[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
عندما غنى حليم قارئة الفنجان اخر اعماله من الحان هذا المنجم المصرى الغنى بالانغام محمد الموجى قاطعه الناس بسخافة مرات ومرات صحيح لقد عود حليم جمهوره على المرح ولكنه فى تلك المرة كان يريد من الناس فى الحفل اصغاء كاملا
لقد استغرق اعداد هذه اللوحة الغنائية عاما كاملا وفى تلك الليلة تمنى حليم ان يعطيه الناس اذانهم بيد ان قلة يشهد مفيد فوزى انها كانت ماجورة ويقف مفيد لحظة ليحكى عن هذه القلة هناك بائع فل شهير يعرفه متعهدو الحفلات يقدم خدماته لبعض المطربين والمطربات فى حفلاتهم العامة يسمونها زفة فل وفيها يستاجر بائع الفل الصبية والاولاد والرجال ليهتفوا بنداءات محفوظة هدفها اشعال حب الناس للحفل اوتكسير مجاديف الفنان بمقاطعته والصفير فى وجهه بحجة الاعجاب ويتقاضى بائع الفل مبالغ خيالية لهذه الاهداف
ويشهد مفيد انه كانت هناك زفة فل ماجورة لمقاطعة العندليب والتشويش عليه ذلك ان المقاطعة المستمرة اثارت اعصابه الى حد ان احد اعضاء الفرقة الماسية المشهود له بهدوء الاعصاب كان على وشك ان يشتم الحاضرين وكل الذى فعله حليم ان صرخ بس فلما اشتد الصفير والتشويش قال بس باه
وكان العندليب قد ارتكب جريمة لانه اراد ان يرسى قيمة الاستماع وادابها اثناء الغناء
ويتذكر مفيد ان خوليو ايجليسيوس المغنى الاسبانى الشهير الذى غنى فى نفس المكان وكيف انهم ظلموا حليم قبل رحيله لقد غنى خوليو دون مقاطعة او صفير او تشويش لان احدا لايتمنى تشويش حفل خوليو بزفة فل
ان زوبعة قارئة الفنجان كانت مجالا خصبا للنيل من حليم