كانت حنجرة عبد الحليم حافظ جوهرته الفريدة التى عاشت معه و لم تمت بموته 0مجوهرات عبد الحليم الحقيقية كانت أغلى من ذهب الأرض و ماسات العالم هى الاّن معبأة على أسطوانات من مشاعر الناس و نسيج القلوب 0هذه المجوهرات جعلته يتربع فوق قمة الغناء العربى لايزحزحه أحد منذ رحيله قبل 21 عاما 0أما مجوهرات عبد الحليم حافظ و هداياه المادية التى تركها بعد رحيله فتفتش عنها (مجلة كل الناس)فى البداية مع صديق عمره مجدى العمروسى 00000انفراد000أين ضاعت مجوهرات عبد الحليم حافظ؟00000كل الناس تفتش ذهب العندليب الى أين؟0000عبد الحليم كان أغنى مطرب فى عصره00و هذه بعض مقتنياته: سيف مرصع بالماس و الأحجار الثمينة من امام اليمن000ساعة من الماس و الذهب من الحسن الثانى000نيشان من جمال عبد الناصر000دبلة أبنوس سوداء من حبيبته المجهولة000يقول مجدى العمروسى: عبد الحليم كان أكثر الناس حظا فى الحصول على الهدايا الثمينة من الملوك و الرؤساء و الأمراء و المشاهير بل و من الناس العاديين و كان يسعد كثيرا بمدلول الهدية و قيمتها المعنوية و لا يلتفت كثيرا لقيمتها المادية 000فقد أهداه مثلا الامام أحمد ملك اليمن السابق سيفا ذهبيا مرصعا بالالماظ لا يقدر بثمن كما أهداه الملك الحسن الثانى ساعة ذهبية مرصعة بالالماظ 00و امتلأدولاب بيته بالهدايا من الذهب و الاحجار الكريمة التى أتته من أصدقائه و محبيه و المعجبين بفنه من كل أنحاء العالم 00و كان عبد الحليم كريما مع أصدقائه و معارفه بدرجة كبيرة جدا فلطالما أهدى نساء و بنات أصدقائه أحزمة من الذهب الخالص و كان ينتقى الهدية التى تليق بالمناسبة التى من أجلها مهما كان ثمنها 00و كان عبد الحليم حريصا على حضور المناسبات السعيدة كالزواج و أيام الميلاد و لا يتوانى عن حمل الهدية التى تعبر عن مكانة أصدقائه فى نفسه فمن الناس الذى أهداهم عبد الحليم الهدايا الثمينة أم كلثوم و عبد الوهاب و سعاد حسنى و محمد الموجى و غيرهم الكثير 00000و يقول الموجى الصغير نجل الموسيقار محمد الموجى رفيق عمر عبد الحليم حافظ:و كان عبد الحليم يلبس سلاسل ذهبية احداها تحمل مصحفا مرصعا و أخرى تحمل شهادة:لا اله الا الله بينما تلبس أخته الحاجة علية سلسلة تحمل النصف الاّخر من الشهادة :محمد رسول الله و كان لا يخلع هذه السلسلة أبدا كما كانت أخته لا تخلعها من صدرها و كان يلبس أيضا على صدره العقيق لمنع الضيق أما ساعته المفضلة التى كان يحب لبسها فى معصمه فكانت ساعة ذهبية ذات أوستيك أسود به خط ذهبى و يضيف الموجى الصغير:عندما أنهى والدى تلحين قصيدة(رسالة من تحت الماء) أهدى عبد الحليم والدتى سلسلة ذهبية بها مصحف كبير الحجم كما أهدى اخواتى سلاسل تحمل اّية الكرسى مكتوبة بشكل فنى جميل كما أهدى لوالدى ساعة ذهبية و أهداه والدى أيضا ساعة من الذهب و كان عبد الحليم يتفاءل بلبس (أوستيك) أسود فى يده اليمنى كما كان يلبس فى اصبع يده دبلة سوداء بها خطان ذهبيان 000و تؤكد السيدة حرم الموسيقار محمد الموجى :اعتزازها بالمصحف الذهبى المرصع بالألماظ الذى أهداه لها عبد الحليم بعد تسجيل أغنية (رسالة من تحت الماء)و تقول:كان عبد الحليم أخا حقيقيا و صديقا وفيا مرهف المشاعر دمعته قريبة و أهدى ابنتى أنغام سلسلة عليها اّية الكرسى تعتز بها كثيرا كما أهدى محمد ساعة قيمة و أنا لم أجد غير حبى أهديه له فقد كان أخى و ابنى و كان بيتى هو بيته 000و تؤكد الحاجة علية شقيقة عبد الحليم حافظ أن كل شىء فى بيته ظل كما هو منذ وفاته كل الهدايا و النياشين و الأوسمة التى أهديت اليه من الملوك و الزعماء م تزال فى مكانها كما وضعها عبد الحليم و تقول علية شبانة:أنا أمينة على ممتلكات و تراث عبد الحليم و اذا مت فان ابنتى ستحمل هذه الأمانة من بعدى نحن نرتب فراشه كل يوم كأنه موجود بيننا و أحافظ على كل ما كان يعتز به مثل النيشان الذى أهداه له جمال عبد الناصر و أعتبر أن تراب بيته جواهر وتستطرد:لقد ضاعت بعض الأشياء يوم وفاته مثل السلسلة المكتوب عليها لا اله الا الله و الدبلة السوداء التى كان يعتز بها لكننى أحتفظ بسلسلتى المكتوب عليها محمد رسول الله و المهده منه الىّ و أنت لو رأيت الناس التى تحرص على الذهاب الى المدافن يوم 30 مارس من كل سنة لظننت أن هذا يوم وفاته و ليس ذكراه أعداد هائلة من الناس تحمل الحب و الوفاء له و لفنه و تلك هى مجوهراته الحقيقية 000الفنان المصور فاروق ابراهيم كان من أقرب أصدقاء عبد الحليم حافظ على مدى 27 عاما يبوح لنا بسر الدبلة الذهبية التى لم تفارق اصبع عبد الحليم حتى يوم وفاته فيقول:هذه الدبلة الأبنوس السوداء أهدتها له حبيبته التى ماتت ففى بداية حياته الفنية أحب عبد الحليم هذه السيدة حبا عميقا و كان يوصينا الا نذيع سر علاقته بها و احترمنا هذه الوصية بعد مماته مثلما احترمناها فى حياته و كان عبد الحليم يصطحبنا الى أقرب مكان من بيتها و نجلس على قارعة الطريق الساعات الطوال فى انتظار أن يلمح طيفها من وراء زجاج النافذة و حين ماتت احتفظ عبد الحليم بدبلة الأبنوس السوداء التى كانت قد أهدتها اليه حتى لحظة موته و يقول فاروق ابراهيم:من الأشياء التى كان يعتز بها عبد الحليم كثيرا صورة سعاد حسنى و كانت هى الصورة الوحيدة المعلقة فى صالون بيته الى جوار صورته و هى من رسم الفنان جمال كامل و كانت سعاد تقيم اقامة شبه كاملة فى بيت عبد الحليم تذهب اليه لتوقظه بنفسها كل يوم و تهتم برعاية شئونه فيما عدا المبيت عنده كانت تجهز لزواجها منه 000أما الفنانة نادية لطفى فتقول:هدايا عبد الحليم لى كانت دائما باقات الورود الجميلة التى يرسلها لى فى كل مناسبة خاصة يوم ميلادى و (جدعنة)عبد الحليم كانت هى الكنز الحقيقى فى شخصيته فلطالما ساعد أصدقائه و معارفه و زملاءه دون أن يشعر أحد بما فعله عبد الحليم من أجلهم أذكر أن جاءتنى شغالة اسمها فتحية و جلسنا معا نعمل (محشى كرنب)فحدث حوار بينى و بين الشغالة عرفت خلالها أنها من (الحلوات )بلدة عبد الحليم و ذكرت لى أن زوجة أبيها مرضت و عجزت عن دفع تكاليف العلاج فأرسلت تستغيث بعبد الحليم الذى قرر لها راتبا شهريا ظلت تتقاضاه حتى وفاته تستطرد نادية لطفى:عبد الحليم كان نبعا نقيا له خرير هادىء يروى المشاعر و الأحاسيس كان (قطفة عسل)حلوة أذكر فى فيلم (الخطايا)أننى كنت أمامه و هو يغن لى (قل لى حاجة)مثل قطة صغيرة تواجه مترو الأنفاق حدث بينى و بينه نوع من التمازج و التوهج فى المشاعر اتجننت كل ما يقول غنوة (أتبخر مع صوته)كل كلمة كانت تعبر عن لحظة صادقة فى حياتنا 00عبد الحليم نفسه جوهرة لا مثيل لها تحيا فى الروح و القلب لهذا لا تتبدد و لا تسرق