الشاعر الكبير محمد حمزة وخلافات العندليب وعبقرى الموسيقى

[b]
من مجلة الكواكب
الشاعر الغنائى الكبير محمد حمزة كان شاهدا على هذا الخلاف الذى وقع بين الفنانين النجمين حليم وبليغ فيقول
ان ماحدث لم يكن اكثر من سوء تفاهم ولعبت الصدفة فيه دورا كبيرا فقد قال طبيب حليم ناصحا اياه بعدم غناء اكثر من اغنية واحدة فى الحفل وذلك بعد اصابة حليم بجلطة فى الساق وكانت هناك اغنيتان يستعد بهما حليم هما نبتدى منين الحكاية وهو ياقلبى اللى اختار وكان عبد الوهاب يعد لحن الاغنية الاولى بينما بليغ يغد لحن الاغنية الثانية وكان عبد الوهاب منظما اكثر من بليغ فابلغ حلايم انه انتهى من اعداد اللحن لاغنية نبتدى منين الحكاية فقرر حليم غناء هذه الاغنية باعتبارها جاهزة وتاجيل لحن بليغ الاان بليغ تسرع وارسل راسالته الشهيرة الغاضبة لقد اوقفت التعامل معك بعد ان حملتك على اكتافى طوال عشر سنوات دا على عدم غناء لحنه فى الحفلر الذى كان يستعد له حليم وقال له فى الرسالة اذا لم تغنى الاغنية اعتبر كانها لم تكن وحدثت القطيعة بينهما وقد حاولت التقريب بينهما فقلت لحليم ذات يوم اننى قادم من منزل بليغ وهو بيسلم عليك الاان حليم فطن لمحاولتى وقال بليغ برة مصر ياحمزة
واحب ان اقول حول شهادتى عن هذا الخلاف الذى وقع بين حليم وبليغ ان احدا لم يكن وراء ذلك كما يتردد احيانا فقد كان بليغ محبوبا من الجميع كحليم كما ان حليم كان يحب اصدقاؤه والذين شاركوا فى نجاحه لدرجة انه عندما سمع ان البعض يقول ان بليغ يعطينى افكار اغنياتى اعطى كلماتى للاساتذة عبد الوهاب وكمال الطويل ومحمد الموجى
ويذكر ان حليم قال عن هذا الخلاف الذى حدث بينه وبين بليغ
كنت احس ان غيرة بليغ من ان اغنى لاحد غيره وكنت انا دائما ضد الاحتكار وحاول عبد الوهاب معى ذلك فافلت من المصيدة واصبح شريكى فى صوت الفن والذى لم يحاول احتكارى ابدا هما الطويل والموجى كلاهما يفهمنى تماما كمال بالذكاء والثقافة والموجى باصالة داخله وقال ان بليغ بدا يحس بعد الزواج من وردة بنوع من التكامل فى حياته وانه يستطيع ان يستغنى عن كل الاصدقاء وكان غارقا فى الحب وبل بالخلاف ايضا مع وردة ثم الصلح ثم الخلاف
هذا هو الخلاف كما يراه حليم رغم انه وصفه قبل ذلك قائلا ان بليغ وجه مصرى ذكى يملك الطيبة واكثر من ذلك وصفه بانه امل مصر فى الموسيقى
والجدير بالذكر ان هذا الخلاف الذى حدث بين العملاقين الكبيرين حليم وبليغ حمدى قد زال وانتهى قبل سفر حليم الى لندن فى رحلة علاجه الاخيرة وعادت المياه الى مجاريها مرة اخرى يرحمهما الله ويرحم جميع عمالقة زمن الفن الجميل الذى لن يتكرر ابدا

اجمل ثلاثى عرفه التاريخ الغنائى فى مصر هو حليم و محمد حمزة و بليغ حمدى .. بالطبع الصداقة المتينة اقوى من اى خلاف و الدليل هو حزن بليغ الشديد عند وفاة العندليب حيث ظهر يبكى بحرارة بالغة رابطا عنقه بشال اسود لينعى العندليب مع زوجته الفنانة وردة