قبل رحيله بيومين دليل على كل الود والصداقة التى لاتشوبها شائبة
وكان لقاءوجدى بحليم يعود الى عام 54 حينما التقيا وهو يتابع تسجيل قصيدة دعاء الشرق للموسيقار محمد عبد الوهاب ونشات بيننا صداقة منذ ذلك اليوم ربما لتقارب العمر والرغبة فى التواجد فى الساحة الفنية وكان اول لقاء سجله معه فى برنامج اغنية اليوم واهداه اغنية الحلو حياتى لاذاعتها قبل عرض الفيلم
اما اخر برنامج سجله معه هو فكرونى وهو عبارة عن مسابق رمضانية لاذاعة الكويت يتحدث فى كل حلقة عن شخصية وينسى فى نهاية كل حلقة هامة شهيرة يسال المستمعين سؤال الحلقة فى نهايتها ليذكروه بها وقد وصلت هذه لتسجيلات الى وجدى بعد رحيل حليم عن طريق مجدى اعمروسى كامانة اوصاه عليها حليم ويعتذر انه لم يستطع اتمام تسجيل الثلاث حلقات الاخيرة لدخوله العملية الجراحية الاخيرة فى حياته وكان حليم سعيدا بالتجربة واضفى على نصوص المعلومات الكثير بادائه واضافاته الانسانية لكل شخصية تحدث عنها