[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
كانت فترة المرض والالتصاق بالسرير هى فترة المراجعة الحقيقية فى حياة حليم وكان الحاصل دائما هو الاكتئاب كانت وحدته تعذبه وكان رغم عشرات الاصدقاء المحيطين به ومئات العائلات التى تسال عنه والاف الخطابات التى تصلهيوميا يحس انه وحيد وانه ذات يوم سوف ينزف ويموت دون ان يحقق مايتمناه كان يفتح الكوتشينة ليقرا بخته وكان يفرح كالاطفال اذا وجدها مفتوحة وكان يكف عن اى مشروع او فكرة جديدة اذا قالت له اوراق الكوتشينة انها سدودة وكانت احلى عبارة يسمعها فى حياته ربنا يفتحها فى وشك ياحليم يسمعهامن شقيته علية فيقول عن هذه ادعوة فيها تفاؤل وسكك تنفتح قدامك ورزق ياما وكان الشى الوحيد الذى يتشاءم منه نباح الكلاب الحزين وكان يتفاءل بالقطط
وكان حليم يكتب تاملاته وخواطره فى التصاقه بالسرير اثناء المرض ويقرا بعض خطابات اصدقائه وكان يقول ان القراءة الثانية لاى خطاب تكشف لك اعماق من يكتب لك والقراءة الاولى فيها السرعة
وكان حليم يشغل نفسه خلال ساعات الليل الطويل يحفظ الالحان واستيعابها اكثر حتى اذا ماشفى اصبح قادرا على ادائها وكان اذا زاره اصدقاء شغلهم بذكاء باحداث اخر رواية ينوى تمثيلها فى السينما فيستفيد رؤية جديدة للعمل يساعده فى المناقشة كان صمت حليم فى مرضه عملا بلاصوت ولاضجة ولامجاملات
ولان حليم اهلاوى متعصب ومناقشات الكة تبهجه فقد اشترى شرائط فيديو كاسيت تضم اشهر مباريات الاهلى وبعض مباريات كاس العالم تقطع ساعات الليل والوحدة والالم