[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
كان حليم بشرا كسائر الناس تحكم اعماقه عقد ماتحرك نوازع الخير والشر فيه كان الحرمان ام هذه العقد النفسية الحرمان من الابوة والامومة والحرمان من من الحنان والحرمان من الصحة كان حليم يبحث دائما عن حنان مع اى امراة اميرة كانت او بائعة فى محل سلفردج بلندن وقد تصور كثيرون انه فارس الفرسان يخطف النساء فوق حصان ابيض الى مملكته الخرافية بيد انه يعود من معاركه العاطفية خاسرا وكان يعتقد ان الرجل انبل من المراة وان المراة لعبتها الرجل كان اليتم يجعله يتوق الى اى جو اسرى لهذا كان حليم صديقا لمئات العائلات التى تعتبره ابنها وكان يحفظ عن ظهر قلب اسماء الاولاد والبنات والشغالات
نجح اليتيم ان يصبح ابن كل بيت فى مصر كان حرمانه من الصحة يدفعه الى ممارسة رياضة عنيفة امام الغير ليقنعهم انه يتمرغ فى العافية واكثر من مرة تعرض للخطر ولكنه كان عبدا للعقد التى تامره فيطيعها كان وحيدا ومعذبا ولوكان العذاب يمسك باليد لخنقه حليم كان يشعر ان الحياة اعطته الكثير واخذت منه الاكثر
فى ايامه الاخيرة كانت عيناه تلمعان بالذعر والخوف كان الموت يناديه وهو وحده الذى يراه ويخاف لو صافحه او ابتسم له
مثل هذا الانسان كان يتصرف احيانا بانانية واحيانا يندفع فى طريق خطا على سبيل العناد كان يرتكب بعض الاخطاء التى يعلم انها اخطاء ويبررها بقصر اقامته قوق كوكب الارض
كان شروره الصغيرة خط دفاع اول ضد التيار الذين تربصوا به طول الحياة فقد كان للعندليب اعداء كثيرون من الغربان ظلوا يحاربونه وهو يهزمهم بفنه وحب الناس له
تعرض حليم لعشرات الشائعات التى خرجت من مصانع النميمة باتقان شديد لامثيل له ودافع حليم عن نفسه بكل الوسائل صفع اسماء كبيرة فىدنيا الفن بصمته حين اكتشف ان الصمت يشنق خصومه غيظا
كان حليم يمشى فوق الشوك وكان يمضغ الحصى ويبلع الزلط لم يكن مشواره نزهة نيلية ساعة الاصيل كانت حربا باردة لقمع موهبة تحدت العتاولة وانطلقت كقذيفة ودكت حصون الحقد
قبل سفريته الاخيرة ساله الصحفى الكبير مفيد فوزى عن احواله فقال وهو زائغ العينين يسبق كلامه تنهيدة طويلة تعبت وبعد ايام استراح حليم فالهارب من قدره كالهارب من ظله