من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
يقول الدكتور روجرز وليامز
يالها من ايام حزينة رهيبة لقد سببت وفاة حليم تعاسة مروعة ليس لاصدقائه فى العالم العربى فحسب بل لاصدقائه الكثيرين فى انجلترا واوروبا وكان لهذا الفقد اثر مضاعف لى شخصيا لاننا لم نفقد مريضا رائعا متعاونا فى كل مراحل علاجه العصبية فحسب بل فقدنا صديقا شخصيا عزيزا علينا حليم كان محور الابحاث العلمية فى امراض الكبد كل مرة جاء فيها لندن كنت اخذه للوحدة حتى يستطيع مقابلة الاطباء المتخصين لقد جاء موت حليم منبها لكل العاملين فى امراض الكبد حتى يضاعفوا من جهودهم مستقبلا
اخيرا ملحوظة خاصة
ارجو ارسال صورة حديثة لحليم حتى استطيع الاحتفاظ بها هنا فى مكتبى فى وحدة الكبد بمستشفى كينجز كوليدج لانها ستساعدنى كثيرا وتشجعنى على الاستمرار فحليم قد امضى بها كما اعلم لحظات حلوة وايضا عاش لحظات قاسية انه اشجع رجل عرفته فى حياتى
يقول دكتور ماكبث
الاربعاء الحزين كان يوما حزينا لى فعندما ذهبت لارى حليم كان واضحا لى جدا ان حالته قد ساءت كثيرا عن ذى قبل وعندما طلب منى حليم ان اكون بالقرب منه اثناء فحصهم له تاثرت كثيرا وامضيت معه مايقرب من اربعين دقيقة وكان على ان انقل لاصدقائة واقربائه تقريرا سيئا عن حالته وقد ندمت اشد الندم لانه رفض ان يجرى عملية زراعة الكبد التى نصحه بها كل المتخصصين لقد عرفت حليم وقضيت معه سنوات وكنت احاول ان اقنعه ولكنه كان يقول لااريد ان اموت فى غرفة عمليات وحاولت ان اثنيه عن قراره واملا قلبه بالامل ولكنه رفض وكنت قد اتخذت هذا القرار العنيد لان كبد حليم كان عضوا عديم الفائدة
اننى لست انسانا متشائما ولكنى احسست بقلق شدي عندما سقط المصحف الشريف الذى كان تحت وسادته اثناء اجراء العملية الجراحية الاخيرة له لقد رايت المصحف كثيرا واعلم كم هو جميل وارجو ان يسمح لى اقاربه بان احتفظ به كذكرى غالية لرجل شجاع عشت معه كصديق ولكنى لم اقدم له الكثير لكم افتقده الان وسافتقده لكم افتقد ابتسامته المتحدية لصنوف العذاب التى تحملها ارجوان تقبل اسرته الكريمة عميق اسفى وحزنى