كتب الناقد(عصام بصيلة)فى جريدة(أخبار النجوم)فى 21 مارس 1998 (لماذا عاش فن زمان؟ لماذا نحتفل هذا الشهر 00بذكرى رحيل عبد الحليم حافظ و قد مر على وفاته أكثر من عشرين عاما؟ لماذا نردد أغانيه حتى اليوم؟ لماذا تسجل مبيعات شرائطه و أفلامه أعلى نسبة مبيعات بين الأشرطة و الأفلام الى الاّن؟ لماذا يقفز اسم عبد الحليم مقرونا بالعشق و الحب و الغرام و الهجر و الألم و الدموع و الشجن؟ 000أما الاجابة 00فهى فى جملة بسيطة و ربما تتلخص فى كلمة واحدة و هى (الصدق)000نعم 00الصدق00أى أنه كان يقدم فنا غير مغشوش 00و الفن المغشوش00تماما كاللبن المغشوش فاسد00يؤذى الانسان00و يصيب المعدة بالتلبك00و كما أن صاحب الأشياء الفاسدة يعاقب بالسجن 00المفروض أن يحاكم صاحب الفن المغشوش الذى يفسد العقول و يؤذى المشاعر و يخرب الأخلاق 000و عبد الحليم لم يقدم فنا مغشوشا فحسب و لكن لابد أن يكون عالى الجودة 00متقن الصنع ظاهره جيد و باطنه رائع 000هذا هو الصدق الذى أقصده ذلك ما كان يتمتع به العندليب الأسمر 000و كان عبد الحليم ينادى دائما بضرورة اكتشاف الأصوات الجديدة 0000و مهما مرت الأيام و السنون 00فالكلام و الحواديت لن يتوقف عن عندليب الغناء العربى عبد الحليم حافظ 00أنه كالمعدن النفيس 00يزداد بريقا مع الزمن 00يعشقه الكبار و الصغار 00الشباب و الصبايا 00النساء و الرجال 00و ذلك لأنه كان صادقا 00معبرا عن كل كلمة يرددها 00عن كل نغمة يصدرها 00فهو مطرب يغنى(معانى)و ليس سطورا موزونة تعتمد على علم العروض و قواعد اللغة 00و تلك المعانى مؤمن بها قبل أن يتعامل معها و بالتالى فهى تخرج من قلبه 00فتتسرب سريعا من خلال الأذن 00الى القلب مباشرة بلا وسيط)